الشيخ محمد الغزالي أشهر من أن يُعرّف، فهو عالم متبحّر في علوم الدين والدنيا، اتصف طيلة حياته الدعوية بالوسطية والتوفيق بين الحقائق السماوية والدنيوية.
ظل الشاذلي وفيا لهذه الصداقة، يسأل عنه وعن أحواله باستمرار، وأوصى به خيرا كل ولاّة قسنطينة في تلك الفترة، وحرص على الاعتناء به، وبما يليق بمقامه الرفيع من احترام وتقدير، وبمكانته كعالم جليل.
وكان الشاذلي يتابع أحاديثه الرمضانية في التليفزيون باهتمام ومتعة، وحقا فهذه الأحاديث كانت فرصة لا تعوّض بالنسبة للجزائريين ليفتحوا أعينهم على المفاهيم الصحيحة في الإسلام.
ولم يتدخل الغزالي، ولو مرّة، في شأن داخلي، وحتى قضايا الإفتاء كان يحيل، كما يقول الشاذلي، من يسأله فيها إلى الشيخ أحمد حماني، قائلا “هو أدرى مني بالفقه المالكي”.
أحرج الشيخ الغزالي أكثر من جهة. فلا الجماعة التي أسسّت فيما بعد الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانت راضية عن أفكاره الإصلاحية المستنيرة، ولا بعض أتباع جمعية العلماء المسلمين كانوا يقبلون بعض أطروحاته.
ولمّا اشتد عليه المرض استأذن الغزالي الشاذلي، بكل تواضع، مغادرة الجزائر. فطلب منه الشاذلي أن يقترح عليه عالما آخر يخلفه في منصبه، فأشار عليه بالشيخ يوسف القرضاوي، وقال له: “إنه ضامن فيه وفي علمه ونزاهته واستقامته”.
أحرج الشاذلي الغزالي، وهو سأله عن راتبه وعن بعض الجوانب المادية. فكان ردّ الغزالي: “رجاء سيادة الرئيس، لا أحبّ أن أطرح معكم هذا الجانب”.
كان الغزالي، في رأي الشاذلي، رجلا فاضلا تقيّا زاهدا في الحياة، وكان أيضا يحب النُكتة والفكاهة، خفيف الظل والروح ككلّ المصريين.
وظل الشاذلي وفيا لهذه الصداقة، يسأل عنه وعن أحواله باستمرار، وأوصى به خيرا كل ولاّة قسنطينة في تلك الفترة، وحرص على الاعتناء به، وبما يليق بمقامه الرفيع من احترام وتقدير، وبمكانته كعالم جليل. وظلّ الغزالي على اتصال به بعد مغادرته إلى مصر، وكان الغزالي يسأل عن “الريس” وعن صحته كلّ المسؤولين الجزائريين الذين يلتقي بهم في القاهرة.
تألّم الغزالي وبكى بحُرقة، وهو يسمع علي كافي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، يقول عنه في القاهرة “إنه هو من مهّد الطريق إلى الأصولية في الجزائر”..!
ويستغرب الشاذلي من أولئك الذين يتّهمون الشيخ -رحمه الله- بأنه رسّخ أقدام السلفية الوهابية ومهدّ الطريق للأصولية في الجزائر.
وقد تألّم الغزالي وبكى بحُرقة، وهو يسمع علي كافي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، يقول عنه في القاهرة “إنه هو من مهّد الطريق إلى الأصولية في الجزائر”..
لقد هذّب الغزالي تصوّرات الجزائريين للإسلام، وكان دائما يدعوهم إلى الوسطية والاعتدال، والسعي إلى النظر إلى الإسلام في ما يحيط به من تحديات وصراعات.
سمى الغزالي الشاذلي فارس الإسلام وقال عنه: “لم أر بين الزعماء العرب الذين عرفتهم في مثله صدقا وتقوى“.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.