إنها حالة استنفار قصوى لدى كل العائلات التي لها مترشح أو أكثر لشهادة التعليم الابتدائي خصوصا بعد التلاعب بالأعصاب والإعلان عن عدة تواريخ لظهور عمل الأولياء على توفير وسائل الراحة المادية والمعنوية، وتهيئة الظروف الحسنة للعمل والاجتهاد لأبنائهم واليوم حان وقت الحصول على تأشيرة الدخول للمتوسطة.
بين الفرحة والحزن ينقسم حال الذين تقدموا لاجتياز أولى العقبات، ورغم أن الأغلبية تجاوزتها حيث بلغت نسبة النجاح 89.38 % إلا أن هذا لم يمنع وجود راسبين ولكن الرسوب لا يعني الفشل التام فلكل واحد فرصة أخرى.
النجاح معنوي والخسارة كذلك، لذا فعلى المرء تقبلها وعدم فسح المجال لليأس والحزن ليتسرب إلى الأعماق فيفعل فعلته ويشوه كل جميل في الحياة، وحال الذين خاضوا تجربة الفشل وتجاوزوها بل وصنعوا منها نصرا خير دليل على أنه من رحم اليأس يولد الأمل وبعد العسر حتما سيأتي اليسر، فلا عيب إذن في إعادة المحاولة لأنه من يدري ما يخبئ الغد.
أما الذين وفقوا فلهم كل التهاني وطبعا هناك من يقدم حوافز وجوائز تشجع على السعي والاجتهاد، غير أن شبابنا اليوم تمادوا في الطلب وصاروا يفضلون الماديات على المعنويات والهدايا الثمينة قبل التهاني الكلامية، والغريب أن نوعية الهدايا وقيمتها تغيرت كثيرا عن ما كانت عليه بالأمس فأغلبها صارت الكترونيات مثل الهواتف الذكية واللوحات الرقمية أو حتى ألعاب البلايستيشن 4، والبعض يطلب سفريات للخارج، في حين أن المنتمين للطبقة الكادحة التي تعيش تحت خط مستوى الفقر ورغم تحصليهم لتقديرات ممتازة إلا أن ما يحصلون عليه متواضع جدا غير أنهم يرون أن فرحة الأهل وسرورهم أكبر هدية لهم.
فإلى كل اللذين تحصلوا على شهادة التعليم الابتدائي لسنة 2017 تهانينا القلبية، أما البقية فالعلم ليس له عمر ومن يدري لعل الفرصة المقبلة إن شاء الله قد تكون من نصيبكم.
أبناءنا الأعزاء تذكروا دائما أن العلم النافع يشرف به الوضيع ويرفع أهله إلى الدرجات العلى، وبه ترقى الأمم وتشحذ الهمم، ومن طلبه نال رضى الله تعالى وكان له فوزا وغنيمة، فاطلبوه بعزم وإصرار، بصدق وأمانة بعيدا عن الغش والاحتيال لتكونوا بحق الطبقة المثقفة في المجتمع ومفخرة الوطن التي يعلق عليها بناء صرح المجد، فأنتم نخبة الغد فاجعلوا النجاح قرينا بالاجتهاد والكفاح.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.