زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الرسائل..!

فيسبوك القراءة من المصدر
الرسائل..! ح.م

في لحظة ما، بدى الرئيس تبون في صورة الفعل والموقع نفسه الذي كان فيه الرئيس التركي عشية الانقلاب الفاشل عام 2016..

استدعى الرئيس واستخدم نفس الأدوات التواصلية لنسف إشاعات وشائعات متداخلة وقصص مركبة اتم تداولها عن اجتماعات مخبرية وبدء التفكير في سيناريوهات محتملة كالمرحلة الانتقالية أو قرب إعلان الشغور وغيرها.

عدم توجهه في هذا الظرف الضاغط بأية إشارة الى المكون السياسي والمدني، يُنبئ بأن السلطة السياسية ليست لها أية نية في هذا الاتجاه، وأنها مصرة على المغامرة المنفردة مرة أخرى.. وهذا محمل قلق جدي..!

في الواقع هذه القصص لم تكن تحتاج إلى كثير من الحصافة لفهم أنها جزء من خيال سياسي فقير للحقائق، وبغض النظر عن ذلك، فان أهم رسالة سياسية تضمنها تدخل الرئيس أمس بوضوح، هو أن السلطة ماضية في تنفيذ خارطة الطريق التي رسمتها منذ بدء المسار الحالي، برغم مخرجاته الرديئة التي أفرزها، سواء على صعيد تدبير الشأن السياسي، أو أجهزة تنفيذ السياسات العمومية.

بدا الرئيس غير معني تماما بالنتائج التي آل إليها الاستفتاء الشعبي على الدستور، في علاقة بالمقاطعة الشعبية الكبيرة، وقدم موضوع تعديل قانون الانتخابات المؤدي إلى الانتخابات النيابية المسبقة كأهم التزام تعهد به يستوجب التنفيذ، ينطوي هذا على تثبيت تام لخطة السلطة في إعادة انتاج مؤسسات الحكم، ضمن مقاربة مشوشة تضع الانتخابات كأداة ميكانيكية لصناعة الهياكل، وليست وسيلة لتكريس الخيار الديمقراطي.

يُفهم من كلمة الرئيس أن السلطة مازالت تعتبر أن الأزمة المزمنة للنظام السياسي في البلاد، هي أزمة مؤسساتية محضة، ولذلك تلجأ إلى الانتخابات بشكل مستمر لتجديدها مع تغيير طفيف لخطوط الملعب، هذه مشكلة كبيرة لأن السلطة إما أنها ترفض استلام الرسالة الشعبية بعد مقاطعة الاستفتاء، أو أنها تراهن على انتخابات جديدة تستوعب من خلالها كامل المعارضات السياسية، ضمن ما تقدمه من عرض ضعيف للحاجيات الديمقراطية.

مع افتراض أن طبيعة الظرف الصحي وقصر مدة الكلمة لا يتيح ذلك، لكن تجاهل الرئيس لدعوات إنجاز حوار وطني، يتيح حالة من التوافقات حول المناخ السياسي والظروف التي يمكن أن تتم فيها الاستحقاقات المقبلة، وعدم توجهه في هذا الظرف الضاغط بأية إشارة الى المكون السياسي والمدني، يُنبئ بأن السلطة السياسية ليست لها أية نية في هذا الاتجاه، وأنها مصرة على المغامرة المنفردة مرة أخرى.. وهذا محمل قلق جدي.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.