عناوين فرعية
-
ملتقى جامعة الجزائر 3 شهد حضور كبير للباحثين والطلبة تزامنا مع التطورات التي تعرفها بلادنا
احتضنت جامعة الجزائر 3 تخصص الدراسات الاستراتيجية وسياسات الدفاع، ملتقى حول العلاقات المدنية العسكرية والدفاع المجتمعي "تحليل وتقييم التجارب الدولية"، ترأسه الاستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عامر مصباح، ونشط الجلسات على مدار يومين نخبة من الدكاترة والباحثين بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الوطني، وطلبة، حيث تزامن الملتقى مع الحراك الشعبي الذي تشهده بلادنا والذي يطرح بقوة اشكالية العلاقات المدنية العسكرية.
وأوضح الدكتور عامر مصباح خلال افتتاحه فعاليات الملتقى الذي يدوم ليومين 13 و14 أفريل بمدرج “هيغو شافير” بمعهد العلوم السياسية بالعاصمة بأن العلاقات المدنية العسكرية تتعزز بالأمن المجتمعي الذي ينبع من المجتمع بحد ذاته مهما كان مستوى التحدي الداخلي الإقليمي أو الدولي، إذ لابد أن يدافع المجتمع عن نفسه بنفسه، مشيرا إلى أهمية الانسجام داخل المجتمع وأن الرهان كله يتوقف على مدى تحقيقه بتجاوز كل الاختلافات، فيما أكد في نفس الصدد بأن عمل الجيش يتعزز بالممارسات الديمقراطية.
تمحورت مداخلات الدكاترة في الملتقى حول أهمية العلاقات المدنية العسكرية وانسجامها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني للدولة وتقدمها نحو الحكم المدني الحداثي، إذ تعتبر المؤشر الذي من خلاله يقيم به قدرة المجتمع على التعامل مع المعطيات الأمنية واندماجه، لأن فشل العلاقات المدنية العسكرية تؤثر سلبا على الدولة والمجتمع..
من جهته تطرق الدكتور جمال بوازدية في مداخلته حول “تجربة الجزائر في الدفاع المجتمعي، منظومة الخدمة الوطنية نموذجا”، إلى جدلية العلاقات المدنية العسكرية في تحقيق السلم، حيث أشاد بالتصور الموجود في الساحة حاليا والمتعلق بالجيوش الاحترافية والاعتماد على العلاقات التكوينية منوها بالدور الفعال الذي يلعبه الشباب في المساهمة في تحقيق الأمن المجتمعي من خلال أداء الخدمة الوطنية قائلا في هذا السياق بأن “الجيش والشعب تربطهم علاقة تكاملية لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر ضاربا المثل بالشعار الذي يرفعه المتظاهرون في المسيرات ويهتفون به “جيش شعب خاوة خاوة”، معتبرا بأن هذا المسار سيجعل النصر قريب، كما دعا إلى التحلي بالصبر والحيطة والحذر موجها نداءا الى النخبة من اجل العمل على تحسيس وتوعية الشعب بمصداقية المطلب من جهة والظروف الحالكة التي تمر بها البلاد من جهة أخرى.
وفي نفس الإطار تمحورت مداخلات الدكاترة في الملتقى حول أهمية العلاقات المدنية العسكرية وانسجامها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني للدولة وتقدمها نحو الحكم المدني الحداثي، إذ تعتبر المؤشر الذي من خلاله يقيم به قدرة المجتمع على التعامل مع المعطيات الأمنية واندماجه، لأن فشل العلاقات المدنية العسكرية تؤثر سلبا على الدولة والمجتمع..
وتطرق بعض الأساتذة إلى العلاقات المدنية العسكرية في إفريقيا التي تشهد هيمنة المؤسسة العسكرية على مقاليد السلطة بتسجيل 169 انقلابا عسكريا ما بين 1969 إلى 2010، ولم تنقرض هذه المحاولات وعادت مجددا في الوقت الراهن حيث يلجأ العسكري إلى لعب دور السياسي أيضا إلا أنه وإن كانت هذه العلاقات ضحية لتدخل الجيش، يحدث في نفس الوقت أنه ضامن للاستقرار واستمرارية المؤسسات وهو ما يحمل نموذجين: الأول أن يكون سبب لإضعاف الديمقراطية، والنموذج الثاني يكون الجيش منقذ للنشاط الديمقراطي والمؤسسات المدنية فتجد المؤسسة العسكرية نفسها مجبرة على تلبية حاجات المواطنين.
أما في سياق الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر في الآونة الأخيرة، فقد أكد أحد المتدخلين بأن التحول الديمقراطي يتطلب وقتا وأن الثورات لا تخلق التغيير الذي تطمح إليه الشعوب بل تؤسس له، فالتغيير الديمقراطي يحتاج إلى مسار تسييس وجهد ولا يتم بين ليلة وضحاها.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.