زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

إعلام العار.. في ليلة القبض على أردوغان!؟

إعلام العار.. في ليلة القبض على أردوغان!؟ ح.م

الآليات العسكرية تفشل في تعطيل الآليات الديمقراطية

"الكرنفال الإعلامي العربي" الذي تابعنا عروضه الشيّقة ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا، لن يتكرر على الإطلاق، ومن فاتته وصلات "الردح الإعلامي" في ليلة "القبض على أردوغان" يكون قد خسر نصف عمره..!

“المواخير الإعلامية” التي يرعاها ويموّلها آل سعود وآل نهيان في الخليج، وقنوات “الصرف الصحي” التي تنبع من مدينة “العُهر الإعلامي” في مصر، ويرعاها السفاح السيسي وزبانيته.. تكون قد بلغت ذروة “النزق الإعلامي” وقمة “الصلف المهني”، ولم يكن ينقصها سوى فرقة حسب الله المصرية ومجموعة “الزرناجية” بقيادة “بوعلام تيتيش” الجزائري، مع كوكتيل من راقصات وعوالم كباريهات شارع الهرم، لتكتمل كاريكاتورية المشهد وعبثية اللحظة…
إعلام مخبول يرقص على واحدة ونص.. على طريقة “رقصني يا جدع”، لمجرد أنباء غير مؤكدة حول انقلاب محتمل للجيش التركي على السلطة المنتخبة، فتبادلوا التهاني والتبريكات، وأطلقوا الزغاريد و”التويتات” ودشنوا حملات التشفي والشماتة بمناسبة سقوط “الطاغية أردوغان”… ولم يعلم هؤلاء “المهاويس” أن المنقلب عليه الشعب التركي وليس أردوغان.. وهو الأمر الذي فهمته جميع شعوب العالم، وأولهم الشعب التركي صاحب القضية الذي دافع عن خيارته وديمقراطيته.. إلا عبيد أل سعود وآل نهيان والسيسي من المأجورين في فضائيات العهر الإعلامي، وحدهم من يعتقد أن الشعوب لا يمكن أن تعيش إلا تحت رحمة البيادة…!
مذيعة العربية قالت بصريح العبارة: “للأسف فشل الإنقلاب في تركيا”، ثم يخرج مدير القناة السعودية ليكذب علينا ويقول لنا الإعلام لا يفرح ولا يحزن…!
فضائية مصرية تؤجر كاتبة كويتية “فجر السعيد” لتزغرد وتصرخ على الهواء مباشرة وتقول: مصير مرسي بانتظارك يا أردوغان..!؟

الجميع استفاق من غيبوبة الإنقلاب إلا قنوات العربية وسكاي نيوز والقنوات المصرية ظلت تعيش أحلام اليقظة، ومن نام على أخبارها واستيقظ في الصباح، سيصحو على أردوغان في ألمانيا والحكام الجدد في تركيا يعلنون عن تاريخ أول استحقاق انتخابي بعد فرار أردوغان وحلّ حزب العدالة والتنمية…

إعلام أحمق يستغبي عقول مشاهديه حتى في أبسط الأشياء، قالوا لنا في بداية الانقلاب الجيش سيطر على البلاد بالفعل.. وأذاعوا بيانات الانقلابيين أولاً بأول، وكان من بينها: “الجيش يوصي الأتراك بعدم الخروج من منازلهم والابتعاد عن مدرعات الجيش”… بعدها بلحظات خرج أردوغان من خلف هاتف محمول ليدعو شعبه للخروج ومواجهة الانقلاب، وما هي إلا لحظات حتى خرجت الجماهير هاتفة ومهللة، طبعا، ليس بسبب دعوة أردوغان (وهو المنطقي) بل ترحيباً بالجنود وفرحاً بالدبابات كما زعمت قنوات السيرك الفضائي العابر للقارات..
ظلت هاته الفضائيات تروّج لهذه الكذبة حتى في ظل مشاهد الصفع على الوجه والركل على المؤخرات التي تعرض لها جنود الانقلاب، مما جعل أحدهم يعلق ساخراً: “فعلا الترحيب كان حاراً وحافلاً…”.
الجميع استفاق من غيبوبة الإنقلاب إلا قنوات العربية وسكاي نيوز والقنوات المصرية ظلت تعيش أحلام اليقظة، ومن نام على أخبارها واستيقظ في الصباح، سيصحو على أردوغان في ألمانيا والحكام الجدد في تركيا يعلنون عن تاريخ أول استحقاق انتخابي بعد فرار أردوغان وحلّ حزب العدالة والتنمية..

من الصور الراسخة في ليلة “الخازوق التركي” لنبيحة الإعلام وشبيحة السياسة العرب.. تلك الصورة التي يظهر فيها المواطن التركي متمدّداً أمام مدرعة الانقلابيين، ولسان حاله يقول على جثتي الانقلاب على حريتي… الكل أشاد ببطولة الرجل وشهامته وشجاعته وتقديمه الدروس في التضحية والوفاء للوطن، القليل من انتبه إلى إنسانية جنود الانقلاب، بالرغم من مساهمتهم في جريمة الانقلاب إلا أنهم لم يفقدوا إنسانيتهم، فقد اكتفوا بإطلاق الرصاصات التحذيرية في الهواء تخويفا، وسرعان ما استسلموا عندما علموا بعدم جدوى ذلك، فلم يضحوا بمواطنيهم.. أما الشيء الذي لم يُذكر على الإطلاق ولم يُقرأ من خلال الصورة، هي أن تركيا لم يكن لديها ماكينات تزييف العقل وتغيّيب الوعي مثل التي عندنا، فتجعل من ذلك الرجل التركي الذي ارتمى أمام مدرعة الجيش عدواً لله والوطن.. تجعله مجرد خائن عميل ومندس تحركه أياد أجنبية، وتجعل سحقه وتهشيمه عملاً بطوليا يستحق الإشادة… هذا ما كان ينقص تركيا بالفعل، وللأسف، هو الشيء الوحيد الذي نملكه…
تركيا لم يكن لديها “سحرة فرعون” أمثال تامر أمين ولميس الحديدي وخيري رمضان وأحمد موسى وإبراهيم عيسى ووائل الإبراشي، الذين قالوا بمنتهى الصراحة ووضوح العبارة قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة: “أفرم يا سيسي”.
تركيا لم يكن عندها شيوخ ظلاله أمثال علي جمعة، الذي قال أمام جمع من العسكر: “أضرب في المليان طوبى لمن قتلهم وقتلوه..”.
نلوم الشعوب العربية ونتهمها بانعدام الشجاعة والجبن، ونعيّرها بالمواطن التركي الذي ارتمى أمام الدبابة، وفاتنا أن الآلاف فعلوا ما فعل ذلك المواطن فكان مصيرهم الدهس زائد الانضمام إلى قائمة الخونة وأعداء الوطن، ولنا في أحدث رابعة والنهضة في مصر خير مثال، فقد أُحرق الناس أحياء، وجرفت الجثث مع أكوام الزبالة.. كل ذلك وسحرة فرعون يهتفون ويغنون: “تسلم الأيادي… يا جيش بلادي”.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.