عناوين فرعية
-
بهذه الطريقة يسير محمد السادس المملكة المغربية
حذر الوزير المغربي الأسبق محمد زيان، الذي أصبح أكثر وجوه المعارضة تحديا للنظام المغربي، من تواصل غياب محمد السادس وبقائه خارج المملكة دون مبرر واضح، واصفا بالأمر بالخطير.
مشددا على أنه لا يمكن تسيير بلد مثل المغرب عبر تطبيق “زوم” أو “واتساب” في نفس الظروف التي يعيشها من أزمة اقتصادية وغضب اجتماعي ومشاكل مع دول الجوار وحتى مع دول بعيدة.
وقال محمد زيان، في حوار مع جريدة “الاندباندنتي” الإسبانية، إن هناك “قلقا واسع النطاق. يتساءل الجميع عما يجري في البلاد ومن يدير البلاد وهذا أمر شديد الخطورة..
عندما يكون رد المسؤولين هو أن الملك يستطيع أن يدير دولة من الخارج أقول لهم: يمكن للملك أن يدير دولة من الخارج عندما يكون ملكا لا يتمتع بسلطات تنفيذية..
ومع ذلك، عندما تكون لديك السلطات التي يتمتع بها الملك محمد السادس فمن الصعب أن تفهم أن الشخص المسؤول يمكنه أن يقول لك يمكنني توجيه 40 مليون مغربي من الخارج باستخدام تطبيق “زوم” كما نفعل الآن أو تطبيق “واتساب”. أعتقد أن النكتة قوية جدا”.
نهاية مبهمة
ويغيب محمد السادس عن أسوار المملكة منذ فترة طويلة، تخللتها زيارة سريعة ألقى خلالها خطابا بمناسبة “ثورة الملك والشعب” في أوت الماضي ثم عاد أدراجه إلى فرنسا.
هذا الغياب أثار تساؤلات ومخاوف في المغرب حول مستقبل البلاد وعن من يدير دفة الحكم في البلاد، هذه التساؤلات تطرح في عواصم غربية وعربية بسبب الوضع الغامض الذي تعيشه مملكة محمد السادس المحاصرة بأزمات اقتصادية حادة زاد من حدتها ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم وغضب اجتماعي يزداد توسعا في أوساط الشعب المغربي.
وتابع محمد زيان في طرح جملة تساؤلاته في مقابلته مع الجريدة الإسبانية، حيث صرح قائلا: “يتساءل المرء عن مكان وجود الملك ولماذا هو خارج المغرب وأيضا لماذا يريد كبار المسؤولين إقناعنا بأنه أمر طبيعي، في حين أنه غير طبيعي تماما؟”.
مشيرا إلى الظروف والتحديات التي تواجه المغرب على غرار الحرب في الصحراء الغربية وأزمته مع الجزائر وتونس والتطبيع مع إسرائيل الذي لم يتقبله الشعب المغربي، وهي ملفات لا يمكن تسييرها من الخارج “أرى أن هناك مصدر قلق واسعا في البلاد وأنا بصراحة لا أعرف” كيف ستكون النهاية.
وحسب وزير حقوق الإنسان في عهد الحسن الثاني فإن المغرب لا يعرف فقط فراغا في السلطة بل أكثر من ذلك “هناك غياب في إرادة ممارستها. وهو أسوأ”.
مشيرا إلى أن محمد السادس يجب أن “أن يحضر بنفسه ويفتتح جلسة الخريف للمجلسين – المستشارين والنواب-، وهي الأهم”.
وأوضح في هذا السياق أن تحكيم الميزانية للعام المقبل مهمة من حيث إنها تأتي في وقت “صعب للغاية مع أسعار النفط الحالية.. مع حقيقة أن الجزائر أغلقت خط أنابيب الغاز الذي مر عبر المغرب والذي استفدنا منه”.
مضيفا أن كل هذا يحدث في وقت يغيب الملك ولا يدري المواطن المغربي “ما إذا كانت ستكون هناك زيادة ضريبية أو ما إذا كانت هناك مساهمة باعتمادات أجنبية أو ائتمانات دولية أو ستكون هناك زيادة في الراتب لمواجهة الزيادة في تكلفة المعيشة”.
وفي تعليقه على سؤال بخصوص ما الذي يفعله محمد السادس ويومياته أجاب محمد زيان بطرح مجموعة من الأسئلة: “في المغرب لا نعرف شيئا. لا نعرف ما إذا كان مريضا أو إذا كان في المستشفى أو إذا كان يراقب والدته أو إذا كان يسير في الشوارع أو إذا كان ذاهبا للتسوق أو إذا كان يلتقي بشخص ما… لا نعرف شيئا. مثل البوهيميين”..
مضيفا: “ننتظر وصوله يوم الجمعة المقبل لمعرفة حالته وكيف هو وما إذا كان سيأتي إلى المغرب أو يلقي خطابه أمام البرلمان عبر الأنترنت.. يحدث مع شخص يدعي أنه هو الشعب وأن الشعب يعيش بعواطفه. الوضع ليس جميلا جدا”.
مخاوف من الانفجار
وفي إجابته عن من يحكم في البلاد فأجاب قائلا: “بالتأكيد أصدقاء الملك”. وبدا محمد زيان متخوفا من ردة فعل الجماهير المغربية إزاء الوضع الذي تعيشه بلادهم والفراغ في السلطة قائلا: “الجماهير ليست ذكية في العادة فحسب، بل إنها خطيرة. في المرحلة الحالية لا أعتقد أنه من المناسب أن تكون هناك أعمال شغب وتمرد جماعي. أولا، لأن الجماهير ليست ذكية ولا نعرف إلى أين يمكن أن تأخذنا”.
وفي هذا السياق تحدث عن رغبة قطاع واسع من المغاربة في الهجرة، وضرب مثالا بقرار أعضاء مجلس عمالة بركان الذين ذهبوا في مهمة عمل إلى هولندا ورفضوا العودة.
وذهب إلى أكثر من ذلك في إجابته بقوله: “الأمر الأكثر خطورة هو أن الملك لا يفكر حقا في العودة إلى المغرب.. إذا كان لا يريد أن يكون ملكا فهذه مشكلته.. وإذا كان لا يرى نفسه يستمر كملك.. لأسباب صحية أو لأسباب خيالية أو رومانسية فهذه هي مشكلته”..
يقول الوزير محمد زيان لكن في المقابل عليه أن يشرح الأسباب وأن يقنع الناس بقراره ويعلن عن اختيار شخص مناسب “لتحمل ما سيواجهه المغرب والعالم بأسره في العقد القادم”.
أما بشأن قضية الصحراء الغربية فأكد الوزير زيان أن الحل يجب إيجاده عبر “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فهو الإطار المناسب لإيجاد حل لهذه المشكلة. يمكن لإسبانيا المساعدة في إيجاد الحل، لكن الاعتقاد بإمكانية حلها خارج إطار الأمم المتحدة أمر مستحيل”..
مبرزا أن “ليس بيدرو سانشيز من يستطيع تغيير الأمور” في قضية الصحراء الغربية.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.