تكشف عملية طوفان الأقصى والأحداث الدامية التي أعقبتها في غزة جملة من الحقائق يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. أن مقولات السلام وعمليات التطبيع لا مستقبل لها ووصلت لطريق مسدود بما في ذلك المبادرة العربية وفكرة حل الدولتين بسبب تعنت الكيان المحتل الذي يريد أن يربح كل شيء ليخسر الفلسطينيون وكل العرب كل شيء..
حيث تم الانتقال من معادلة الأرض مقابل السلام لمعادلة السلام مقابل السلام والتي بدورها سقطت لصالح مقولات عنصرية قائمة على منطق التفوق أو الهيمنة الإسرائلية.
2. أن آليات إدارة النظام الاقليمي الشرق أوسطي لم تعد صالحة وفقدت قدرتها على ضبط سلوكيات مختلف الفواعل فيه خصوصا منها الفواعل من غير الدول التي أصبحت أكثر فعالية وتأثيرا من الدول ذاتها.
وهو ما يفتح الباب واسعا لتشكل قواعد جديدة وربما حتى نظام اقليمي جديد يحتل فيه الثنائي التركي الايراني دورا أكبر على حساب باقي الفواعل التقليدية.
3. إن العلاقة بين الشرق والغرب تزداد تدهورا وسوءا في منطقتنا التي يبدو أنها ستكون مسرحا مفتوحا على التنافس الأمريكي الصيني. وأعتقد أن الوقت لن يطول كثيرا لنرى تواجد أكثر كثافة وتأثيرا للصين على حساب التواجد الأمريكي التقليدي.
4. إن شعوب المنطقة وعلى اختلاف انتماءاتها ومستوياتها الاقتصادية تشعر اليوم أنها متروكة لحالها وهي تتطلع وتبحث وتنتظر في قائد رمز يخرجها من هذه الحالة ويقودها نحو آفاق أفضل، تتناسب وإمكنيات المنطقة ومواردها..
وإن طال هذا الانتظار قد تتحرك في اتجاه إسقاط كل ما هو قائم لتدخل المنطقة في دورة جديدة من الاضطراب والفوضى.
5. إن الكثير من الأنظمة الوظيفية سقطت عنها ورقة التوت التي كانت تُخفي عمالتها، وهو ما قد يتسبب في انهيارها أو التخلي عنها بسبب انكشافها وعدم قدرتها على أداء الأدوار التي رسمت لها.
كل هذا يدعونا للتأمل في هذه الحركيات التي نحن بصددها والتي قد تشكل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة بل في العالم برمته… ربما.
@ طالع أيضا: المشكلة هنا..!
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.