زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ارحلوا جميعا غير مأسوف عليكم

ارحلوا جميعا غير مأسوف عليكم ح.م

منذ أكثر من خمسين عاما ونحن نعرف أن "الجيش" وليس الشعب هو من يحكم في هذه البلاد، مثلما أصبح معهودا مع مرور الزمن أن نتحدث عن صراع واقتتال بين دوائر الحكم التي تشكلت طيلة هذه السنوات، حتى أصبح لكل دائرة مجالات نفوذ وسيطرة، تتحالف هذه الدوائر مثلما تتصارع وتعلن الهدنة المؤقتة مثلما تتقاتل في مرات عديدة، والمحطات التاريخية المختلفة دليل ذلك وحجته.

وما فاحت به الصراعات هذه المرة بسبب خلافات عديدة ومتداخلة نعرف بعضها ولا نعرف الكثير منها، هي بالنسبة إلينا نحن الشعب “شأن داخلي” بينهم ليس لنا فيه لا ناقة ولا جمل، رغم أن الدخان المنبعث من بين صفوفهم لوث هواءنا ويكاد يخنقنا ، فهذا الدخان دليل على أن بعضهم أشعل النار في البعض الآخر، وما يحدث بين هؤلاء المتصارعين لا داع كي يفرح به بعض “الغلابى”لأن هؤلاء سرعان ما يتفقون ويتفاهمون إن رأوا أن خلافاتهم قد تعصف بهم، فللحروب عندهم وبينهم حدود وخطوط ،فهي تتوقف عندما تلوح في الأفق أية إشارة قد توحي بأن الكلمة ستؤول إلى الشعب، وقد فعلوها أكثر من مرة.

الممسكون برقابنا من الذين تفرق شملهم بسبب المصالح والمنافع والتهافت على الثروة لا يختلف سلوكهم عن سلوك العصابات التي تسيطر على الأحياء  كما نراه في الأفلام الأمريكية، فالصراع  بين تلك العصابات في عمومها يكون على  تقاسم النفوذ والسيطرة، لكن الفرق أن العصابات في الدول الأخرى لا تتعدى مجالات نفوذها مساحات بحجم أحياء أو شوارع وفي أحسن الحالات  بلدات أو مدن أما عندنا فالشأن أعظم والمصيبة أكبر لأن الأمر يتعلق بصراع من أجل تعزيز النفوذ إحكام القبضة على مجال بحجم دولة.

 و لأن حال الشعب فيما يجري أشبه بالمتفرج الذي يشاهد أطوار مسلسل تختلف التنبؤات بشأن نهايته فإن ما جرى ويجري وسيجري سيظل شأنا لا يعنينا حسبما قاله الرئيس نفسه في رسالته حين أنكر أصلا وجود صراع أو خلاف، بل إن بوتفليقة  – عبد العزيز أقصد – كاد  يقول لنا أيها الشعب أنت تتوهم فلا صراع بيننا ولا هم يحزنون والأمر مجرد عراك بين أصحاب في دائرة ضيقة لا دخل لكم فيه، وعليك فقط أيها الشعب “العظيم” التركيز على المشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة، وحتى هذه الانتخابات سنتولى أمرها مثلما توليناه طيلة نصف قرن من الحكم  الذي تداولناه  بيننا.

وحتى ولو لم تقل رسالة الرئيس ذلك صراحة إلا أن الواقع  أن بوتفليقة محق في ذلك فنحن لم نختر يوما واحدا من هؤلاء المتناحرين والمتنابزين بألقاب السوء فيما بينهم، ولم يستشرونا عندما قرروا السيطرة على الحكم، ولم يطلبوا إذنا منا عندما أرادوا الخلود فيه ، ولم يقيموا لنا وزنا عندما نهبوا كل شيء  يمكن نهبه في هذا الوطن، حتى أضحى أمرا عاديا أن يشتري شكيب خليل ثلاثة هواتف نقالة بستة ملايين أورو مثلما قالت الصحافة الإيطالية في إطار الحرب بين العصب  وحتى يفلت من تنصت المخابرات عليه.

ليس قدرا محتوما و لا حكما مختوما أن نبقى رهائن في أيدي هؤلاء أو أولئك، بل إن القدر يدعو هؤلاء كي يرحلوا عنا جميعا دفعة واحدة ويتركوا هذا الشعب المجروح والمغبون والصبور كي يحكم نفسه.

فلترحمونا ولترحلوا جميعا غير مأسوف عليكم.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 5587

    سالم

    شكرا مروان لقد اثلجت صدورنا يا رجل

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.