فجأة، صارت حياتنا في هواتف جوالة، لا يمكن أن تحمل جهاز التلفزيون، لا يمكن أن تجر معك جهاز الراديو، لكن الهاتف ممكن.
كان الناس ينامون على ضوء الشمعة، ويصبحون على صياح الديك، أو على ملمس الساعة، وصرنا اليوم، نتحسس الهاتف، أين هو؟
التنبيهات والإشعارات، صارت إدمانا، مقاطع شبكات التواصل، أصبحت وجبة يومية، رسائل واتساب، كأنها بريد الحكومة، منه ما هو مفرح منتظر، ومنه ما هو شر لا سبيل لرده..
كان اللصوص في الشارع، وكان الواحد منا يعرف ملامحهم أو يكاد، اليوم، صار قراصنة الأنترنت، أنت تنام وهم يلعبون في هاتفك..
ربما الحسنة الوحيدة، بالنسبة لي هي تطبيقات الخدمة، بنوك، فواتير، مواعيد… الباقي، إنه الضياع بالعنوان العريض.
أقول “الضياع” وأنا من جيل عرف مصباح الزيت قبل الكهرباء، فما بالك بجيل Z وجيل Alpha..
الأجهزة الإلكترونية تخنقنا، والآدمية تعاني.
نعم للتطور، نعم للحضارة، نعم للمدنية، لكن هذه التكنولوجيا تخيفني، ونحن لم نقل بعد:
باسم الله.. مع مارد الذكاء الاصطناعي.
@ طالع أيضا: “زاد دي زاد”.. في مواجهة “سياسات الغلق”؟!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.