عناوين فرعية
-
كيف يستفيد العمل النقابي من المساحات لتغيير الوضعية الاجتماعية؟
يعتبر العمل النقابي في المؤسسة مظهر من مظاهر الديمقراطية الذي كرسه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكرسه الدستور الجزائري عبر عدة نصوص قانونية..
فهو مكسب مضمون لجميع العمال، يعبر عن تطلعات العمال المشروعة لحمايتهم من التعسف الإداري، فالغاية من إنشاء المنظمات النقابية هو الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال، والذين بدورهم يكونون أكثر فعالية بمساهمتهم في رفع مستوى الإنتاج.
من خلال تتبع النصوص القانونية في التشريع الجزائري يتبين لنا الأدوار الأساسية التي يمكن أن يقوم بها النشاط النقابي، حيث تتمثل أساسا في الوقاية من نزاعات العمل وتسويتها، كشراكة واقعية يفرضها التمثيل الديمقراطي الحر للعمال، بتثبيت التوازن واستغلال طرق المناورة المتعددة للضغط على الإداريين من أجل تسوية الخلافات الفردية والجماعية عن طريق اجراءات المصالحة والوساطة، كإجراءات وقائية قبل الدخول في منطق الصراع وتعفين الأوضاع..
المشاركة في المفاوضات الجماعية داخل المؤسسة، سواء المبرمجة أو التي تكون نتيجة بعض الوضعيات الطارئة، تعتبر من بين الاستراتيجيات التي تلجأ إليها المنظمات النقابية لتفادي الوقوع في حالة من الفوضى والنزاع مع الجهات الرسمية…
وهذا ما يستدعي فعالية كبيرة في العملية التواصلية الداخلية في كل الاتجاهات لتفعيل الحوار كآلية أساسية لإقامة التوافقات بين مختلف المواقف، ما يتطلب طول النفس والصبر من أجل معالجة التناقضات وتقريب وجهات النظر من أجل المصلحة العامة ونجاح المشاريع المشتركة، ما يتطلب ثقافة قوية ذات أبعاد قيمية عميقة ينبغي أن ترسخ تدريجيا بين أعضاء المنظمة، وينخرط فيها الجميع عن وعي وقناعة انطلاقا من المسؤولين في المؤسسة إلى أبسط عامل فيها، وهذا يفرض على القيادات النقابية فهما عميقا لكل المراحل التي تمر بها النزاعات، لتحديد نوعية التدخل واختيار التوقيت المناسب لضمان الفعالية الوقائية، لأن حسن إدارة هذه المرحلة من طرف المسؤولين والشركاء الاجتماعيين يجنب المؤسسات الكثير من الاخفاقات التي قد تقع فيها.
من بين الأدوار الأساسية للعمل النقابي والتي يمكن أن تساهم في تغيير الوضعية الاجتماعية للعمال، المشاركة في المفاوضات الجماعية داخل المؤسسة، سواء المبرمجة أو التي تكون نتيجة بعض الوضعيات الطارئة، لأن المفاوضات تعتبر من بين الاستراتيجيات التي تلجأ إليها المنظمات النقابية لتفادي الوقوع في حالة من الفوضى والنزاع مع الجهات الرسمية، حيث تفرز مثل هذه المفاوضات اتفاقيات جماعية تعالج بعض الوضعيات الفردية أو الجماعية للعمال مما يجعلهم أكثر تحفيزا و فعالية.
فالعمل النقابي هو ممارسة يومية من أجل التعرف على المشاكل والمطالب العمالية والعمل وفق برنامج محدد لإيجاد حلول للمشاكل وتلبية المطالب المختلفة من تحسين لأوضاع العاملين في النواحي المادية والمعنوية وتحقيق كرامتهم. لتحقيق الأدوار الأساسية وإحداث التغيير الاجتماعي المنشود في محيط العمل، ينبغي لقيادات العمل النقابي استغلال المساحات الممكنة والوسائل الممنوحة لترقية الفعل النضالي وتعزيز التكوين النقابي، وذلك عن طريق تفعيل الاعلام النقابي والمتمثل في نشر المقترحات ونتائج الاجتماعات والمفاوضات، وعقد الاجتماعات الدورية التي تعتبر وسيلة هامة لتفعيل الاتصال الداخلي.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.