قبل إعدامه طلب العقيد شعباني فنجان قهوة، والذي أحضر له الفنجان لم يكن إلا أحد ضباط فرنسا من الذين التحقوا بالثورة في الربع ساعة الأخير، تقول الشهادات أن هذا الضابط قد أهان شعباني بالبصق في الفنجان قبل تقديمه له، وأن الأخير قام برد الإهانة ورمى الفنجان في وجهه، أُعدم شعباني في النهاية ومرّت السنوات وأصبح هذا الضابط جنرالاً مُهاب الجانب، كانت هذه هي الإهانة الأولى المعلنة في عهد الاستقلال، التي يوجهها حركي وصل بفضل أخطاء ارتكبها بعض القادة في تلك الفترة، تجاه أصغر عقيد في جيش التحرير.
بعد أكثر من خمسين سنة من الإستقلال يصف نائب برلماني أحد وزراء حكومة الاستقلال بأنه ابن حركي، في نفس الوقت تسببت كلمات وشتائم نائب آخر في خروج زميلاته من غرفة البرلمان، وفي الواقعتين عامل مشترك وهو الإهانة ووجود مصطلحات العمالة والحركى، شعباني أعدم بسبب خطابه الدي ألقاه في مدينة “مسعد” محذرا فيه من تغلغل ضباط فرنسا في جيش الحدود، ومن وصول بعض العملاء لمراكز القرار السياسي والعسكري، والنائب “الطاهر ميسوم” مُنع من دخول البرلمان لأنه قال لوزير الصناعة أنه ابن حركي.
كرونولوجيا الشتائم والإهانات لم تتوقف عند العقيد الذي أعدم منذ أكثر من خمسين سنة، ولا عند بعض نواب البرلمان، فالجميع يذكر ما قاله أويحي بأنه ليس على كل الشعب أن يأكل “الياؤورت”، و”جوع كلبك يتبعك”، فذات يوم أطربنا وزير التجارة السابق “عمارة بن يونس” حين لعن معارضيه
نائب آخر إسمه “طليبة” تلفظ بعبارات نابية وشتم زميله بل وهدده، لكنه لم يُمنع من دخول برلمان ولد خليفة كما مُنع “سبيسيفيك”، لهذا تمادى وتعرض للنائب “بن خلاف” بالشتم والتهديد وبأنه سيحاسبه بعد نهاية الجلسة على طريقة الأوباش، “بن خلاف” تحدث عن ازدواجية المعايير من طرف “بن خليفة” في منع “سبيسيفيك” والتغاضي عن تجاوزات أخرى في البرلمان، و”طليبة” فهم أنه المعني لأنه كان الوحيد تقريبا الذي رفع صوته مدافعا عن الوزير “بوشوارب” المتهم في أرواق “بنما بيبرز”، وبأنه ابن حركي حسب اتهامات “سبيسيفيك”.
كرونولوجيا الشتائم والإهانات لم تتوقف عند العقيد الذي أعدم منذ أكثر من خمسين سنة، ولا عند بعض نواب البرلمان، فالجميع يذكر ما قاله أويحي بأنه ليس على كل الشعب أن يأكل “الياؤورت”، و”جوع كلبك يتبعك”، فذات يوم أطربنا وزير التجارة السابق “عمارة بن يونس” حين لعن معارضيه ومعارضي حلفائه الذين تخلوا عنه في النهاية، أما رئيس نقابة السلطة فقد كان لبقا قليلا في إكتفائه بسب “دين أمهات” معارضي القرض الاستهلاكي، دون التعرض لباقي فئات الشعب.
ليس علينا أن نستغرب منع النائب “سبيسيفيك” من حضور جلسات البرلمان، وترك “طليبة” ليقول ما يشاء، الحقيقة أنه لم يتم منع الأخير من دخول قبة البرلمان ليس لأنه من حزب الأغلبية المزورة فقط، بل لأنه لم يتعرض للعملاء وأبناء الحركى كما فعل “سبيسيفيك”، في الجزائر بإمكانك أن تقول أي شيئ، وإياك فقط أن تتعرض لأبناء فرنسا ودين أبنائهم ودين أبناء “يمات يماهم”، قد نكون أمام آفول لزمن الجنرالات، ولكننا أمام عهد جديد فيه الكثير من أبناء الحركى الذين حذر شعباني من أبائهم.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 5747
للأسف الشديد هذا هو الواقع المرير المفروض علينا منذ الاستقلال، فمن الشرعية الثورية يأتينا أبناء الحركى وأصحاب المال الوسخ ليفرضوا علينا سلطتهم ، لكن ما عسانا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أرينا فيهم عجائب قدرتك .