زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الجيل الرابع من الحروب بين الجزائر والمغرب!

الجيل الرابع من الحروب بين الجزائر والمغرب! ح.م

ولأن الإستراتيجية العسكرية المغربية قامت في الفترة الأخيرة بإعادة هيكلة ممنهجة لنظمها الرئيسية وانتقلت إلى محاولة التوغل في العمق الجغرافي والجيواستراتيجي للجزائر، وذلك من خلال منظومة أقمار التجسس التي سيتم إطلاقها تباعاً بعد نجاحه في إطلاق أول قمر اصطناعي تجسسي له، والذي يحمل اسم محمد السادس1، ويستعد المغرب كذلك لإطلاق قمر اصطناعي في أواخر 2018 ويحمل نفس الإسم محمد السادس 2 والذي سيوضع في مدار حول سطح الأرض على بعد 694 كلم منها، مما سيمكنها من بعث حوالي 500 صورة يومياً وبدقة عالية جداً، وذلك في إطار التحديثات التي قام المغرب بإجرائها على مستوى أسلحته الإستراتيجية البحرية والجوية والبرية..

إذ قام في الآونة الأخيرة باقتناء 47 مقاتلة هجومية متخصصة في عمليات الرصد والاستطلاع والاعتراض المباشر وهي من نوع أف 16 الأمريكية، وهذه الطائرة معروف عنها بأنها من أهم الطائرات العالية التكنولوجيا وتمتلك قدرة كبيرة جداً على التحليق على مسافات شاهقة و متلك مجموعة من الصواريخ الموجهة بأشعة الليزر الحرارية، واقتنى المغرب كذلك حوالي 200 دبابة من نوع أبرامز الأمريكية وفرقاطة من نوع مريم، وهي ذات إنتاج فرنسي وايطالي مشترك، وهي كذلك ذات مهام هجومية وتمتلك القدرة على المسح البحري والإبحار لمسافات طويلة داخل عمق المياه الإقليمية وبسرعة كبيرة..

وفي العلوم العسكرية يعتبر ما قام به المغرب من تحديث لترسانته التسليحية عبارة عن بداية تغيير في العقيدة القتالية للمؤسسة العسكرية الملكية المغربية ككل، وانتقالها من حالة الدفاع إلى وضعية الترقب من أجل الهجوم، فالقمر التجسسي المغربي الذي يمكن توجيهه عبر منظومة التحكم الموجودة في داخل غرف وزارة الدفاع المغربية من أجل التركيز على نقاط عسكرية معينة في الجزائر، وهذا ما تنبهت إليه القيادة العسكرية الوطنية فقامت بانتهاج سياسة عسكرية ردعية ولكن باستخدام تكنولوجيات مضادَّة، ومنها قيامها بإطلاق قمر اصطناعي مماثل للقمر الذي أطلقه المغرب ولكن مهامه تقتصر على حماية المواقع العسكرية الجزائرية العالية السرية والحساسية وذلك من خلال التشويش الكترونياً على القمر المغربي واستخدام تقنيات الإبطال التقني لمفعوله.

فالحرب الباردة التجسسية بين الجزائر والمغرب، قد دخلت مرحلة الجيل الرابع من الحروب، و هي الحروب التي تعتمد على استخدام التكنولوجيات المتطورة وفي كافة المجالات، ومحاولة اختراق المنظومة الدفاعية والاقتصادية والبنية المعلوماتية التحية للدول، ومن ثم استخدام تلك المعلومات المتحصل عليها لمحاولة زعزعة الأمن داخل الدول، طبعاً بالاستعانة بفواعل وعوامل أخرى..

فهذا القمر الاصطناعي الجزائري المضاد للتجسس الذي يعرف باسم الكوم سات 1 وسيتم إطلاقه من قاعدة فضاء صينية، وهو من الأقمار القليلة في العالم التي تحمل خاصيتي الاستخدام المدني في مجال الاتصالات وتوفير خدمة الانترنت الفضائي وكذلك يمكن استخدامه للأغراض الإستراتيجية والعسكرية، وهو القمر الذي سيتم تشغيله والإشراف عليه من طرف مهندسين جزائريين تدربوا في الصين، و ذلك حسب ما ذكره موقع سبايس سكاي روكات، و قد تم بناء محطتين للرقابة الأرضية الخاصة بمراقبة عمل القمر الاصطناعي الجزائري المذكور، إحداهما في ولاية المدية والأخرى في ورقلة، والخاصية التي يمتع بها هذا القمر الاصطناعي هو أنه يستطيع العمل في الدول المغاربية المجاورة للجزائر، و تزويدها بخدمة الاتصالات الثنائية، وأيضاً فإن هذا القمر سيكون رمزاً للاستقلال والسِّيادة الوطنية في مجال الاتصالات الفضائية حيث ستكون الجزائر مستقلة عن أية دولة أخرى في العالم في هذا المجال بالذات، لتلحق بلادنا بركب دول كمصر وجنوب إفريقيا التياستطاعت تحقيق الأمن الاستراتيجي القومي في مجال الاتصالات الفضائية وحماية شبكتها العنكبوتية من عمليات التجسس والتنصت الخارجي..

فالحرب الباردة التجسسية بين الجزائر والمغرب، قد دخلت مرحلة الجيل الرابع من الحروب، و هي الحروب التي تعتمد على استخدام التكنولوجيات المتطورة وفي كافة المجالات، ومحاولة اختراق المنظومة الدفاعية والاقتصادية والبنية المعلوماتية التحية للدول، ومن ثم استخدام تلك المعلومات المتحصل عليها لمحاولة زعزعة الأمن داخل الدول، طبعاً بالاستعانة بفواعل وعوامل أخرى، وهذا النوع من الحروب يكون في العادة خفياً ويتم تنفيذ خططها على مراحل عدَّة وعبر خطوات مدروسة، وعلى الجزائر بالتالي أن تزيد من حجم الاستخدام التكنولوجي للأقمار الاصطناعية وتحاول بناء منظومة فضائية متطورة ومتكاملة وأن تكون رائدة في هذا المجال، لأن التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة تجعل الجزائر من الدول المستهدفة من طرف المتربصين بها، وقطعاً فإن النظام المغربي يحضر لعمل شيء ما ضدَّنا، لأن كل التحديثات العسكرية التي قام بها لا تبشر بالخير بالتأكيد.

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.