بعد كل هذه المبادرات والوثائق وبعد 15 سنة من الانقسام، لماذا فشلت كلها في تحقيق هذه الاهداف؟
وهل هناك فرق بين "إعلان الجزائر" وبقية الوثائق؟
عند سماع إعلان الجزائر بالأمس الذي توج جهود الدولة الجزائرية والمنبثق عن: "مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، تذكر الكثير من الجزائريين إعلان الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر 1988 م من أرض الجزائر وبالضبط من نفس المكان "قصر الأمم"..
تذكرت أكثر وبحسرة مؤلمة الكم الهائل من مبادرات المصالحة الفلسطينية إعلانات التوافق الوطني التي جرت طيلة 15 سنة الماضية، أي بعد الانقسام الحاصل في 2007م..
وبين هذين التاريخين وهذين الإعلانيين مسارات طويلة متزاحمة فيما بينها من المقاومة والاستسلام، ومن الانتصار والانكسار ، ومن الوحدة والانقسام، ومن النجاحات والاخفاقات، ومن الكر والفر..
أما أنا فقد تذكرت أكثر وبحسرة مؤلمة الكم الهائل من مبادرات المصالحة الفلسطينية إعلانات التوافق الوطني التي جرت طيلة 15 سنة الماضية، أي بعد الانقسام الحاصل في 2007 م:
⁃ إعلان مكة في 2007/02/08.
⁃ المبادرة اليمنية لاستئناف الحوار وإنهاء الانقسام في 2007/08/05.
⁃ وثيقة الوفاق الفلسطيني في القاهرة 2009/10/14.
⁃ إتفاق المصالحة 2011/04/27.
⁃ إعلان الدوحة 2012/02/06
⁃ إعلان اتفاق المصالحة في القاهرة 2017.
⁃ إعلان موسكو 2019.
⁃ تفاهمات إسطنبول 2020.
كلها تهدف إلى إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتحديد تاريخ لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والاتفاق على إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية – بدخول الفصائل غير المنظمة إليها كحماس والجهاد – واعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وبعد كل هذه المبادرات والوثائق وبعد 15 سنة من الانقسام، لماذا فشلت كلها في تحقيق هذه الاهداف؟
بعد كل هذه المبادرات والوثائق وبعد 15 سنة من الانقسام، لماذا فشلت كلها في تحقيق هذه الاهداف؟
وهل هناك فرق بين “إعلان الجزائر” وبقية الوثائق؟
وهل العيب في الدول الرعاة أم في الفصائل الفلسطينية أم في جهات أخرى؟
وهل العيب في الدول الرعاة أم في الفصائل الفلسطينية أم في جهات أخرى؟
للإجابة على هذه الأسئلة المشروعة يجب التأكيد على الحقائق التالية التي تتضمن بداخلها إجابات واضحة:
⁃ صعوبة الجمع بين مشروع المقاومة والتحرير ومشروع التطبيع والاستسلام.
⁃ قضية فلسطين هي قضية مركزية للعرب والمسلمين وهي في نفس الوقت قضية صراع دولي وقضية حرب بين أديان ( الإسلام واليهودية والمسيحية).
⁃ فلسطين قضية وجود وليست قضية حدود، قضية استراتيجية، وليست قضية خيرية.
⁃ الأنظمة الحاكمة العربية هي جزء أساسي من الأزمة ولا يمكن أن تكون هي الحل.
⁃ الشرعية الدولية هي من أنشأت دولة الكيان المحتل، والالتزام بها تضييع للحقوق الفلسطينية والإسلامية.
الواضح أن الجهود الجزائرية كانت صادقة في مسعاها، وأرادت أن تنخرط في مسار الدعم الجزائري التاريخي للقضية الفلسطينية، ولكن الجزائر لا تملك أدوات الحل ولا وسائل الضغط ولا القدرة على التأثير في الموقف الدولي ولا حتى في الموقف العربي.
ولكنها تُشكر على المبادرة التي ستضاف في السجل الجزائري الفلسطيني الشاهد على أن الجزائر مع فلسطين دائما وأبدا، وأنها لن تخون ولن تطبع مهما حدث، ومهما كثر المطبعون والخونة.
والفصائل الفلسطينية لها منا كل التحيات والتبريكات على التوصل إلى اتفاق يُنهي الانقسام ويحدد مدة سنة كأقصى حد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وتشكيل جديد للمجلس الوطني بضم الجميع إليه على أسس متوافق عليها.
ننتظر من اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في الجزائر في تاريخ مجيد عند الجزائريين يصادف الفاتح من نوفمبر، أن يكلل بقرارات تدعم “إعلان الجزائر” للمصالحة الفلسطينية وتعين آليات التنفيذ والمتابعة..
ونقول لهم أن المأمول منكم أن تخيبوا ظن الأعداء هذه المرة وتحولوا “إعلان الجزائر” إلى واقع فلسطيني نشهده بام العين بعد سنة من الآن، وأن تكونوا في مستوى طموحات الشعب الفلسطيني وتنالوا بذلك التقدير والدعم من جميع شعوب الأمة العربية والإسلامية.
وننتظر من اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في الجزائر في تاريخ مجيد عند الجزائريين يصادف الفاتح من نوفمبر، أن يكلل بقرارات تدعم “إعلان الجزائر” للمصالحة الفلسطينية وتعين آليات التنفيذ والمتابعة.. هذا إذا أراد زعماء العرب أن يكونوا داخل التاريخ لا خارجه.
أريد أن أتغلب بهذه الكلمات على أجواء التشاؤم التي تحيط بنا من كل جانب، التي عودتنا عليها التجارب السابقة، ونقول: “هذه المرة لن تنكسر الجرة” ولعل وعسى…
ومهما كانت القراءات متشائمة فإن ألسنتنا وقلوبنا تظل تدعوا للفلسطينيين بالتوفيق والنجاح في تجسيد “إعلان الجزائر” على أكمل وجه وأحسنه.. والله ولي ذلك والقادر عليه.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.