زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الجزائر – فرنسا.. ماذا بعد قرار خفض التمثيل؟!

فيسبوك القراءة من المصدر
الجزائر – فرنسا.. ماذا بعد قرار خفض التمثيل؟! ح.م

الآن بات في حكم المؤكد أن زيارة الرئيس تبون إلى باريس في حكم الملغاة...

قرار سحب السفير الجزائري من باريس، اجرائيا هو خفض للتمثيل الدبلوماسي (يختلف عن الاستدعاء للتشاور)، وتقليص قنوات الاتصال الى حدها الأدنى، و سياسيا يعنى مستوى حاد من الاحتجاج الدبلوماسي العالي، ونقل العلاقات الى مستوى أزمة، وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الجزائر بمثل هذا الاجراء اتجاه باريس.

من الواضح أن التقديرات الفرنسية أخطأت في توقع الرد الجزائري الممكن، أو توقعت موقفا أقل كاستدعاء السفير للتشاور، وهو في الغالب إجراء يستهلك نفسه في فترة وجيزة، كما حدث في أزمة تصريحات ماكرون في أكتوبر 2022.

من الواضح أن التقديرات الفرنسية أخطأت في توقع الرد الجزائري الممكن، أو توقعت موقفا أقل كاستدعاء السفير للتشاور، وهو في الغالب إجراء يستهلك نفسه في فترة وجيزة، كما حدث في أزمة تصريحات ماكرون في أكتوبر 2022.

ومن المؤكد أن التوقعات الفرنسية استندت في حساباتها الى مستوى الخطوة الدبلوماسية التي اتخذتها الجزائر خلال الأزمة مع اسبانيا للسبب نفسه تماما ، في أبريل 2022، برغم أن اسبانيا معنية أكثر من فرنسا بالنزاع في الصحراء الغربية بحكم مسؤليتها التاريخية والقانونية كمحتل سابق.

لا يمكن فهم الموقف الجزائري، خارج سياق إحالات المعنى السياسي للتوقيت الذي اختارته باريس لإعلان قرارها، وهو في الواقع توقيت يحمل -مع الأسف- نوعا من الازدراء السياسي الفج لأهمية العلاقة مع الجزائر، وقدرا من الاستخفاف البالغ بذلك، ومحاولة للحط من قيمة الجزائر على مستوى المحاور الاقليمية للدبلوماسية الفرنسية سياسيا واقتصاديا.

@ طالع أيضا: “قمير”.. من “خنجر” تطرف لوبان وابنته إلى “الشرف”

لكن الإحالة الأكثر وضوحا، هي أن توقيت القرار يستهدف بالأساس أحداث قطع حيني، لكل مسارات تسوية ملف الذاكرة والتاريخ، واعادة بناء العلاقات على أساس المصالح، وهي مسارات كانت ستؤدي بالضرورة الى توفير مزيد من أوراق الضغط والقيمة التي تخدم الجزائر على حساب فرنسا، في مقابل مزيد من الخسارة الأخلاقية والمادية لفرنسا واضعاف موقفها الأخلاقي والسياسي ازاء العلاقة مع الجزائر.

في الواقع يعكس كل ذلك مستوى من المراهقة الفرنسية في تدبير العلاقات والقضايا، وانحطاط رهيب في السلوك الدبلوماسي الفرنسي، طبيعة التعيينات الأخيرة في وزارة الخارجية الفرنسية، يمكن أن تفسر بوضوح أسباب هذه المراهقة التي تغذيها نوزاع اليمين المتطرف التي تحتشد خلف حقد تاريخي ضد الجزائر، وهي تتشكل بوضوح في مشروع وهيكل سياسي، وجد الآن سبيلا لدفع ماكرون للخضوع لتطلعاته السياسية على حساب القضايا المشروعة..

ستمتد تداعيات الأزمة أيضا إلى القطاعات الاقتصادية وحضور الشركات الفرنسية، خصوصاً الخدمية في السوق الجزائرية، وتحجيم المعاملات التجارية مع باريس، خصوصاً أن الجزائر يمكن أن تدرج ذلك في إطار مقتضيات مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

الآن بات في حكم المؤكد أن زيارة الرئيس تبون إلى باريس في حكم الملغاة، وتجميد تفاهمات أوت 2022 التي وقعت خلال زيارة ماكرون، بما فيها تلك المتعلقة بعقد اجتماعات منتظمة للتنسيق الأمني والعسكري..

ستمتد تداعيات الأزمة أيضا إلى القطاعات الاقتصادية وحضور الشركات الفرنسية، خصوصاً الخدمية في السوق الجزائرية، وتحجيم المعاملات التجارية مع باريس، خصوصاً أن الجزائر يمكن أن تدرج ذلك في إطار مقتضيات مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

هناك تحولات عميقة في حغرافيا المصالح والارتباطات المعقدة، تجعل من القضية الصحراوية، مسألة أمن حيوي بالنسبة للجزائر، بغض النظر عن كونها قضية عادلة، وهذا يضع الجزائر أمام تحديات صعبة تملي عليها التصرف بمواقف محددة.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.