زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الاستعجالات الجراحية في مستشفى مصطفى باشا.. إلى أين؟

الاستعجالات الجراحية في مستشفى مصطفى باشا.. إلى أين؟ ح.م

يعد مستشفى مصطفى باشا الجامعي أكبر قطب صحي في الجزائر، يقصده المرضى من مختلف ولايات الوطن، مما يجعل الضغط كبيرا ويفوق طاقاته الاستيعابية بأضعاف..

مواقف السيارات فهي الأخرى تشهد فوضى عارمة والحصول على مكان لركن السيارة قد يكون مستحيلا، في حين تحجز بعض المواقف لأشخاص لا علاقة لهم بالمستشفى.

ولكن هذا ليس أبدا مبررا للوضع المأساوي الذي يعكس فشل مخططات إصلاح القطاع الصحي المتتالية منذ سنوات، والمخصص لها ميزانيات ضخمة بالملايير من أجل النهوض بإحدى أهم المنظومات في البلاد.
شلل في حركة المرور

لا يقتصر المرض على الناس فحسب بل طال الحركة المرورية التي أصيبت بالشلل، وسط انسداد رهيب عند المدخل الرئيسي للمستشفى، والغريب أن تعلق سيارات الإسعاف ولا تتمكن من الولوج بحالات مستعجلة، إنها أزمة حقيقية لابد من أخذها بعين الاعتبار، فهناك أولويات يجب تقديمها وتخصيص ممرات خاصة بها.

أما عن مواقف السيارات فهي الأخرى تشهد فوضى عارمة والحصول على مكان لركن السيارة قد يكون مستحيلا، في حين تحجز بعض المواقف لأشخاص لا علاقة لهم بالمستشفى.

مستشفى أم وكر للمتشردين

يغير مستشفى مصطفى باشا ليلا مهمته من استقبال المرضى إلى استقبال المتشردين، الذين يحتلون المنطقة التي تصير شبيهة بأحياء كولومبيا، حيث تجلس بعض النساء ومعهن أكواب قهوة كرتونية (غوبلي) وسجائر، مظهرهن يوحي بأشياء كثيرة، ولا يكففن عن التحرش بالمارة والصراخ في وجوههم أو الضحك بأصوات عالية خاصة إذ ما أخطأ أحدهم ونظر إليهن.

المتشردون ينتشرون في كل مكان يحملون معهم رزما كبيرة، ملابسهم متسخة وشعورهم مغبرة، منهم من ينام على المقاعد ومنهم من يستلقي على رصيف الحدائق، مشكلين خطرا حقيقيا، ناهيك عن العنف والسرقة هناك ما هو أخطر بنشر الأمراض ونقل الفيروسات، خاصة في ظل جائحة كورونا.

مأساة مصلحة الاستعجالات الجراحية لمصطفى باشا

إنها ليلة الجمعة 09 جويلية/ يوليو 2021، الساعة 10 ليلا بمصلحة الاستعجالات الجراحية لمستشفى مصطفى باشا، المكان مكتظ، حالات مستعجلة كثيرة، جرحى في حوادث مختلفة، التهابات الزائدة الدودية، مصابون بداء كورونا، وغيرهم كثر.

كان هناك شاب يقوم برش المعقم على كامل جسده وكأنه يستحم به، وهو في حالة استياء، ليظهر لاحقا أن إحدى السيدات طلبت منه مساعدتها في تعديل وضع زوجها على السرير، ولأن المريض كان مبتور الرجلين وظهر أنه يعاني بشدة، ساعدها باحتضان زوجها وتمديده على الفراش، ليتبين أنه مصاب بكورونا، وما هي إلا ساعات حتى توفي المريض..!

بغض النظر عن المحسوبية الضاربة أطنابها والفساد المستشري، فإن التكفل الصحي غائب، ومما زاد الوضع سوءا انتشار فيروس كوفيد-19 بالموازاة مع التراخي وعدم التزام التدابير الوقائية، البعض يرتدي الكمامة وآخرون لا يهتمون، حتى عند توجيه الملاحظة لهم منهم من يثور عليك.. هو حال إحدى السيدات عند تنبيهها لوضع الكمامة، لتظهر وجها غاضبا وترد:” راني نتنفس ولا ما عنديش الحق نتنفس؟”.

التباعد الاجتماعي حدث ولا حرج، وكل العجب ممن ينتظرون يأتون للكشف عن الإصابة بداء كورونا لكنهم لا يتورعون في الاحتكاك بالعامة والتزاحم.

نقص الوعي جلي وتقديم المصلحة الشخصية سمة صارت تطبع المشهد العام في المصلحة، ففي موقف مثير للانتباه كان هناك شاب يقوم برش المعقم على كامل جسده وكأنه يستحم به، وهو في حالة استياء، ليظهر لاحقا أن إحدى السيدات طلبت منه مساعدتها في تعديل وضع زوجها على السرير، ولأن المريض كان مبتور الرجلين وظهر أنه يعاني بشدة، ساعدها باحتضان زوجها وتمديده على الفراش، ليتبين أنه مصاب بكورونا، وما هي إلا ساعات حتى توفي المريض.

النظافة الغائبة عن المصلحة

من غير مبالغة أو تهويل فإن الروائح المنبعثة في مصلحة الاستعجالات لا تختلف عن تلك الموجودة في مكب النفايات العام، وقد تكون أسوء، إذ أنها لا تطاق، ويمكن شمها حتى من خلال كمامتين.

منذ فترة تم الاستعانة بشركات خاصة للقيام بعملية التنظيف من أجل ضمان سلامة المريض والمحيط، لكن الوضع الكارثي لمختلف المرافق خاصة دورات المياه يعكس حالة التسيب وتهاون عمال النظافة في أداء مهامهم.
وعند السؤال عن المسؤول للاعتراض على هذا الواقع المأساوي، لا يوجد أحد للتحدث معه، فالساعة متأخرة من الليل والمسؤول غائب ومن المحتمل جدا أنه يغيب نهارا أيضا وإلا ما آل الوضع إلى ما هو عليه.

من غير مبالغة أو تهويل فإن الروائح المنبعثة في مصلحة الاستعجالات لا تختلف عن تلك الموجودة في مكب النفايات العام، وقد تكون أسوء، إذ أنها لا تطاق، ويمكن شمها حتى من خلال كمامتين.

بعد بحث طويل، ظهرت في الرواق مساعدة تمريض وعند الاستفسار منها، كان ردها أنها استعجالات والحركة فيها كثيرة والضغط كبير، كما أن المنظفة مرت صباحا، ولا يمكن الوصول إلى تنظيف شامل طول الوقت.
فرب عذر أقبح من ذنب، فالأولى تعهد المصلحة بالتنظيف على مدار الساعة لأنها أكثر المناطق عرضة لخطر الأوبئة والأكثر زوارا.

لكن المرضى أكدوا أن الوضع عادة ما يكون سيئا إلا في حالة قدوم رجل نظافة معين يجتهد في تنظيف مختلف المرافق أما البقية فلا يهتمون أبدا، حتى أن المنظفة تسيئ معاملتهم وتطلب منهم أو من مرافقيهم التكفل بتنظيف المكان تحت أسرتهم وتكتفي بمسح الرواق ظاهريا، ثم تترك الماء متدفقا كالفيضان في المراحيض والقاذورات منتشرة هناك إنه أقذر مكان يمكن مصادفته ويستحيل استخدامه.

رغم إلقاء الخطب وعقد المؤتمرات حول أهمية النظافة في القطاع الصحي وتعقيم التجهيزات الطبية وفق المعايير والمقاييس المعمول بها، والتشديد على تطبيق البروتوكول الصحي، وصرف الملايير، لا نتائج ملموسة في الميدان، ليتحول المريض أو ذويه إلى عمال نظافة حفاظا على سلامتهموتفاديا لشفط الفيروسات والإصابة بأمراض خطيرة قد تكون قاتلة.

مرض اسمه الانتظار

لا تقتصر معاناة المرضى على ألم الأسقام بل تتعداها لسوء التسيير وغياب الانضباط وانسداد قنوات التواصل، لا سيما حينما يتعلق الأمر بالتدخل الجراحي، فالأمر قد يطول حتى ولو كانت الحالة مستعجلة.

وفيما يخص التحاليل فأغلبها تجرى خارج المستشفى عند الخواص الذين لا يضيعون فرصة الربح الوفير، زد على ذلك قيام ذوي المريض بمختلف الإجراءات في انتظار العلاج، هذا الانتظار الذي قد يدوم ساعات وحتى لأيام وربما شهورا.

مرض الانتظار يفتك بالمريض ومرافقه ويرفع الضغط ويولد حالات انهيار، خاصة الذين يتم طردهم، أو رفض ملفاتهم لتبدأ المشادات …؟؟

بين التقرير الطبي والتقرير الصحفي

نسب تقرير سكانير خاطئ لمريضة أجرت عملية جراحية لاستئصال القولون ليجد الجراح أن ما تم إدراجه لا يتناسب مع ما عاينه عند شق بطن المريضة.

غياب الضمير علامة مميزة لعدد كبير من المنتسبين لقطاع الصحة، الذين يشمرون عن سواعدهم للعمل فقط عند زيارة وزير الصحة، حيث يتأنقون ويخرجون أزياءهم المستعارة وأقنعة الوجوه الطيبة المبتسمة، ويدرؤون خطيئاتهم ومنها القاتلة.

مثلما حدث في نسب تقرير سكانير خاطئ لمريضة أجرت عملية جراحية لاستئصال القولون ليجد الجراح أن ما تم إدراجه لا يتناسب مع ما عاينه عند شق بطن المريضة.

التقرير الطبي الخاطئ قد يودي بحياة المرضى، لهذا جاء هذا التقرير الصحفي ليسلط الضوء على تجاوزات خطيرة لا يمكن السكوت عنها، فهل سيجد آذانا صاغية ويحدث التغيير الذي يناشده الجميع؟.

لا يمكن التوقف هنا، فمن رحم اليأس يولد الأمل، ودائما ما يوجد جانب مشرق أو بالأحرى مفارقة صارخة داخل مستشفى واحد، فمن مصلحة لأخرى وكأن المريض يسافر من بلد لآخر، ويعاين مناظر متباينة ومرات متناقضة.

وشهادة حق يجب الإدلاء بها، إذ أن هناك أطباء وممرضون وغيرهم من العمال يعملون بجد وتفان وضمير، وفي مختلف المصالح مثل مصلحة أمراض الجهاز الهضمي التي يشرف عليها نخبة من الأطباء الأكفاء والمتمرسين، فضلا عن عمال مجدين يهتمون بالمرضى على الدوام.

أما العلامة الكاملة فهي من نصيب مصلحة الإنعاش في الطابق الثاني من الجراحة العامة ب، حيث يشتغل أطباء بمنتهى التواضع والجدية وتكفل تام بالمريض، ممرضات كلهن صرامة ونشاط، النظافة توحي أن المصلحة فندق خمس نجوم، فتحية إكبار وإجلال للمسؤول القائم عليها وكل العاملين بها.

ختاما لا يكفي إيفاد لجان تحقيق من مصالح وزارة الصحة والسكان أو إرسال تقارير حول الوضعية الكارثية للمستشفيات والاكتفاء بإدراجها في ملفات محفوظة بتحفظ، إنما الحل في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الألقاب والأقطاب، ومعاقبة كل متهاون ومتقاعس عن أداء واجبه، إذ يجب رفع الحصانة عن من يظنون أنفسهم فوق الجميع، فالمستشفى ليس ملكية خاصة لأحد وليس مرتعا للفساد والصفقات إنما هو مركز لتحفيف معاناة المواطن وآلامه.

العلامة الكاملة فهي من نصيب مصلحة الإنعاش في الطابق الثاني من الجراحة العامة ب، حيث يشتغل أطباء بمنتهى التواضع والجدية وتكفل تام بالمريض، ممرضات كلهن صرامة ونشاط، النظافة توحي أن المصلحة فندق خمس نجوم، فتحية إكبار وإجلال للمسؤول القائم عليها وكل العاملين بها.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.