زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الجزائر ترفض الرضوخ لمنطق العداء لتركيا وإيران

الخبر القراءة من المصدر
الجزائر ترفض الرضوخ لمنطق العداء لتركيا وإيران ح.م

الجزائر تعتمد بمقاربة ترفض منطق العداء الذي يكنه جزء من العرب لدول أخرى كبرى في محيطهم الإسلامي الكبير..

احتفظت الجزائر على مدار تاريخها الدبلوماسي، بمقاربة تقوم على رفض منطق العداء الذي يكنه جزء من العرب لدول أخرى كبرى في محيطهم الإسلامي الكبير، وعلى رأسها إيران وتركيا.

وعلى هذا الأساس، ابتعدت الجزائر عن إقحام نفسها في الصراعات التي تفجرت في حرب الخليج الأولى والثانية، على الرغم من علاقاتها القوية مع النظام العراقي في ذلك الوقت بقيادة الراحل صدام حسين.

حتى مع الدعم التركي الواضح لثورات ما عرف بالربيع العربي التي كانت محل توجس شديد في الجزائر، لم تتأثر تلك العلاقة مع أنقرة التي فهمت أن الوضع في الجزائر له سياقاته الخاصة التي لا تتأثر بالموجات الخارجية، وهو ما انعكس في عدم وجود توجيه أو دفع تركي لأن يلقى النظام في الجزائر نفس مصائر ما حدث في تونس أو مصر.

ومكنها ذلك من أن تحظى باحترام الجميع وتلعب أدوار وساطة عجز غيرها عن أدائها، إذ لا يزال من مفاخر الدبلوماسية الجزائرية التي تذكر الوساطة المنجزة بين العراقيين والإيرانيين، واستغلال علاقاتها الجيدة مع النظام الإيراني في تحرير الرهائن الأمريكان، وهو ما يزال يدين به مسؤولون أمريكيون إلى اليوم للبلاد.

كذلك، كانت العلاقة مع تركيا دائما في وضع جيد، عدا فترات قليلة اعترتها بعض الهزات. ومع تحول تركيا من دولة عادية إلى قوة إقليمية كبيرة، ازدادت العلاقة قوة في المجالات الاقتصادية وحتى الجيو-استراتيجية.

وحتى مع الدعم التركي الواضح لثورات ما عرف بالربيع العربي التي كانت محل توجس شديد في الجزائر، لم تتأثر تلك العلاقة مع أنقرة التي فهمت أن الوضع في الجزائر له سياقاته الخاصة التي لا تتأثر بالموجات الخارجية، وهو ما انعكس في عدم وجود توجيه أو دفع تركي لأن يلقى النظام في الجزائر نفس مصائر ما حدث في تونس أو مصر.

قد تفسر هذه الخلفية، تَمنُّع الجزائر عن مسايرة بعض الدول العربية خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة في استعداء تركيا وإيران انطلاقا من حساباتهم الخاصة التي يحاولون إسباغ الإجماع العربي عليها.

وإذا كانت بعض المواقف التي ستُتخذ من إيران مبررة، فيما يخص احتلال الجزر الإماراتية الثلاث باعتبارها قضية تصفية استعمار على أراض عربية، فإن التمادي لمحاولة إضعاف إيران وفق المنطق الغربي الذي يريد حرمانها من التحول لقوة، لا يبدو وفق المنطق الجزائري في صالح العرب، بقدر ما هو تقوية لإسرائيل وجعلها تسرح في المنطقة دون قوة قادرة على فرض توازن الرعب معها.

على العرب أن يستوعبوا أن الجامعة العربية ليست حديثة خلفية لأي دولة توجهها وفق مصالحها وأجنداتها الخاصة، هذا الفضاء إذا أريد له التطوير والإصلاح يجب أن يمثل القاسم المشترك للهموم والقضايا العربية، كما عليه أن لا يخطئ العدو التاريخي للعرب والذي كان سببا حتى في ظهور الجامعة العربية.

من جانب آخر، ومع إصرار الجزائر على رفض أي وجود أجنبي في ليبيا، لا يبدو من وراء دفع بعض العرب لإدانة التدخل التركي في ليبيا، سوى محاولة التمكين لقوى أخرى من الهيمنة على هذا البلد، ما يعني أن القضية تتعلق بصراع محاور على ليبيا، ولا علاقة لها بالجانب المبدئي لتدخل دولة أجنبية في شؤون دولة عربية.

لذلك، قد تكون الجزائر، وهذا ما يظهر من سياق الأحداث، أكثر تقاربا مع تركيا في دعم حكومة طرابلس المعترف بها دوليا على أن تؤيد حكومة طبرق التي تحظى بتأييد دول عربية أخرى. لذلك، المنطق الأكثر سلامة في ليبيا، ليس إدانة تركيا، بقدر ما هو الدفع لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تنهي حالة الفوضى وتعيد الشرعية لهذا البلد..

وهو الأمر الذي فرض نفسه في النهاية في الاجتماعات، وفق ما صرّحت به وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش.

على العرب أن يستوعبوا أن الجامعة العربية ليست حديثة خلفية لأي دولة توجهها وفق مصالحها وأجنداتها الخاصة، هذا الفضاء إذا أريد له التطوير والإصلاح يجب أن يمثل القاسم المشترك للهموم والقضايا العربية، كما عليه أن لا يخطئ العدو التاريخي للعرب والذي كان سببا حتى في ظهور الجامعة العربية.

@ المصدر: الخبر

ads-300-250

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.