من بين أبرز ما يميز العصر الذي نعيش فيه أن جهلك وإدراكك له يفتح باب تطورك وتعلمك، قبل اليوم عندما تجهل شيئا أو علما وتريد تنوير نفسك فيه، فعليك إما أن تسأل من يعلم وقد يجيبك بما يشفي جهلك وقد لا يفعل، أو تبحث عن كتاب أو موسوعة إن وجدتها وقد تعطيك بعض ما تريده، وقد تفضل أن تبقى جاهلا المجال إن لم يكن ذلك يضرك.
اليوم، ولنفرض أنك سمعت كلمة ما، سمعت عن مصطلح ما، في أي مجال، وكان المصطلح غريبا عنك، لا تسأل أحدا، لا تبحث عن كتاب، قبل حتى أن يذهب تفكيرك بعيدا..
بهاتفك فقط، قد تستطيع الحصول على كل ما يخص الموضوع، نصا وصورة وبالفيديو، باللغة التي تريد وبالتفصيل الذي تريد، وفي بضعة ساعات قد تستطيع النقاش في الموضوع مع خبير متخصص وأنت تملك كل ما يمكنك من ذلك..
ذلك قبل بضعة أشهر، مع انتشار منصات مثل ChatGPT، حتى البحث عبر جوجل أصبح متجاوزا، يكفي أن تكون ممن يعرف كيف يطرح الأسئلة، وسيكون ما تريده بالتفصيل والدقة التي تريدها متاحا لأي أحد مهما كان مستواه وبلده وسنه.
تخيل بجهاز هاتف متصل بالإنترنت، تحول جهلك في سويعات لمعرفة دقيقة ومفصلة وفي أي موضوع، إن لم نستوعب هذا فنحن لا ندرك أن كل ما يتعلق بالمعرفة والمهارات قد تغير كليا وللأبد.
المجد للتقنية..
@ طالع أيضا: هل ستصبح “الثقافة العامة” من الماضي؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.