زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

نحن الأفارقة.. وفرنسا العريانة

فيسبوك القراءة من المصدر
نحن الأفارقة.. وفرنسا العريانة ح.م

هل كان على الجزائريين والأفارقة انتظار أزمة كورونا وتصريحات أطباء فرنسيين بشأن إجراء تجارب لقاح مضاد لفيروس كورونا أولا على الأفارقة، لاكتشاف هذا الجزء القبيح من العقل الفرنسي المتخم بالكولونيالية وبازدراء الآخر والتفوق العرقي الذي يضع الافريقي في مصف أدنى من الرجل الغربي النبيل؟!

في الجزائر أيضا، تركت فرنسا تاريخا أسودا من التجارب الطبية والعلمية والعسكرية على الأرض والإنسان، مازالت الصور توثق كيف ربطت فرنسا الاستعمارية في رقان بصحراء الجزائر، عشرات الأهالي على أعمدة لقياس مدى تأثر الإنسان بتفجير القنابل النووية، بل إن ضحايا هذه التجارب مازالوا يولدون حتى الآن مشوهين بسبب الفضلات النووية..

قبل الطبيبين، رئيس قسم العناية المركزة فى مستشفى بباريس جان بول ميرا، ورئيس قسم الأبحاث فى مجموعة “أنسرم” الطبية كاميل لوكت، كان طبيب نابليون جورج كوليي، وقبل الأفارقة المراد تجريب اللقاحات عليهم، كانت “سارة برتمان”، وسارة هذه سيدة من قبيلة إفريقية اقتلعت من قبيلتها ونقلت إلى باريس لتكون محل بحوث حول شكل الانسان الإفريقي، كانت تُعرض في السيرك للجمهور، قبل أن ينتزع طبيب نابيلون مخها وأعضاء من جسدها لاجراء البحوث، حُنط جسدها لوضعه في متحف بشري، وفي عام 2002 انتزع الزعيم نيلسون مانديلا من الفرنسيين جسد “سارة برتمان انتزاعا” ونقلت لتدفن في موطن قبيلتها في جنوب إفريقيا.

يوجد في باريس نفسها متحف “الإنسان”، معرضا يجسد سادية المستعمر ودناءة رصيده الأخلاقي، يتيح للجمهور جماجم لقادة ومقاومين جزائريين، وهياكل وجماجم حقيقية لأشخاص من كل البلدان والقارات التي كان لفرنسا فيها موطأ قدم وماضي كولونيالي، فقد كان إنسان مناطق متعددة من إفريقيا وآسيا محل تجارب طبية للأدوية وتجارب بيولوجية وبحوث أركيولوجية.

في الجزائر أيضا، تركت فرنسا تاريخا أسودا من التجارب الطبية والعلمية والعسكرية على الأرض والإنسان، مازالت الصور توثق كيف ربطت فرنسا الاستعمارية في رقان بصحراء الجزائر، عشرات الأهالي على أعمدة لقياس مدى تأثر الإنسان بتفجير القنابل النووية، بل إن ضحايا هذه التجارب مازالوا يولدون حتى الآن مشوهين بسبب الفضلات النووية.

فيض من غيض هذا، ومشكلة قطاع من النخب الفرنسية العلمية والسياسية والاقتصادية، والإعلامية حتى، أنها لم تتجرع بعد الهزيمة الثانية للفكر الكولنيالي بعد هزيمته على الأرض (الاستقلال) وفراغ رصيده من القيم الواهمة، لا تريد هذه النخب أن تستوعب بعد حجم التغيرات الايجابية الحاصلة في المجتمعات الإفريقية، وخاصة تلك التي يتصاعد فيها الفكر المحلي المناهض للماضوية الاستعمارية، وفي الدول التي بدأت تتسلم زمام أمورها بأدواتها المحلية وتطارد أدوات الكولونيالية الجديدة، مثل الجزائر وتونس ورواندا وغيرها.

تجد هذه النخب الفاشية التي تريد أن تمدد في الزمن الاستعماري ساعة أخرى، في جزء من الإعلام الفرنسي نوافذ مشرعة تلقي منها أفكارها الفاسدة، وتتعرى من خلالها فرنسا الأخرى التي تقيم مجدها على أنقاض الملايين من الضحايا الأفارقة، ونورها من ظلماء أوضاعهم، يجدر تذكير هذا النوع من النخب الفرنسية بهذا القبح دائما وبعارها التاريخي وعريها الأبدي، فهم يكرهون ذلك، كما يكرهون تذكيرهم أنه لولا المجندين من شعوب المستعمرات والحلفاء لكانت اللغة الألمانية سائدة الآن (احتلال هتلر لباريس عام 1940).

حتى لا يسقط أي استقراء في التعميم، كان دائما هناك إعلام فرنسي مناهض للكولونيالية، ونخب مناهضة أيضا لها مواقف مشرفة، سواء اتجاه الجزائر أو اتجاه القضايا الإفريقية والتحررية في العالم، يحظون بالتقدير وأفردت لهم ساحات بأسمائهم في هذه البلدان..

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.