كنت قد شاركت البارحة فيديو يدعو للأسف لأحد الصحفيين الذي اتخذ من الشعبوية والتضخيم والمبالغة وسيلة لجلب المشاهدات عندما يستضيف إطارات جزائرية لها كل الإحترام والتقدير تعيش خارج الوطن كل في مجاله..
خطاب الجزائري الذي أذهل العالم والذي من دونه لم تكن شركة كذا لتفعل كذا، كذب وشعبوية وتخلف عقلي وتسطيح للعقول وإساءة لكل العقول التي تستضيفها هاته البرامج..
@ طالع أيضا: عندما تلبس الشعبوية ثوب “درناها جزائرية”
هاته الإطارات لها إنجازاتها ولا أحد ينكر ذلك، ولكن المعيب هو إظهار أن هاته الإنجازات فردية بينما أغلبها تم في إطار جماعي وفي ظل مشاريع لشركات أو مؤسسات في البلدان الغربية هذا من جهة..
من جهة أخرة نسبُ نجاح ومنتوجات لشركات عالمية للإطارات الجزائرية وأنها لم تكن لتنجز لولا العقل الجزائري وهي مغالطة كبيرة.
هنا أود أن نتقبل الحقيقة التالية: كل الإنجازات العالمية و”الإختراعات” والمنتوجات التكنولوجية التي نراها اليوم كانت ستنجز وتخرج للوجود ولو لم يشارك جزائري واحد في إنتاجها أو المساهمة فيها..؟
الحقيقة أن كل هاته الجامعات والشركات والمؤسسات عندما تريد الوصول إلى أي هدف تحتاج لعقول ونوابغ وإطارات بشرية عالية الكفاءة..
لهذا ستبحث عن هاته المادة الرمادية في أي مكان ومن أي جنسية وستوفر لها كل الظروف اللازمة لإعطائها كل الوسائل والأموال والشروط التي تجعلها تصل للنتائج المرجوة.
ولأننا بلد طارد للكفاءات ونحسن حد الإتقان أن نرسل أحسن عقولنا وكفاءاتنا للغرب دون أن يدفعوا في سبيل ذلك فلسا واحدا، لأننا نحسن ذلك جدا، فطبيعي أن تُستغل هاته العقول أحسن استغلال في تحقيق أهداف دول ومؤسسات أخرى.
ولم يكن لهاته العقول أن تفعل شيئا دون هاته الظروف والأهداف الواضحة والمواتية..
أين الجزائر في هذا؟ الجواب للأسف هو أن الجزائر في جنسية هاته الكفاءات وفي جوازات سفرهم فقط، رغم يقيني أن أغلبهم له كل الرغبة والإرادة في نفع بلدهم بما تعلموه.
@ طالع أيضا: الجيل Z وأسئلة المستقبل: لا تستغربوا؟!
وهنا السؤال الكبير : أين الجزائر في هذا؟ الجواب للأسف هو أن الجزائر في جنسية هاته الكفاءات وفي جوازات سفرهم فقط، رغم يقيني أن أغلبهم له كل الرغبة والإرادة في نفع بلدهم بما تعلموه.
أين الخلل؟ الخلل ببساطة هو أننا لا نملك أي رؤية واسترتيجية لاستغلال طاقاتنا الموجودة بالخارج، ولا نملك أي مشروع يساعدهم على نقل خبراتهم وكفاءتهم للبلد.
أقسى من ذلك أننا لا زلنا ندفع أحسن كفاءاتنا للهجرة والسير في مسار أسلافهم، ليتم إفراغ البلد من كفاءاته.
المحصلة: خطاب الجزائري الذي أذهل العالم والذي من دونه لم تكن شركة كذا لتفعل كذا، كذب وشعبوية وتخلف عقلي وتسطيح للعقول وإساءة لكل العقول التي تستضيفها هاته البرامج..
في انتظار حلول لهذا النزيف، يبقى البعض يتغذى على الشعبوية لتحقيق الشهرة واستعطاف الناس وإشعال الفرفارة التي تزيد في إغراقنا في وهم العظمة الكاذبة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.