تخيل نفسك لا قدر الله، تعيش في بيت بابه مغلق بإحكام، والمفتاح عند جارك المتعجرف! فما عساك أن تفعل؟؟؟
هذا هو حال مليون ونصف مليون فلسطينيي يسكنون في حيز ضيق جدا، إسمه قطاع غزة الأكثر كثافة سكانية في العالم، والمدمر كل مرافقه جراء العدوان الصهيوني لسنة 2014.
سكانه يموتون مرات عدة في اليوم خوفا إما: من القصف الصهيوني، أو من نقص “السولار” – أي البنزين – أومن نفاذ الأدوية وكل حاجيات الحياة، التي تدخل بكميات محدودة جدا من باب واحد فقط، ألا وهو معبر رفح المصري الذي يفتح يوما ويغلق عشرة.. بحجة “احتضان القطاع للإرهاب الذي يصدروه لمصر”!؟ رغم أن كل التقارير المحايدة تؤكد براءة سكان غزة من هذه التهمة الملفقة التي زادتهم آلاما..
“الأخت الكبرى” تقول للفلسطينيين المطلوب منك “الانقلاب على حكومتكم”!، لأنها قضت على الإنفلات الأمني وانتشار المخدرات والتخابر مع الصهاينة وتحكمت في الأسعار وأحيت في المواطنين مبدأ الحاجة أم الاختراع..
لقد وجدوا أنفسهم اليوم تحت القصف الصهيوني في أية لحظة، وغلق المعبر المتنفس الوحيد تجاه الأخت الكبرى، بما فيها أبواب “النجدة”، أي الأنفاق التي غمرتها مياه شق القناة التي دمرت وردمت بكاملها.
“الأخت الكبرى” تقول للفلسطينيين المطلوب منك “الانقلاب على حكومتكم”!، لأنها قضت على الإنفلات الأمني وانتشار المخدرات والتخابر مع الصهاينة وتحكمت في الأسعار وأحيت في المواطنين مبدأ الحاجة أم الاختراع، حتى صار القطاع مضرب الفخر يصدر الفراولة والبرتقال والأزهار للإتحاد الأوروبي ولو بكميات قليلة.
لكن ما يطالب به الغزاويون اليوم هو “فتح الباب فقط”، ليس للتنزه والتعرف على ثقافات العالم، بل لسد حاجيات الحالات المرضية المستعجلة، والتحاق الطلبة والعمال والعائلات بجامعاتهم ومصانعهم وبأهلهم فقط.. فهل من مجيب؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.