لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي سوى أداة لنشر الكراهية والعداوة بين أبناء الوطن الواحد..
صحيح لا يمكننا نكران أن الاختلاف في الرؤى والأفكار ووجهات النظر أمر طبيعي إلا أن قواعد الديمقراطية تلزمنا احترام بعضنا البعض دون التوجه إلى القذف، الشتم، التجريح والعمل على نشر الفتنة وإيقاظها بين من اختار مساندة الانتخابات والحل الدستوري وبين من اختار مواصلة الحراك، فلا يحق لأي من الطرفين التهجم على الآخر، لكننا للأسف صدمنا بالكلمات الجارحة التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، من “زواف” و”لحاسين الرونجارس” وغيرها من المصطلحات الغريبة التي تشعرنا بالغثيان والتقزز.
إلى جانب كل هذا، لا ننسى صفحات الفتن التي تنشط من وراء البحار من أجل إذكاء نار العداوة والبغضاء ونشر ثقافة الكذب والتشكيك، ووتيرة هذا العنف اللفظي الذي تطبعه التعاليق والكلمات النابية يندى لها الجبين لدرجة أن هذا الاختلاف صار يتسبب في الشجار حتى بين الأصدقاء وأفراد العائلة الواحدة..
وفي هذا الصدد شبه أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بأن هذا الصراع صار يجعل التهجم على منشورات بعضهم البعض كالكلاب المسعورة دون أي أدنى احترام، كما جعل الكثيرين يفتحون صفحات خاصة إلى جانب صفحاتهم الرسمية يخصصونها لوضع المنشورات للاستفزاز المتبادل وهو ما ينشر ثقافة الكره وعدم تقبل الآخر، في حين أننا شعب ما يفرقنا لا يشكل ولو واحد بالمائة مما يجمعنا، نحمد الله فنحن في وطن لا يحمل في أحشائه صراعات طائفية ولا عرقية وتاريخنا حافل بالانتصارات من محاربة الاستعمار الفرنسي إلى غاية خروجنا أقوياء وغالبين من العشرية السوداء والتي تعد معجزة إن قارناها بتجارب دول كثيرة عبر العالم.
وعلى هذا الأساس، إطفاء نار الفتنة لن يتأتى إلا بالاستماع إلى الصوت الرشيد، أليس فينا من يأخذ موقف الحياد لوهلة ويضع الجزائر فوق كل اعتبار، ومصلحة وطننا وشعبنا في الاستقرار أولا والاتحاد ثانيا، فانكسارنا سيكون بتفرقنا وذهاب ريحنا، لذا فمن خلال هذا المنبر يجب على أصحاب العقول الرصينة أن تقوم بحملة تهدئة ونشر الوعي من خلال فتح صفحات ترقية ثقافة الوطنية والأخوة ووقف الشتم والقذف والتجريح، فلا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي وثقافة الكره والغضب تنتشر كالنار في الهشيم دون العمل على إطفائها ولو من خلال الكلمة الطيبة والدعوة إلى التعقل، ليس لنا إلا بعضنا وليس لنا وطن غير الجزائر يأوينا..
اللهم احفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل هذا البلد آمنا مستقرا آمين يا رب العالمين..
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.