لقد كان لدخول الماكم الراحل كلاي في الإسلام، وأيضا مناهضته للحرب الأمريكية ضد فيتنام سببا في جلب العداء له من طرف الإعلام والسياسيين وحتى بعض الرياضيين الأمريكيين، ولعل أشهرهم البطل العالمي في ذلكم الوقت الملاكم إيرني تيريل، حيث تعد منازلة محمد علي - إيرني تيريل الأشهر على الإطلاق، نظرا للظروف التي جرت فيها.
ففي العام 1966 رفض قال محمد علي المشاركة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد فيتنام، وقال: “هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله”.
وبدلًا من الإنخراط في الحرب فقد سافر محمد علي إلى أوروبا وكندا، لخوض مبارايات ضد هنري كوبر وجورج كابالو.
وفي عام 1967 في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت. وكان قد تلقى دعما من الكثيرين في معارضته وقد تكبد الجيش الأمريكي خسائر كبيرة في تلك الحرب كما توقع.
أشهر معارك الملاكمة
كان مخططًا لمحمد علي مقابلة بطل رابطة الملاكمة العالمية إيرني تيريل، وذلك في شيكاغو في مارس 1966. وفي ذلك الوقت كان قد سُحب من محمد علي لقبه بعد اعتناقه الإسلام ورفضه المشاركة في حرب فياتنام, وبدلًا من الانخراط في الحرب فقد سافر محمد علي إلى أوروبا وكندا لخوض مبارايات ضد هنري كوبر وجورج كابالو.
قابل محمد علي إيرني تيريل في هيوستن عام 1967. ويعتبر تيريل ثاني أصعب منافس لعلي بعد ليستون، وهو ملاكم لم يهزم على مدار خمس سنوات، وبعد أن هزم العديد من الملاكمين كان على محمد علي مواجهته. كان تيريل كبير الحجم والقوة، يفوق طوله طول علي بثلاثة بوصات.
وخلال الفترة التي تسبق المباراة، أهان تيريل محمد علي مرارًا وتكرارًا في وسائل الإعلام مناديًا إياه باسمه القديم “كاسياس كلاي” قاصدًا إزعاجه بذلك. وأضاف “أريد أن تعذيبه بالضربة القاضية.” مما جعل محمد علي مصممًا على الانتقام ووجه لتيري جملته الشهيرة في إحدى اللقاءات التليفزيونية “لم لا تناديني باسمي يارجل؟ لم أقل لك أن اسمي هو كلاي وإنما اسمي هو محمد علي, سأعاقبك وأجعلك تنطق اسمي الحقيقي داخل الحلبة”..
أليس عيبا أن تغيّر إسمك؟
فقد وصل مدى استفزاز إيرني لمحمد علي حد “المعايرة”، وقدم أغنية امام جماهيريه يقول فيها لمحمد علي”أليس عيبا أن تغيّر إسمك؟ لذا سأغيّر أنا ملامح وجهك أيضا”.
هذا الأمر أغضب محمد علي كثيرا وتوعّد غريمه برد قاس يجعله يذكر إسمه “محمد علي” داخل الحلبة.
وبالفعل لقّن الملاكم الراحل محمد علي درسا لن ينساه التاريخي لمرلاكم امريكي رفض مرارا وتكرارا ذكر محمد علي باسمه الذي اختاره لنفسه بعد دخول الإسلام، وظل يصر على مناداته باسم “كاسياس كلاي” خلال الندوات الصحافية التي سبقت المواجهة بينهما على الحلبة.
ففي الجولة السابعة من المباراة بدأت الدماء تسيل من وجه تيريل. في الجولة الثامنة، سخر علي من تيريل، موجهًا له الضربات له صائحًا “ما هو اسمي … ما هو اسمي؟”.
وفاز علي تلك المباراة وأجبر الجميع على احترام اسمه الجديد.
محمد علي: لا أقبل الهزل فيما يخص ديني واسمي
ادعى تيريل أنه في وقت مبكر من المباراة تعمد محمد علي إصابته في عينه اليسرى مما اضطر تيريل لاستكمال المباراة وهو نصف أعمى.
ووصف النقاد المباراة بأنها “واحدة من أبشع معارك الملاكمة”.
كما كتب النقاد “لقد كانت مظاهرة رائعة من المهارة والملاكمة وعرض البربرية الوحشية”.
نفى علي الاتهامات الموجهة له بالقسوة على خصمه قائلًا ” أنا لم أكرهه، لم أحبه ولكني لم أكرهه، ولكنه لم يكن يمزح بشأن اسمي، كان يتعمد الإهانة وأنا لا أقبل الهزل فيما يخص ديني واسمي”.
كانت هذه واحدة من اشهر مواقف الملاكم الراحل محمد علي، الذي لم يكن مجرد بطل ملاكمة، بل كان بطل المواقف بامتياز.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.