يتطاول اليوم أنذل وأرذل الناس على سيد الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء المرسلين عليه الصلاة والسلام، ويسعون للقدح في دين الحق الذي ملأ نوره الكون أمنا وسلاما.
هذا الدين الذي حمل همه خيرة الصحب ومن تبعهم رضوان الله عليهم ومضوا يطلبون الكفار في عقر ديارهم حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية أو يكون مصيرهم الهلاك وهذه هي الفتوحات الإسلامية التي أوصلت التوحيد لأرض فرنسا، وبنت حضارة مازالت آثارها شاهدة لحد اليوم عكس ما خلفه الاستعمار الصليبي من دمار وحرق وسلب ونهب متواصل لحد الساعة.
سار المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حاملين رسالة الإسلام بهدف نشر دين الله وتبليغ شرعه واهتداء الناس ونشر العدالة والسلام، لقد قدموا أرواحهم وأموالهم لهدم أسوار الطغيان والجور التي يبنيها الظلمة لحرمان الشعوب من حريتهم.
لم يشهد العالم بأسره تطورا وعدالة مثلما حدث في عهد الفتح الإسلامي حيث نال كل ذي حق حقه، وقد حكم للكافر على المسلم لو كان صاحب مظلمة، وأنصف المحكوم على الحاكم من غير محاباة ولا تزكية.
أريج تاريخ عريق مازال يعانق سماء الأندلس، وبشموخ ينثر صفحات المجد والعظمة المنحونة على جدران العمائر العتيقة من زمن الفاتحين العظماء.
بين قباب المساجد ومآذنها تتهادى روح التوحيد بعز، وفي زوايا القصور الفخمة تسكن ذكرى الأبطال، ومن الحدائق الغناء ينبعث شذى عطر النصر والكرامة، وفي تحد للزمن تعود الذكرى طيعة على وقع حوافر الخيول العربية الأصيلة التي وطئت ضفاف نهر الدردون (الجارون)، ومن يومها والإسلام حاضر في فرنسا.
مهما اختلف الأمكنة وتباينت الأسماء من تور و بواتييه أو قرطبة وإشبيلية، مجريط أو الزهراء يظل مجد التاريخ خالدا وجمالية الآثار وصمودها شاهدا على أن الحضارة بكل مقاييسها وعلى مختلف المستويات قد عمرت طويلا هنا، بدءا بالقائد طارق بن زياد -طيب الله ثراه- وصولا إلى القائد عبد الرحمن الغافقي –أكرم الله مثواه- إنهم الرجال الذين كانوا سيزحفون بجيش أوله في مكة وآخره في فرنسا لو كانوا على قيد الحياة وسمعوا بالإساءة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فشتان بين ما زرعه المسلمون في فتوحاتهم التاريخية وما اقتلعه الصليبيون أثناء استعمارهم العسكري، فالإسلام سعى لنشر نور الهداية والضالون استماتوا ليطفئوا هذا النور..
هذا النبي العظيم عليه الصلاة والسلام الذي نهى عن قتل شيخ أو طفل أو امرأة إلا من كان محاربا، وحذر من قطع شجرة، يساء إليه من قبل سدنة الاستعمار الفرنسي.
جاؤوا غزاة محتلين طلبا لاستعباد الشعوب وتجهيلها عن طريق نشر الأباطيل وعقيدة الصلبان، طمعا في الاستيطان ونهب الثروات، أحرقوا الأراضي وأبادوا العوائل، روعوا الآمنين، وتمادوا في حمل الرؤوس وعرضها في المتاحف.
نعم هذه هي جرائم الحملات الصليبية مازالت شاهدة لحد اليوم فصحراء الجزائر تحتضن لحد الساعة آثار التجارب النووية، وذاكرة الأحرار تحمل كل فعل شنيع مارسته قواتها العسكرية.
فشتان بين ما زرعه المسلمون في فتوحاتهم التاريخية وما اقتلعه الصليبيون أثناء استعمارهم العسكري، فالإسلام سعى لنشر نور الهداية والضالون استماتوا ليطفئوا هذا النور ولكن الله تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون﴾، الآية32/ سورة التوبة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.