أعاد الكاتب الصحافي والإعلامي عبد العزيز بوباكير إلى الواجهة قضية زيارة وفد من الصحافيين الجزائريين إلى الكيان الصهيوني قبل 17 سنة..
الزيارة التي أثارت الكثير من الجدل وما تزال، تمت بشكل غامض وسري يوم 26 جوان 2000، وسط تساؤلات ملحة عن الأطراف والأهداف التي تحيط بهذه الزيارة..
وعاد بوباكير بكثير من التفاصيل إلى هذه الزيارة، في منشورات توثيقية عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، تفاعل معها الكثيرون بينهم إعلاميين أثروا النقاش بتفاصيل أخرى..
وفي مقال له بعنوان “وقائع تطبيع غير مُعلن” قال الكاتب عبد العزيز بوباكير “يوم الاثنين 26 جوان وصل وفد الصحافيين، من جرائد “الوطن”، “ليبيرتي”، “لوسوار داجيري”، “لوكوتيديان دورون”، “الخبر”، و”لوماتان”(أفضل عدم ذكر الأسماء)، إلى تل أبيب في سريّة تامّة وتعتيم إعلامي مطبق، فلا توجد صور منشورة عن الزيارة، ولا أختام تأشيرات على جوازات السفر تدل على زيارة ما”..
مضيفا “كانت الزيارة التي رُتّبت هنا في الجزائر من قبل الأقلية اليهودية في بلادنا، وبالتنسيق مع بيرنار هنري ليفي وآندري غلوقسمان، ومباركة أطراف نافذة في السلطة بالون اختبار لمدى قابلية الرأي العام الوطني لفكرة التطبيع مع إسرائيل”.
ثم تحدث عن دور الرئيس بوتفليقة في هذه “اللعبة”، حيث اعتبر في البداية “الزيارة عملا إرهابيا موصوفا”، ثم في نهاية المطاف تدخل شخصيا لمنع اعتقال الوفد الصحافي عند عودته للجزائر.
وذكر بوباكير في مقاله الكثير من التفاصيل التي اعتبرها تخل في إطار محاولة إيجادابواب للتطبيع بين الجزائر والكيان الصهيوني.
من جانبه خاض الإعلامي نجيب بلحيمر في هذا النقاش، شاهدا على تفاصيل تدخل الرئيس بوتفليقة شخصيا في الموضوع، حيث اتصل بالمدير العام للامن الوطني وقتها الراحل علي تونسي، وطلب منه عدم اعتقال الوفد الصحافي عند وصوله المطار، حيث كان الإتجاه لقيام باعتقالهم فعلا لولا تدخل الرئيس الذي أعطى تعليمات بعدم إعطاء هذه القضية أكثر مما تستحق، وأن “من أقدموا على هذه الفعلة لا يجب أن ينالوا مزيدا من الاهتمام”.
وتحدث بلحيمر عن دور الجنرال العربي بلخير في ترتيب هذه الزيارة، في ظل الحديث على أن بلخير كان هو “العرّاب الفعلي” لهذه الزيارة، حيث كان الرجل “يعطي الإنطباع” بأن السلطة غير معترضة على هذه الخطوة.
وعقب عبد العزيز بوباكير على توضيحات بلحيمر في منشور جديد بعنوان “عن التطبيع وأشياء أخرى” جاء فيه: “..وأما عن العرّاب الأكبر للتطبيع الكاردينال الجنرال العربي بلخير، فقد كان يسعى جاهدا لإقامة علاقات قوية مع إسرائيل، وكاد ينجح لو لا الرفض القاطع للشاذلي بن جديد. المحاولة الأولى تمت عن طريق المستشرق ومترجم القرآن إلى الفرنسية أندري شوراكي، والثانية عن طريق وساطة مالطية، والأخيرة بواسطة الطبيب البلجيكي المعالج للشاذلي (بيروتشي) وقد رفض الشاذلي كل هذه المحاولات، انطلاقا من أن أي تطبيع للعلاقة مع إسرائيل يجب أن يكون باعتراف دولة العدو بحقوق الشعب الفلسطيني.
من جانبه قال الأستاذ الجامعي رضوان بوجمعة خلال مشاركته في النقاش وباعتباره كان يعمل وقتها في جريدة “الخبر”، أن “الزيارة شجعتها عصبة من العصب داخل منظومة الحكم ضد أجندة الرئيس الذي كان يحضر التطبيع دون المرور عبرها”..
وأضاف بوجمعة “أتذكر جيدا أنً عريضة أطلقت لمساندة من زار أسرايلً ورفضت التوقيع واندهش بعض الزملا في الخبر بحجة وجود صحفية في قاعة تحرير ضمن الوفد فكان ردي سأوقع عندما يعلنون و بشكل واضح عن هوية الجهة الموجودة في الحكم التي شجعتهم علي الزيارة خاصة و ان الجهات نفسها هيً التي عاشت سنوات العسل مع برنار هنري إيفي و غلوكسمان في حملات منظمة و ممولة ضدًالمعارضةًالفعلية في الجزاير بالتنسيق مع خالد نزار و خليدة ومسعودي”..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.