طالعت أول أمس، مع كثير من الألم، ما كتبه الأديب والناقد والمترجم الكبير السعيد بوطاجين عن مأساته الخاصة، ومأساة الجامعة الجزائرية بشكل عام، وهممت أن أكتب شيئا في ذات السياق، ثم صرفت النظر عن الفكرة. فلم يعد الكلام في الموضوع ينفع في شيء.
غير أنه يحدث أن تتواتر عليك في بضع ساعات مشاهد تستفزك وتخرجك من قوقعة التحفظ التي وضعت فيها نفسك..
أجل. كنتَ مخطئا دكتور سعيد حين آثرت البقاء، الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، تراجعت رسالة العلم ومكانة الأستاذ وقيمة الطالب على حد سواء، المظاهر فقط ما صار يهم، وجدول أعمال اجتماعاتهم لا يتجاوز نقطتين اثنتين: الـ Classement، والـ Gazon.
والبداية كانت برسالة على البريد المهني، تقول إنه يتوجب علي أن أضع على ورقة الأسئلة ذلك الرمز الغامض مربع الشكل، لا أدري كيف يسمونه، وذلك كي يتمكن الطلاب من معرفة الإجابة النموذجية وسلم النقاط مبااااشرة (باللون الأحمر) بعد الامتحان، فقط بمسح الرمز عن طريق هواتفهم الذكية. وااو. يا للتطور المذهل.
المهم، انطلقت للحراسة نحو حجرات الامتحان، وهي نفسها قاعات الدرس المألوفة. في المدخل تنبعث رائحة نشادر نفاذة، تنسيك أسماء أيام الأسبوع وأشهر السنة، أما الحجرات غير المكيفة، فتتحول مع بداية كل صيف إلى حمامات صونا مجانية، يتبخر معها ما تبقى من سوائل الجسم ومدركات العقل..
وليت النافورة الملهمة التي ملأت الساحة صخبا خلال الشتاء تجود ببعض دفقات الماء كي تخفف قليلا من قيظ المكان.
وحتى ذلك السقف المتهدم زاد حاله سوءا، ومشروع الترميم تأخر كثيرا، والموارد المالية الاحتياطية بالكاد تكفي لإقامة نوافير جديدة، وري العشب الطبيعي..
وتمويل عملية الترميز بالكود المربع الغامض الذي لا أذكر اسمه.. مسألة أولويات كما تعلم.
أجل. كنتَ مخطئا دكتور سعيد حين آثرت البقاء، الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، تراجعت رسالة العلم ومكانة الأستاذ وقيمة الطالب على حد سواء، المظاهر فقط ما صار يهم، وجدول أعمال اجتماعاتهم لا يتجاوز نقطتين اثنتين: الـ Classement، والـ Gazon.
ح.مzoom
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.