إذا كان المكمل طبيعيا وليس فيه مقادير مركزة زائدة عن حاجة الجسم فهو سينفع صاحبه.. وإن لم ينفع فلن يضر، التجارب بشفافية وخبرة هي من تكشف ضرره من نفعه وهو ما فشل زعيبط في فعله بطريقة محترفة، فلا يكفي أن يتناول أحدهم حبة دواء تنعشه لنحكم أنه منتوج صالح ومعالج لمرض، فالأسبيرين يذهب الصداع ولا يعالج أسباب الصداع!
الأستاذ محمود علوي دكتور وباحث جزائري خريج جامعة بريطانية وصاحب تجربة مخبرية في عالم صناعة عقاقير الأدوية، عمل في اليابان وسكوتلندة واكسفورد الانجليزية ومخابر أخرى، سألته عن منتوج زعيبط منذ شهور فقال لي إذا لم ينشر زعيبط نتائج بحثه أو يقدمها في مؤتمر علمي أمام الخبراء والعلماء في الميدان، فمنتوجه قد يكون مجرد مكمل غذائي مشابه لمكملات بلغاريا وشرق أوروبا مثل ديابكسين، وزاد الأستاذ محمود أن المكمل بتركيبة غير متوازنة قد يخفض السكر لكنه سيضر بالكبد أو الكلى…
وزاد الأستاذ أن أي دواء يرخص له ليباع يمر بسنوات بحث وتجارب تصل إلى عشرة، ومن عشرة أدوية ترشح للترخيص قد يسمح لنصفها أو أقل، ويرفض الباقي بسبب أعراض قد يسببها لاحقا.
في تصريح يقول السيد زعيبط توفيق أنه يؤمن بالطب الطبيعي مقابل الطب الكيميائي المخبري، يعني يفضل الطب الذي يعتمد على الأعشاب والتغذية.
الخطأ الذي ارتكبه هو والوزير وقناة الشروق كان في طريقة تقديم المنتوج والدعاية له، قالوا هو دواء ويعالج السكري وصدقهم الناس، ثم تراجعوا وقالوا هو مكمل غذائي لمعالجة السكري، ثم تراجعوا أكثر وقالوا هو لن يعالج السكري بل يخفف من أعراضه ويسيره!
هاته التناقضات خلقت تظليلا وفوضى وقلقا عند المرضى.
ثم دخل على الخط لوبي مافيا الأدوية والعقارات وخافوا من مزاحمة رحمة ربي فشنوا هجوما معاكسا، فيه الحقيقة وفيه التزوير، الغريب في الأمر أن المئات من الأساتذة والباحثين من جامعاتنا ومستشفياتنا لم يستشيروا من طرف الثلاثي المعجزة.
الضحية هو المواطن المغبون، خيبته السلطات كالعادة وتلاعبت به.
وزارة الصحة كانت من البداية تأمر زعيبط بأخذ منتوجه إلى مخبر أوروبي يمتلك أدوات التحليل وبعد ثبوت سلامته من المضاعفات الجانبية تمنح الرخصة على أساس نتائج المخبر مكمل أو دواء.
أما حكاية اكتشاف دواء لعلاج نهائي لمرض السكري فهي مجرد حلم بعيد المنال، مرض مزمن ومعقد يصيب نصف مليار من البشر وتنفق على أدويته الأمم قرابة تريليون دولار، لو تم فعلا إيجاد دواء نهائي لتبنته السلطات العليا ولشاع الخبر في العالم..
المشكل أن فينا من يؤمن بالمعجزات ويصر أن توفيق زعيبط اكتشف دواء لعلاج تام يغني عن الأنسولين وإخوانه..
لقد نسي هؤلاء سلطان العلم وان هناك عباقرة العالم وحملة نوبل يتصارعون في المخابر المتقدمة مع معادلة إعادة التوازن لعمل والبانكرياس والخلية والكبد، ولازالوا حائرين!
البروفيسور الياباني يوشينوري الفائز بجائزة نوبل للطب هذا العام، أمضى فوق الثلاثة عقود وهو يبحث في الموضوع، وقد توصل مؤخرا إلى طريقة تساعد في تجديد الخلايا بطريقة صحيحة تمنع ظهور خلايا سرطانية أو خلايا مقاومة الأنسولين، وربما يجد حلا لمشكل الأنسولين والسكري في السنوات القادمة.
إذا صدقنا الثلاثي الحكومي والإعلامي وخبير الأعشاب فلنبدأ بالتحضير لاحتفالات فوز الجزائر بنوبل للطب في العام القادم!
نظرية المؤامرة، وقد تكون صحيحة، تلمح إلى أن هناك عصابتان متصارعتان.. عصابة خططت للإستغناء من بيع “رحمة ربي” وعصابة خافت على عقاقيرها من منافسة “رحمة ربي”.
كلاهما خرج عن رحمة ربي ويتاجر بآلام الناس.
تجنب الوقوع في كوارث صحية، استشر طبيبك، تناول أدويتك، تحرك، تغذى طبيعيا و عليك بالصوم.
ربي يشفيك.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6142
منظنش