زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

الأحزاب في خدمة الشعوب أم لملئ الجيوب؟

الأحزاب في خدمة الشعوب أم لملئ الجيوب؟ ح.م

قائمة طويلة جدا عنوانها الأحزاب السياسية غير أنها ليست سوى صورا مستنسخة لبعضها البعض، فحتى إن تعددت الأسماء يبقى الهدف واحدا إذ أنها اشتركت جميعها لخدمة مصالحها الخاصة سواء انضمت لصف الموالاة أو المعارضة.

الحقيقة التي تبرز عندنا وفي كل الدول العربية من دون استثناء هو غياب معارضة جدية لأن الكل يغترف من الإناء نفسه، فلو وجدت فعليا لما كان هذا هو حال الطبقة السياسية اليوم، فالقرارات تتخذ دون أي استفتاء وحتى إن أقيم فلن يتعدى الشكلية وربح الوقت فمن له الحق في الرفض أو التعديل لا يمكنه الحراك رغم أن الدستور الذي كفلت المادة 42 منه حق إنشاء حزب ضمن أيضا حقوقا عدة تجاهلها سياسيونا لأنهم بعيدون كل البعد عن نظم وقيم العمل السياسي النزيه، وباتت الأحزاب تجمع أصحاب المصالح الضيقة فقط.

لو كان ما يتقاضاه البرلماني يساوي الأجر القاعدي المنصوص عليه فهل كانت ستسارع كل هذه الجموع لإنشاء أحزاب أو حتى الترشح في القوائم الحرة للانتخابات..

فالامتيازات التي يحضون بها فضلا عن الرواتب التي سيتقاضونها في حال الحصول على الكراسي التي تنتظر تحت قبة البرلمان، كفيلة بأن ترسل ضمائرهم في عطلة طول ساعات الدوام بل وتقتل أي وازع من شأنه عرقلتهم.
فلو كان ما يتقاضاه البرلماني يساوي الأجر القاعدي المنصوص عليه فهل كانت ستسارع كل هذه الجموع لإنشاء أحزاب أو حتى الترشح في القوائم الحرة للانتخابات، بل منهم من يدفع المال لشراء الأصوات وكأنه استثمار مالي يدفع ليحصل فيما بعد على تعويضات تفوق ما أنفقه بأضعاف ولا يهمه بعدها إن ازداد صوت المواطن ضعفا، والذي كان من واجبه رفعه إلى الجهات المسؤولة بل والعمل قدما لتحسين ظروفه كما كان يعده أثناء الحملة.
الشعب اليوم صار يحمل أثقالا حملته رهقا بعدما مل من الوعود الزائفة، وحفظ الدرس جيدا أن كل واحد يسعى لتحقيق مآربه وجمع ثروة تضمن له ولعائلته رغد العيش، خصوصا في غياب الرقابة وتفشي الرشوة والمحسوبية وعليه إن سألت العامة عن الانتخاب تجد أغلبهم لا يهتم بل ومنهم من لا يعرف تماما أسماء الأحزاب وهذا ليس بسبب جهله إنما يعود لانعدام الثقة بين المواطن والطبقة السياسية الفاسدة.
أحزاب عتيدة لم يبق منها غير الإسم نظرا للفضائح التي هدمت كل ما بناه السابقون من أسس نضالية، فالأعضاء يخوّنون بعضهم ورائحة المال المشبوه والصفقات التي تعقد في الخفاء صارت تنبعث من بعيد والنزاهة لم تجد لها مكانا بينهم حالها حال الأحزاب الجديدة التي صارت كالفطر تنشأ من غير غراس.

بين مرتش وسارق ومحتال قسمت المناصب وضاعت الأمانة فهؤلاء لم يفقهوا يوما قوله عليه الصلاة والسلام: “كل لحم نبت من سحت النار أولى به”..

يتكالبون من أجل مناصب هي تكليف أكثر منها تشريف لو أسندت لأهلها ولكن الواقع يثبت العكس، فأبسط مظاهر التنمية غائبة في مختلف البلديات وهذا ليس ملازما للمناطق النائية أو المعزولة فحسب بل حتى في أحياء تقع في قلب العاصمة، فبأي حق يحرم التلميذ من مقعد مناسب داخل القسم ؟كيف سيتمكن من متابعة الدرس فوق كرسي بنصف لوح للجلوس ومن دون داعم يسند إليه ظهره؟ ناهيك عن غياب التدفئة والتي صار اليوم أولياء التلاميذ يدفعون من جيوبهم لأجل إصلاح المدافئ، أين هي الأموال التي توجه للتكفل بالمدارس أو لإصلاح الطرقات ومعظم الشوارع حفر سرعان ما تتحول لبرك مائية بمجرد هطول الأمطار؟ تساؤلات كثيرة حول المشاريع المعطلة والميزانيات التي تسير في الطرق الملتوية ولا تعرف المساءلة لها طريقا.
بين مرتش وسارق ومحتال قسمت المناصب وضاعت الأمانة فهؤلاء لم يفقهوا يوما قوله عليه الصلاة والسلام: “كل لحم نبت من سحت النار أولى به”.. ولكنهم تعلموا وتدارسوا جيدا سبل إشغال المناصب وتحقيق المكاسب في غياب المحاسب، إذن فمن الحماقة السؤال أو البحث عن الشرعية الشعبية مع أمثال هؤلاء.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.