واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، هي سقف العالم، منها تستطيع أن تطلّ على المعمورة كلها دون أن تسافر، لأنها عاصمة تأوي كل الجنسيات والأعراق والأديان والثقافات، ومن هؤلاء يعود إليك صدى بلدك، فتعرف في أي مرتبة هو لدى ذلك المزيج العرمرم من الناس.
قادني لقاء مع موظفة في السفارة اليابانية في واشنطن إلى الحديث عن السياحة في اليابان والتأشيرة وسعر التذكرة، وانتهزت الفرصة لأسألها: هل زرت الجزائر؟ فقالت لا، وفورا أردفَتْ: زرت تونس والمغرب.
اغتاضت جزائريتي للأمر ورحت أسأل في داخلي: ما الذي يفعله المسؤولون في قنصلياتنا وسفاراتنا في المعمورة؟ لماذا لا يعملون على جذب السياح ومنح التأشيرات ويكفّوا عن “البخل” في منحها بدواع لا حصر لها..
لقد أدركت أمرًا كبيرا مؤسفا هنا في سقف العالم هو التالي: الجزائر أثقل بكثير على هؤلاء “الصغار” هزيلي العقول! الجزائر قوة عظمى ما قدّرها بعض أبنائها من المسؤولين حق قدرها! الجزائر أمانة كبرى “خانها” الجهلة والمُهملون..!
كثير ممن التقيت من أمريكيين وغيرهم، عندما أخبرهم بأنني جزائري تتعدّد إجاباتهم كالتالي: لم نسمع بها! أين تقع (وهؤلاء يعرفون موقعها بمجرد أن تذكر لهم تونس أو المغرب)!!؟ قلة يقولون نعم نسمع عنها!! وقلة قليلة جديدة قالوا إنهم يعرفونها، بينهم سيدة قالت لي عشت بضع سنوات من طفولتي في قسنطينة حيث كان والدها في مهمة.
عودًا إلى حديثي مع الموظفة اليابانية، طبعا لم أسكت بعد إجابتها، لقد طفقتُ أحدّثها عن مفاتن أكبر بلد في إفريقيا وعن غناه ثقافة وطبيعة وألسنة وأعراقًا وأطعمة ولباسا، قلت لها لدينا بحر وصحراء وجبال وآثار وتاريخ
وطقسنا رُباعيّ في يوم واحد وأننا ملتقى جغرافي هام من ملتقيات العالم.. ورحتُ أتغزّل بالوطن أشدّ من تغزّل عاشق بمعشوقته.. من عنترة بعبلته.. من جميل ببثينته..
لقد أدركت أمرًا كبيرا مؤسفا هنا في سقف العالم هو التالي: الجزائر أثقل بكثير على هؤلاء “الصغار” هزيلي العقول! الجزائر قوة عظمى ما قدّرها بعض أبنائها من المسؤولين حق قدرها! الجزائر أمانة كبرى “خانها” الجهلة والمُهملون..!
الجزائر تحتاج كاتبا.. فنانا.. مهندسا.. مطربا.. يعزف للعالم لحنها ويكتب له قصيدتها ويرسم له صورتها الفردوسية كما رسمها إيتيان ديني وكتبها مفدي زكريا في إلياذته الخالدة.. فمن لها إن كنتم رجالا!!؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 7423
مشكور على النخوة الجزائرية … السياحة السائدة في العالم و المروج لها عبر قارتنا كي لا نجرح أحد هي سياحة لا تليق بعادات و أعراف شعبنا لهذا لا يمكن أن تستهوي إلا القلة القليلة من السواح حقا …
سياسة جلب الفائدة للبلاد أظنها توقفت منذ منتصف الثمانينات نرجو أن تعود مسقبلا …دمتم