زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الضفة الغربية مريضة بسرطان المستوطنات

الضفة الغربية مريضة بسرطان المستوطنات ح.م

من أكثر الكلمات تداولا في الإعلام الدولي كلمة (المستوطنات) في الصراع الصهيوني الفلسطيني، وكل ما اشتقت منها، مثل الاستيطان والمستوطنين.. لكن أهمية كلمة المستوطنات تختلف من وسيلة إعلامية إلى أخرى حسب وزن القضية الفلسطينية لدى تلك المؤسسة الإعلامية.

المستوطنات الصهيونية هي مجموعة من السكنات قد تشكل حيا أو بلدة أو حتى مدينة تقوم إسرائيل ببنائها فوق الأراضي الفلسطينية بعد اغتصابها ثم شرعنتها، وبالأخص الواقعة فوق حدود الخط الأخضر.
آخر ما أقدمت عليه إسرائيل هو إصدارها (شهر يناير 2017) قانونا يُشرعن سلامة بناء المستوطنات حاضرا، ويعترف بما أنجز في الماضي (نحو 4 ألاف وحدة سكنية) رغم عدم مطابقتها مع القانون الدولي أو حسب قرار الأمم المتحدة لسنة 1980، الذي ينص على عدم أحقية إسرائيل في بناء المستوطنات فوق حدود الخط الأخضر المتنازع عنه منذ سمة 1967 وبالأخص في القدس المحتلة التي تريد إسرائيل ليس فقط بناء مستوطنات فوقها بل تهويدها بطرد 80% من سكانها الأصليين بحدود سنة 2020!؟
وللتوضيح الوقع النفسي للمستوطنة على الفلسطينيين هو كذلك الشخص الغريب الذي يقتحم أرضك ويبني عليها مسكنا عنوة وبعد مدة يطلب من أقاربه مجاورته ببناء مساكن أخرى لجمال المكان وهدوئه، من جهة ،ولكي يؤنس وحشته بهم ويقوي عضده، كل ذلك يتم تحت أنظارك ولا تستطيع فعل أي شيء! بل في حالة صراخك سيتم وضعك في قائمة الإرهابيين بتهمة أنك نغّصت نوم أطفال الجيران الرضع بضجيجك..
لقد أصدر مجلس الأمن قراره تحت رقم 445 ينص على عدم مشروعية بناء المستوطنات، لكن إسرائيل لم تتوقف يوما عن بنائها أو توسيعها، بل تشجعت منذ قدوم الوافد الجديد دونالد ترامب على رأس البيت الأبيض الأمريكي الذي قالها صراحة “أنه يؤيد بناء المزيد من المستوطنات بل يعتزم رفع التجميد عن نقل السَفَارَة الأمريكية نحو القدس”، كل ذلك يتم تحت أنظار النأي العربي عن النفس، وتجاهل الرأي العام الدولي بما يحدث بما أنه غير معني مباشرة بما يحدث.

ما بني من مستوطنات في غزة هدمته إسرائيل لدى انسحابها الأحادي الجانب سنة 2005، حتى لا يستفيد منها الغزّاويون باعتبار أن المستوطنات هي بنايات فاخرة تقدمها إسرائيل “كطعم” ليهود العالم الذين يودون الالتحاق بأرض الميعاد والدفاع عن بناء هيكل سليمان المزعوم تنفيذا لما جاء في التوراة المحرفة..

وبذلك سارعت إسرائيل الكشف عن برنامجها الاستيطاني الجديد (لهذا العام 2017) ببناء 6000 وحدة استيطانية عبر ممتلكات الأفراد، أو ما تسيطر عليه السلطة الفلسطينية في أرض الضفة الغربية والقدس، علما أن ما بني من مستوطنات في غزة هدمته إسرائيل لدى انسحابها الأحادي الجانب سنة 2005، حتى لا يستفيد منها الغزّاويون باعتبار أن المستوطنات هي بنايات فاخرة تقدمها إسرائيل “كطعم” ليهود العالم الذين يودون الالتحاق بأرض الميعاد والدفاع عن بناء هيكل سليمان المزعوم تنفيذا لما جاء في التوراة المحرفة.
البرنامج الاستيطاني الجديد سيتكفل بـ 30 ألف وافد من الداخل والخارج باعتبار إسرائيل تستقبل كل سنة نحو 15 ألف مغرر بهم بالأخص من روسيا وفرنسا وأمريكا.. حيث تعمل هذه الدول على تشجيع هجرة اليهود من الدرجة الثانية للتخلص من متاعبهم الاجتماعية وحتى السياسية لكي لا يحتكوا مع اليمين المتنامي.
انتشار هذه المستوطنات في الضفة الغربية نلاحظه كالنقاط السوداء في الخريطة، وكأنها صورة رئة مصابة بالسرطان من كثرة انتشار النقاط السوداء، حتى يصور لك حسب الخريطة أن الضفة الغربية مريضة بالسرطان، كيف لا وهي مصابة بأعمال المستوطنين الذين يقطعون الأشجار ويخربون المحاصيل الزراعية ويدمرون البيوت ويضعون الحواجز ويقطعون أواصر أفراد العائلة الواحدة ويدنسون المقدسات…
إن الاستيطان يقوّض السلام الذي تريد إسرائيل أن تنعم به على حساب أطفال فلسطين، بحيث تعلم جيدا أن ما قامت به من بطش بالأمس واليوم وغدا لم يثن من عزيمة الفلسطينيين ولو يوم واحد، بل يفتخرون بجحافل الشهداء التي قدموها، ومع هذا الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تبال ولو يوم واحد بنداءات الأمم المتحدة ولا بالمجتمع الدولي ولا بخطط السلام التي اقترحت عليها.
لكن المستوطنين الصهاينة يعلمون في قرارة أنفسهم أن تواجدهم بفلسطين مؤقت ولو طال، بسبب إمكانية وصول المقاومة للغلاف الجوي لمستوطناتهم وهو ما حدث في حرب العصف المأكول لسنة 2014 وخلف هجرة داخلية كبيرة بالنسبة لذوي الدخل المرتفع.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.