يبدو أن تركة شهدائنا وإرثهم قد قدر له أن يعيش في شتات أبدي وكأن اللعنة قد حلت عليهم، فمصائب هذا الحزب قد أصبحت بالأطنان ورغم ذلك إلا أنه لازال في الحكم تحت شعار كبير إسمه الشرعية الثورية.
فسعداني الذي أصبح مجرد حديثه حدثا وطنيا، في كل مرة يكرر نفس الأسطوانات المشروخة من توفيق هو سبب مصائب الجزائر، إلى بلخادم الذي وصفه بشتى الأوصاف السيئة، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا زال يتحدث عن تشبيب حزب لازال القياديون الكبار فيه كهولا بلغوا أرذل العمر أمثال بومهدي وبوقطاية وطليبة وولد خليفة.
وإضافة إلى كل الزخم أسطوانة الدولة المدنية الذي يكاد سعداني يكررها أكثر من فلاسفة التنوير والمفكرين الكبار الذين طالبوا بها، في حين أن نفس الدولة التي تكلم عنها طبعا قمعت تظاهرة سلمية لأمهات مفقودي العشرية السوداء، وقمعت أيضا احتجاجا سلميا لكمشة من طلبة إعلام مطالبين بحق الماستر.
مؤكد أن الأمين العام يتكلم عن دولة حدودها تتوقف عند نهاية قصر المرادية وتنتهي عند نهاية نادي الصنوبر، أما عن أزقة باب الواد وشوارع الحراش وقرى الجزائر العميقة التي عبث بها النسيان، فسكانها مجرد أرقام دفاتر وفقط.
يوم بعد موقعة سعداني خرج لنا نواب جبهة التحرير بمرسوم عزموا على مناقشته في البرلمان لمحاولة إجبار فرنسا على تعويض ضحايا الألغام التي زرعتها فرنسا، وكأن شهداء الألغام
وضحاياه هم مجرد سلعة للبيع، ياريت لو الضمائر المتحركة في نفوس نواب الحزب كانت قد تحركت لإجبار فرنسا على الاعتذار عن جرائم قدرها 132 سنة، وليس المطالبة ببقشيش يهين أكثر مما يعوض الضحايا.
وآخر الخرجات هي الاعتداء على الزميلة الصحفية في قناة الجزائرية منال بلعلا التي أدخلت المستشفى بعد ضربات “وحش أفلاني” إلى صدرها، أكيد سوف يغلق الدفتر ولن يلقى المتهم جزاءه فقط لأنه من الحزب العتيد.
قد يكون سعداني محقا في أن الأفلان لن يدخل المتحف، ولن يستحق دخوله لأن الأفلان الحقيقي يستحق الحل النهائي الذي لا رجعة فيه.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.