نشرت إحدى الصحف الوطنية بحر الأسبوع المنصرم أن أحد الوزراء عمد في المدة الأخيرة على زيارة قبر المرحومة والدة رئيس الجمهورية كل يوم، وعند خروجه من المقبرة يتكرم على الشرطي المكلف بحراسة المقبرة بورقة حمراء من فئة ألف دينار، موصيا إياه أن يبلغهم "أي أهل الحل والعقد" بأنه مر من هنا لزيارة المرحومة، لكن مع الإعلان عن التشكيلة الحكومية جتى خرج منها بخفي حنين، وخيبة أمل تضاهي خيبة أمل شحاتة وأبناء المخلوع مبارك بعد مباراة أم درمان.
“يرحم باباكم” رجل يطلب البقاء في منصبه كوزير بزيارة قبر أحد أعز الأشخاص إلى الذي يملك صلاحية التولية والعزل، هل فكر فيما يعمر به قبره هو لاسيما إذا صدق حدسي في هذا الشخص الذي “طربق قطاعه” وأغرقه في الوعود الكاذبة، في الوقت الذي يطلبون من المواطنين التشبث بالحياة وهم موتى، ثم يروجون بأن التوسل بالأولياء والصالحين بدعة منكرة فيها مظنة الشرك بالله عز وجل، ثم هم يتوسلون بالأموات للتقرب من الأحياء.. “خالوظة” تفقد الإنسان لبه في بلاد الجزائر العجيبة.
المهم في الحكاية وما فيها إذا صدقت الرواية أن الشرطي أدى دوره على أحسن حال، وأبلغ “أهل الحل والعقد” بإيمان وتقوى وورع وخشوع هذا الوزير -سابقا- الذي أراد شراء منصب وزير في حكومة سلال بألف دينار يوميا، وفهم الرئيس أن المعني متعلق بالآخرة وزاهد في الدنيا مطبقا الأثر الوارد في المسألة من الحث على زيارة القبور لأنها تذكرنا الآخرة، وبالتالي انقلب السحر على الساحر، فمنحه لقب وزير سابق، لعل هذه الخطوة من الرئيس تعجل الخطى بالرجل لشراء مسبحة وبناء زاوية يعطرها بالبخور و”الجاوي”، ويتذكر بعدها الآخرة على مدار الساعة، والعاقبة لمن تيقى من وزراء المقابر والأضرحة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 4374
الأستاذ عبد الرحمن / ضف لقاموسك ،الوزير ، الذي تحكي عليه، أجرت معه منذ خمس سنوات قناةأجنبية حديثاً(لم يعرض الحديث)لسبب بسيط ،أن الصحفي الذي استجوب الوزير، وهو جزائري ،أصيب بخيبة أمل لردالوزير على بعض الاسئلة ، تتعلق بنسبه وأصوله(…)فالوزير الذي تحكي عليه والمكنى في محيط زملائه من الوزراء بـ” مسيلمةالكذاب ” وتقال له دون إي إحراج له، المهم البقاء في المنصب ؟
تعليق 4378
هذا الوزير –سابقا- يا عبد الرحمن دخل الحكومة بفضل صاحبة ذلك القبر، فيحكى أنه كان يكرمها كثيرا “باللبن والرايب والدهان” وكان يقدم لها كل أنواع شخشوخة البساكرة، فكان منها أن نصحت الرئيس بأن يرد عليه كرمه ذلك بأحسن منه، فنصبه وزيرا على عدد من القطاعات –وكأن الجزائر ملكية خاصة- ولهذا السبب زار هذا الشخص قبر من نصبته وزيرا لعل الذي يملك صلاحية التولية والعزل يتذكر ما سبق فيستمر في منصبه …
اف لبلد ينصب فيها الوزراء بهكذا شكل …
تعليق 4379
أخي عبد الرحمن تحياتي لك
من المسؤول عن هذا الهراء : اقرب طريق للوزارة هو زيارة قبر أم الرئيس ….؟؟؟، في الحقيقة أنا لا ألوم الوزير بقدر ما ألوم الرئيس الذي ساهم في ارساء هذا المنطق العجيب ، فلو كان معيار الاستوزار هو الكفاءة و القدرة على خدمة المواطنين لوّفر صاحبنا الوزير الألف دينار في جيبه وحسن أوضاع القطاع الذي يسيره بدلا من أن يزور قبر أم الرئيس ويعطي الشرطي الألف دينار ، وبما أن الرئيس أرسى قاعدة الولاء والانتماء في تولية المناصب السياسية فانتظر العجب العجاب ، فالرئيس هو الذي عوّدهم على ذلك فقد وجدوه يتأثر بالتملق والتزلف فيعاملونه حسب مزاجه
ربما لو كان للرئيس كلب لتسابق أمثال هؤلاء لتدليله وتشاجروا من اجل تفسيحه وإخراجه للنزهة من اجل طلب رضا الرئيس… “إذا كان بوتفليقة للدف ضاربا فلا تلومن الوزراء إذا رقصوا”
تعليق 4380
يقولون رزق الهبل على المجانيين و ذاك الشّرطي ” المهبول المحظوظ ” جنى من ” جنون ” الوزير الذي كان معلّقا ما بين لقب إمّا سابق أو باق.
فقط أردتُ أن أعرف كم دامت العملية حتى أحسب غنيمة الشّرطي..ليس حسدا بل كي أبارك له حراسته للأموات التي درّت عليه مبلغا يقف ما بين الآخرة و الدّنيا..
تعليق 4382
رئيس الجمهورية يعلم ان المسؤولية تشريف وليس تكليف لأن المكلف يسأل (بضم الياء )على ما قدم وما اخر لذلك عمد الى معاقبة هذا الوزير ليكف المرحومة شر دموع التماسيح ودعاء من لا وضوء له