زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ما بعد الشيخ نحناح

ما بعد الشيخ نحناح

ككل سنة من شهر جوان يعود ورثة الشيخ نحناح لتذّكره والحديث عن فضائله ومناقبه وليس من عادتي التطفل بالكتابة في هذا المجال ولكن ما دفعني لذلك هذه السنة جملة من المشاهدات أردت أن أدوّنها لرمزيتها وأهميتها.

أما الأولى فكانت في التجمع السنوي لمسلمي فرنسا الذي ينعقد كل سنة في قصر المعارض بمنطقة البورجيه بباريس، هذا الحدث الذي  يحضره الآلاف من المسلمين من فرنسا وخارجها ويشهد حضور العشرات من العلماء ورجال الفكر ومسؤولي العمل الإسلامي، عرف حضور كل من الشيخ راشد الغنوشي الذي كان من الممنوعين من دخول التراب الفرنسي ولكن رياح التغيير الذي حملته الانتفاضات الشعبية جعلت السلطات الفرنسية تمنحه التأشيرة كما حضر أيضا من تونس الشيخ عبد الفتاح مورو وألقى كل منهما مداخلة حول موضوع المؤتمر وكما جرت عليه العادة في هذه المناسبة وفي حفل الاختتام  يطلب المشرفون من كل المدعوين والمحاضرين الصعود إلى المنصة وفي صورة جميلة وأمام الآلاف من الحضور صعد الشيخ راشد الغنوشي مع الشيخ عبد الفتاح مورو المنصة اليد في اليد وهما يتعانقان كرمزية  للتعامل الإيجابي مع الاختلاف في الرؤى والتصور وكانت صورة بالفعل طيبة وبإخراج جميل.

الذي دفعني لسرد هذا المثال أنه في نفس المؤتمر أيضا دعي أبو جرة سلطاني رئيس حمس وكذلك نائب رئيس الدعوة والتغيير عبد المجيد مناصرة وحضر كل منهما مرفوقا بوفد.
جمعهما المؤتمر وجمعتهما قاعة الضيوف وقاعة المحاضرات ومختلف أجنحة  المؤتمر ولكن كل في خطه  دون لقاء أو التقاء بل بالعكس لاحظ الجميع هذه الصورة السلبية كما صورها لي أحد الإخوة التونسيين رئيس مؤسسة إسلامية الذي قال لي بالحرف “إنه من الأحسن أن لا يأتوا لهذا المؤتمر إن كان حضورهم يعطي عنهم هذه الصورة”.

هذا الأخ التونسي كان يحدثني وهو يتذكر بالطبع كيف كان الشيخ محفوظ نحناح يشارك في هذا المؤتمر والهالة التي تحيط حضوره ومشاركته.

 شفع لهذه الصورة لقطة ولفتة طيبة التقطتها وهي تجمع وبدون سابق موعد وعلى نفس طاولة العشاء كل من السيد إبراهيم خوجة نائب بالمجلس الشعبي الوطني وهو من مجموعة التغيير وصالح نور مسؤول التربية والتكوين في حمس أنهيا طعام العشاء معا وأتّما الحديث لوحدهما على الهامش في صورة جميلة.

تمنيت لو كانت معي آلة تصوير لأخّلد هذه اللقطة وأرسلها لجميع أبناء الحركة ولأقول لهم بأنه مهما علا الاختلاف فعلينا أن لا نقطع حبل الود وأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا وأن الاختلاف الحاصل ما هو إلا سحابة صيف قد تدوم لبعض الوقت وقد تمتد لبعض السنوات وحتما سيعود العمل لسابق عهده فكيف نضحي إذن بسنوات من العمل المشترك والبناء المتين نتيجة اختلاف عهدة أو عهدتين أو تصرف شخص أو شخصين.

بعضنا يدفع باتجاه العودة إلى المسار الطبيعي للحركة التي تجمع كل أبنائها على فكرة مشتركة ورؤية واضحة  أصيلة في مبادئها مرنة في آلياتها ولكن بعضنا من المتحزبين وللأسف يدفعون في طريق آخر تحت غطاء عناوين يعتبرونها مقدسة كالشرعية واحترام المؤسسات وتصحيح الانحراف.
يعلمون قبل غيرهم من يظنون بأن الأزمة وراءنا وأننا خرجنا منها أقوياء بأن مثل هذا الكلام الاستهلاكي غير مسؤول وهو خطاب من يحسب حساب العهدات والمغانم والمكاسب الحزبية والحقيقة غير ذلك فالكثير من الإخوة التزموا الصمت ولكنه صمت الغضب الهادئ وليس صمت الرضا بما يجري فهناك من صمت إتقاء لتبعات إبداء الاعتراض حتى لا يحسب على الآخر وهناك من سكت طمعا في رضى من لهم شوكة.

عرف الناس أبناء الحركة (بشقيها) كحملة فكر وسلوك وليس أسارى هياكل وأجهزة، فالحركة غيّرت على مرّ تاريخها هياكلها ومؤسساتها وطرق عملها ولن تعجز عن ذلك متى استدعى الأمر التعديل والتقويم من أجل الـتأقلم مع المرحلة.

هي دعوة في هذه الأيام من الذكرى الثامنة لوفاة الشيخ الرئيس لنعود لأنفسنا ونكسر قيود هذه العبودية لهذه العناوين فالتغيرات القائمة والقادمة تفرض علينا تحديات كبرى تصعب على هذه الهياكل مجتمعة فما بالك بها متفرقة.
فالزمن تغير والفرصة حانت للانتقال نقلة نوعية لاستبدال المواقع والحضور الإستراتيجي في إعادة بناء الوطن داخليا والانطلاق لإعادة الدور الإقليمي في إطار تحالفات جهوية بدأت معالمها تتضح بين مشاريع متنوعة عربية وتركية وإيرانية وصهيونية وأمريكية.
فربيع الثورات ليس موجها للحكومات والأنظمة فقط بل هو أيضا إشارة لمجموع الفاعلين السياسيين أن تجدّدوا أو تبدّدوا..


باريس يوم: 19 جوان 2011

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

21 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 2292

    حكيم

    للأسف أن أبناء الحركة لم يستطيعو أن يؤسسوا لمؤسسات تستطيع أن تمنع من الزلل و الخطأ
    مؤسسات تجمع و لا تفرق

    • 3
  • تعليق 2293

    في ذكرى التأسيس والمؤسس : قراءة التاريخ وفأل المستقبل.

    بقلم الدكتور عبد الرزاق مقري

    لم يكن تأسيس حركة المجتمع الإسلامي في آخر شهر ماي من سنة 1991 سوى الإعلان عن مرحلة جديدة لنضال الشيخ محفوظ نحناح والأعضاء المؤسسين الذين قُدمت أسماؤهم لوزارة الداخلية ومن يمثلونهم في مختلف ولايات الوطن. لقد كانت هذه الخطوة خطوة أساسية بكل تأكيد إذ سمحت بالخروج للحالة الأصلية للدعوة الإسلامية وهي العلنية والشرعية القانونية غير أن الانتقال لهذه المرحلة ما كان له أن يكون لو لم تسبقه نضالات كبيرة وتضحيات جسيمة لأكثر من عشرين سنة سبقت التأسيس القانوني

    لقد كان الشيخ محفوظ ورفيقه الشيخ بوسليماني رحمهما الله من الوجوه الدعوية البارزة التي عايشت محاولات استئناف العمل الإصلاحي مباشرة بعد رحيل الاستعمار الفرنسي في إطار جمعية القيم الإسلامية على يد ثلة من العلماء والدعاة من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وغيرهم أمثال الشيخ الهاشمي التجاني والشيخ عبد اللطيف سلطاني والشيخ سحنون والشيخ العرباوي وغيرهم، كما شاركا واستفادا من الحركية الفكرية التي بعثها الأستاذ مالك بن النبي في أوساط النخب المثقفة، كما انتفعا رحمهما الله من الرموز الثورية التي كان لا يزال عطاؤها أصيلا ومتواصلا كأمثال المجاهد محفوظي معلم الشيخ وأستاذه.

    لقد كانت الجزائر عامرة في بداية الاستقلال بشخصيات كبيرة ونخب متميزة في مختلف المجالات السياسية والفكرية والعلمية والدعوية والفنية والأدبية التي صقلتها التجربة الفذة للحركة الوطنية قبل الثورة والتحديات الخارقة لحرب التحرير وكان بإمكان هذه الشخصيات أن تشكل حولها طبقة قيادية متنوعة تقود المجتمع نحو النهضة والتطور في جو تعددي سلمي وآمن. غير أن هذه الفرصة بددتها سياسة القمع السياسي والنظرة الأحادية التي فُرضت على الجزائر مباشرة بعد الاستقلال إذ أُجهضت كل مبادرات استئناف الإصلاح وأُغلقت أفواه المفكرين والدعاة ولوحق السياسيون ففُرضت الإقامة الجبرية على عدد من العلماء والدعاة وعلى رأسهم الشيخ البشير الإبراهيمي الذي توفي في منفاه واغتيل عدد من السياسيين وقادة الثورة الكبار كأمثال كريم بلقاسم وخيضر وشعباني وغيرهم وفُرضت سياسة الحزب الواحد والنمط الاشتراكي العلماني وأطلق العنان في أوساط الطلبة والشباب للأفكار المصادمة لقيم الجزائر وإرث الثورة.

    أمام هذا الانقلاب تحولت مجهودات الإصلاح إلى حركات إسلامية معارضة لنظام الحكم انطلق أغلبها من الجامعات برز من خلالها عدد من الشباب كان من بينهم الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله الذي اتجه في بداية مشواره الدعوي والسياسي اتجاها راديكاليا حيث عُرف بخطبه وبياناته النارية ومواقفه الجذرية واقترابه الشديد من بعض رموز المعارضة السياسية ضمن تنظيم سمي جماعة الموحدين وقد أدى به هذا الاتجاه إلى القيام بحركة احتجاجية صارمة ضد الثورة الزراعية ونهج الميثاق الوطني الاشتراكي البومديني سميت بقضية ” قطع أعمدت الهاتف” التي في إثرها ألقي عليه القبض وحكم عليه بخمسة عشر سنة سجنا قضى منها خمس سنوات من سنة 1976 إلى 1981.

    الشيخ نحناح في رعيان شبابهلقد كانت فترة السجن فرصة كبيرة للشيخ محفوظ للتأمل الفكري في النهج الذي يجب اتجاهه في مواجهة نظام مستبد أدار ظهره لعهد الشهداء ومواثيق المجاهدين وأذاق معارضيه مختلف ألوان الإقصاء والتصفية والتعذيب، وحينما أُفرج عليه اتجه الشيخ محفوظ نحناح اتجاها آخر في أسلوبه الدعوي والسياسي إذ صار يبتعد عن كل دواعي التوترات وأسباب الصدام مع نظام الحكم، وقد دفعه إلى هذا النهج الجديد بالإضافة إلى تأملات السجن استفادته من التطورات الفكرية التي وقعت في جماعة الإخوان المسلمين تحت تأثير مرشدها الثالث عمر التلمساني في اتجاه الحوار مع الحكام والصبر على آذاهم وقد كان فضيلة الشيخ رحمه الله على اتصال بجماعة الإخوان قبل دخوله السجن ثم تعمقت علاقته بهم بشكل أفضل بعده، وعلاوة على هذه التأثيرات الفكرية ساهم جو الانفتاح الذي سلكه الرئيس الجديد الشادلي بن جديد في ترسيخ هذه القناعة.

    وبالفعل بعد بداية صدامية بين نظام الحكم والحركة الإسلامية عبر عنها التجمع التاريخي في الجامعة المركزية سنة 1982 اتجهت الحركة الإسلامية في مجملها اتجاها معتدلا سوى استثناء جماعة بويعلي المسلحة سنة 1985 التي تبرأ منها كل الدعاة فاستفادت الحركة الإسلامية من مساحة واسعة للحرية استغلتها أحسن استغلال لنقل الدعوة الإسلامية إلى كل القرى والمدن في مختلف أنحاء الوطن وقد كان للشيخ محفوظ نحناح في آخر عهد الثمانينيات الحظ الأوفر في هذا الانتشار بالرغم من أنه لم يكن يمثل الطرف الأقوى في الساحة الإسلامية عند خروجه من السجن سنة 1981، فقد التحقت به كثير من المجموعات الإسلامية من مختلف جهات الوطن كانت قد شكلت نفسها على هدي كتب جماعة الإخوان المسلمين وتأثرًا بالبلاء الذي أصاب رجالها في سبيل دعوتهم وقناعةً بالشخصية السمحة المرحة للشيخ محفوظ وبلاغته وسمته لا سيما أنه لم يكن طرفا في الصراعات التي وقعت بين بعض الجماعات الإسلامية والتي كان ينفر منها كثير من شباب الصحوة.

    لقد كان هذا المجهود الدعوي ينطلق من تنظيم سري هرمي يتفرع من المكتب القطري إلى جهات ثم إلى المناطق فالنواحي وانتهى هذا التطور الدعوي إلى تنظيم أول مؤتمر تنظيمي سنة 1989 سمي المؤتمر التمهيدي.

    وبالموازاة مع الانتشار الدعوي انخرطت الحركات الإسلامية بقوة في معركة الهوية ضد التيارات التغريبية اليسارية والعرقية التي استطاعت أن تتوغل في مختلف مفاصل الحكم وكان لها امتداداتها الواسعة في المنظمات الطلابية والعمالية والنسوية ولم يتنه عقد الثمانينيات حتى انهزمت تلك التيارات انهزاما كاسحا وقد ساعد على هزيمتها الحسم الفكري والثقافي الذي قام به مفجرو الثورة التحريرية الكبرى من خلال بيان أول نوفمبر الذي حدد بشكل إبداعي طبيعة الدولة التي جاهدوا لتحقيقها ( دولة ديموقراطية شعبية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية) وكذا وجود تيار وطني فاعل داخل نظام الحكم بقي وفيا لروح هذا البيان وجد نفسه متحالفا تحالفا موضوعيا مع الصحوة الإسلامية وأبلى بلاء حسنا في التمكين لمطالب التعريب وأصالة المنظومة التربوية وإسلامية المنظومة الأسرية.

    تميز الشيخ محفوظ على أقرانه من الدعاة في تلك المرحلة بفهم البعد الاستراتيجي للعلاقة مع هؤلاء الرجال الوطنيين داخل النظام وقد ساعده هذا الإدراك على حسن إدارة الصراع الذي نشب في مرحلة التسعينيات.

    لقد سبق محنة التسعينيات إرهاصات كبيرة كان أبرزها أحداث 05 أكتوبر 1988، وقد كانت تلك الأحداث فرصة كبيرة لتصحيح الخطأ الذي وقع بعد الاستقلال حيث أدى تراكم الإخفاقات والانحرافات إلى تصاعد موجات الرفض الشعبي لنظام الحكم و إلى تنامي الفساد والصراعات في داخله حتى إذا اشتدت الأزمة الاقتصادية بسبب انهيار أسعار النفط واتسعت الفروق الاجتماعية وقع الانفلات وخرج الشباب للشوارع يهتفون بالحقوق والتغيير وإنهاء الفساد في مشاهد متطابقة تمام التطابق مع ما يحدث اليوم في الساحات العربية، وقد أثمرت تلك الاحتجاجات إصلاحات دستورية غير مسبوقة في الوطن العربي، وتعددية سياسية حقيقية وانفتاحا إعلاميا واسعا.

    ولو توفّر للجزائر آنذاك نخبة حاكمة صالحة وطبقة قيادية إسلامية مقتدرة لكانت الجزائر اليوم على حال أفضل من الحال الذي هي عليه. ولعل قلة الخبرة لدى الإسلاميين وعجز الحركة الإسلامية في تأطير قُواها وتسديد أدائها بسبب تشتتها وقلة الحوار بينها ورفضها لمشاريع وحدة الصف التي سعى لها بعض الخيرين في منتصف الثمانينيات ثم في بداية التسعينيات سبب رئيسي من أسباب ضياع هذه الفرصة وسيتحدث التاريخ مستقبلا عن ذلك المجد الضائع وتفاصيل قصته.

    كانت تنظيمات الاعتدال والوسطية هي الغالبة في الحركة الإسلامية قبل التعددية وكان حولها تيار واسع من المتعاطفين مع الحل الإسلامي بالإضافة إلى أتباع جماعة التبليغ الذين كان لهم انتشار بارز، وأتباع الاتجاه السلفي الذي لم يكن له وجود معتبر آنذاك سوى حيوية ونشاط أحد أبرز وجوهه علي بلحاج، وكثير من الدعاة المستقلين من أبرزهم عباسي مدني.

    لم يكن هناك شيء يجمع هاذين الرجلين سوى تشدد موقفهم وخطابهم من نظام الحكم وموقفهم المعارض للحركات الإسلامية المُنظَّمة كما لم يكن لهاذين الرجلين شيء يخافان عليه إذا ما أقدما على أي موقف سياسي جريء فسارعا إلى تأسيس حزب سياسي إسلامي ملكا به الأغلبية الساحقة للتيارات الشعبية المتعاطفة مع الإسلاميين والغاضبة على نظام الحكم، ساعدهم في ذلك السبق الحزبي والخطاب المتشدد في زمن بلغ فيه الاحتقان أوجه. كان الشيخ محفوظ كغيره من أصحاب التنظيمات الإسلامية العريقة متوجسا من الانفتاح السياسي خائفا من مزالقه على مكاسب الدعوة فبادر إلى تأسيس جمعية ثقافية دعوية هي جمعية الإرشاد والإصلاح سنة 1989 وحينما رأى بأن لا صوت يُسمع غير صوت السياسة وأن الحاجة إلى التميز صارت ضرورية وحيوية أسس حركة المجتمع الإسلامي.

    أدرك الشيخ محفوظ نحناح مبكرا بأن الثنائية القطبية التي فُرضت على المجتمع الجزائري بين جبهة الإنقاذ والنظام والتصعيد المتنامي بينهما سيؤدي لا محالة إلى انزلاقات كبيرة، وبالفعل ألغيت الانتخابات التشريعية، وحُل الحزب الفائز واتهمه خصومه بأنه يريد أن ينقلب على الديموقراطية بعد نجاحه، وانحرفت الجزائر إلى أتون العنف ودخلت في دواهي الصدام الدموي، وطفت على سطح المشهد السياسي أولويات جديدة غاب معها التفكير في المصلحة الحزبية والطموحات السياسية وحتى طموح التمكين للبرنامج والمنهج الإسلامي. لقد شعر الشيخ محفوظ نحناح بأن ثمة مخاطر استراتيجية وتحديات بنيوية لا بد من مواجهتها ولو على حساب الحركة بل ولو على حساب النفس ذاتها، لقد صار الخطر يهدد ما هو أعلى من النفس وما هو أعلى من الحركة، لقد صار البلد كله في خطر ومؤسسات الدولة على شفا حفرة وصارت صورة الإسلام في مهب الريح ومشروعه إلى تهالك مفني وأهل المشروع على خطر عظيم.

    أظهر تقييم الوضع للشيخ محفوظ ومن معه بأن انهيار الوحدة الوطنية خطر لا جدال فيه فظهر في قاموسه السياسي عبارات تحذر من ذلك كحديثه عن “الصوملة” و”اللبننة” و”الروندة” ورأى بأن السبيل الوحيد لدفع هذا الخطر هو الحوار بين جميع الأطراف مهما تناقضت اتجاهاتُهم فبادرت الحركة ومن قبلها جمعية الإصلاح والإرشاد إلى إنشاء ودعم كثير من محاولات اللقاء بين مختلف الأحزاب والتيارات مثل مبادرة التحالف الوطني الإسلامي ومبادرة التحالف الجمهوري الإسلامي (تاج)، ومجموعة السبعة ومجموعة السبعة + 1، ومبادرة السلام ومبادرة الجدار الوطني ومبادرة الصلح وفكرة المصالحة الوطنية، وغير ذلك من المبادرات الكثيرة المتنوعة.

    لم يكن هذا التوجه المرفوض عند الكثيرين في ذلك الوقت عديم التأصيل فحينما كان الشيخ يستفز العقول الرافضة للتعامل مع العلمانيين والفاسدين بقوله ” أتحاور حتى مع الشيطان” كان يرمز إلى أن الله تعالى الذي خلق إبليس بنفسه تحاور معه وهو يعلم بأنه من أهل النار وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أدرج في الصحيفة بندا ينص على التناصر بين المسلمين وبين اليهود من أجل الوطن ” وبينهم النصر على من داهم يثرب”.

    ومما كان يشغل الحركة ورجالها هو التفاف التيار العلماني المنهزم شعبيا على الوضع مستغلا وجوده في مفاصل الدولة وبعض معاقل المجتمع المدني لمحاربة الإسلام باسم محاربة الإرهاب والاعتداء على المتدينين وشملهم جميعا في سلة واحدة مع المتشددين وحملة السلاح، مثلما حاول فعل ذلك أحد رؤساء الحكومات السابقين من خلال استراتيجية ” نقل الرعب إلى الطرف الآخر” التي اشتهر بها والتي يقصد بها جميع الإسلاميين حيث أنه لا يزال إلى اليوم يقول لا فرق بين الإسلاميين وأن المعتدلين منهم أخطر من المتشددين.

    أمام هذا الكيد العظيم خطت الحركة استراتيجية مضادة مشهورة في قاموسها السياسي اسمها ” التميُّز” وهي عنوان لتطوير شامل للفكر الإسلامي ظهرت آثاره في الخطاب والسلوك وحتى الهندام لدى جميع أبناء الحركة في كل ربوع الوطن من مرتفعات العاصمة بالمرادية إلى أبعد الأحياء في الصحاري والقرى والمداشر.

    حرص الخطاب على إدانة العنف والبراءة منه ولو كان باسم الدين وكانت الحجج المعتمدة تقليدية أحيانا تعتمد على النص والأثر ولكنها كانت أحيانا أخرى استفزازية يقصد بها رسم الحدود الفكرية بكل صرامة مثل عبارة ” شاقوريصت” و ” خنجاريست” التي صدمت الكثير، و كان المقصود كذلك من الخطاب المتميز إظهار رحمة الإسلام ودوره في حفظ الوطن و دعوته لانخراط الجميع في بنائه كما ساهم الجميع في تحريره فبرزت عبارة ” الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع” وإظهار سعة الشريعة لاستيعاب آليات الديموقراطية وتوافقهما في الأداء السياسي ومسارات إصلاح الحكم فظهرت عبارة ” الشوراقراطية” وفكرة ” البحث عن الحلقة المفقودة بين الإسلام والوطنية والديموقراطية ” كما التزم السلوك المتميز بالابتعاد عن كل مظاهر الشبهة والريب في كل ما من شأنه أن يسيء للإسلام ولمصداقية من حملوا لواءه فظهرت عبارة ” وثيابك فطهر” وعبارة ” أيادينا نظيفة” وعبارات كثيرة وتصرفات متكررة تهدف إلى ترسيخ مفهوم الوطنية لدى أبناء الحركة وأفراد المجتمع وتروم وصْلا بوطنيين مخلصين ومجاهدين صادقين أضعف انقلاب الوضع وجودهم في ميزان القوة السياسي فلا بد من تشجيعهم والبحث عن سبل التحالف معهم والنظر في كيفية الاستفادة من تجربتهم ومعارفهم ومعلوماتهم.

    أما عن الهندام فقد وصل الاهتمام به حدا من المبالغة لا يتفهمه إلا من أدرك مخاطر تلك المرحلة و مدى بعد النقلة الحضارية التي كان يريدها الشيخ محفوظ، فكان رحمه الله لا يَسلَمُ من نظرات عيونه الفاحصة للمظهر أحدٌ دخل مكتبه، وحينما يكون الابتذال في اللباس فاحشا يتغير وجهه وقد ينبه إلى ذلك بعبارة مازحة تحقق المطلوب دون أن تؤذي، ولا شك أن جميع من حضر تلك المرحلة يتذكر عبارة ” لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام حيا للبس الألباغا ولركب الكونكورد” التي لم يستوعبها بعض من لم يدرك مقاصد استعمال العبارات الشعبية الموقظة للمشاعر والمثيرة للجدل بغرض حفر أعماق المفاصلة بين منهجي الوسطية والتطرف في زمن كان الخلط بين الأشكال والمضامين خطيرا على المنهج والتنظيم والوطن والأشخاص، ولا يعني ذلك البتة بأن سلوك التدين وسمت الإيمان لم يكن يهم الشيخ محفوظ بل كان رحمه الله يسلك أحسن السبل للتوجيه نحوه من خلال القدوة والالتزام الشخصي إذ كان يفزع للصلاة متى سمع النداء ويقطع كل شيء إذا حضرت، ولا تفوته راتبة النافلة بعد الفرض أبدا، وكان حين يكمل ختمة القرآن الشهرية يجمع من حوله في مكتبه للدعاء، وكان رحمه الله لا تسمع منه غيبة ولا نميمة رغم كثرة من خالفهم وخالفوه، وكان رحمه سيّال الدمع رقيق القلب يغمر الناس جميعا بعاطفة لا حد لها.

    أظهرت التجربة منذ الوهلة الأولى بأن النمط الهيكلي الذي كان يعتبر الحزب مجرد واجهة سياسية لجماعة سرية لا يستوعب هذه المجالات التطويرية فاختارت الحركة دمج جميع الهياكل في تنظيم واحد هو الحزب السياسي ولا شك أن هذا الاختيار الذي ينخرط ضمن استراتيجية أشمل سميت ” استراتيجية الانفتاح” قد نقل الحركة إلى مستويات عالية في الأداء السياسي والعمل المؤسساتي ومجال العلاقات وطمأنة المحيط والانفتاح على المجتمع والخروج من الذهنية السرية وثقافة المحنة ولكن آثاره السلبية كانت كبيرة كذلك أبرزها اهتزاز الصف وخروج قيادات كبيرة من الجهات التنظيمية الست منذ بدايات الانفتاح في المؤتمر التمهيدي وعند تأسيس الحزب وعند قرار الإدماج ومن آثاره السلبية كذلك انتقال أحسن الموارد البشرية في مجال الدعوة إلى التنافس السياسي وتراجع أولوية الدعوة أمام التحديات السياسية والأمنية.

    على خطوط هذه الدروب الوعرة كان على الحركة بصفتها حزبا سياسيا معتمدا أن تتخذ قرارا حاسما تجاه إعادة بناء مؤسسات الدولة التي أنهكتها سنون الحزب الواحد المعتمدة على الشرعية التاريخية بلا توفيق ولا نجاح، ثم جاءها إلغاء الانتخابات التشريعية بعد التعددية فأفقدها الشرعية الشعبية، ووضعها بلا مصداقية في مواجهة الداخل والخارج، ثم زاد اغتيال رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد بوضياف سنة 1992 الطينة بلة.

    وحينما أرادت السلطة الحاكمة إنشاء مجلس انتقالي لملء الفراغ التشريعي على إثر ندوة الحوار الوطني سنة 1994 التي توَّجت الأمين زروال رئيسا للدولة قررت الحركة المشاركة فيه فدشّنت بذلك دخولها في استراتيجية طويلة وعميقة صارت اليوم هي السمة البارزة لها وهي “استراتيجية المشاركة” التي كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى المحافظة على وجود الدولة التي بدونها لا وطن ولا سيادة و لا مجتمع ولا أحزاب ثم التموقع في مختلف مستويات الحكم التي يمكن الوصول إليها بغرض عدم ترك الساحة للعلمانيين وحدهم ودفع ما يمكن دفعه من مفاسد وتحقيق ما يمكن تحقيقه من مصالح من داخل الحكم وأخذ قسط من التجربة يؤهل الحركة لأدوار أكبر في المستقبل.

    في مقابل مشروع الندوة الوطنية الرسمي حاولت الجبهات الثلاثة ( جبهة التحرير، جبهة الإنقاذ، وجبهة القوى الاشتراكية) تشكيل بديل آخر في سانت إيجيديو خارج الوطن وبعد فحص سريع لهذه المبادرة علم الشيخ محفوظ الذي حضر جانبا منها ثم تركها بأن اللقاء بين المشروعين مستحيل وأن الحل يكمن في العودة للمسار الانتخابي ليفصل الشعب في الوجهة التي يريدها وعندها بدأت معارك خوض الانتخابات التي قاطعتها أهم الأحزاب في الانتخابات الرئاسية سنة 1995 ثم رجعت جميعها إليها وطُوي الحديث عن شرعية المؤسسات وبدأ السير نحو حل الأزمة تتضح معالمه.

    جنازة الشيخ محمد بوسليماني
    جنازة الشيخ محمد بوسليماني

    كانت الحركة هي رأس حربة مواجهة التطرف وهي قاطرة العودة لبناء المؤسسات ولم يكن يشاركها هذا الهم أحد ممن يزايد اليوم بالوطنية من الأحزاب المشكلة للتحالف القائم أو غيرها، وقد قدمت في طريق ذلك أربع مائة شهيد من أفضل رجالها على رأسهم فضيلة الشيخ بوسليماني الذي قُتل لأنه رفض تقديم فتوى تبيح قتل الجزائريين. لقد كانت الحركة تعمل هذا في سبيل الله من أجل الدولة وليس من أجل النظام رغم علمها بعدم استيعاب كثير من الناس لهذا الفرق، ورغم إدراكها بأن نظام الحكم سيستفيد من مواقفها إذ أن ذلك هو حال أنظمة العالم المتخلف التي تتملك الدولة ومؤسساتها حتى تجعل إسقاطها هو إسقاط الدولة ذاتها كما يحدث اليوم في ليبيا واليمن.

    لقد كان الرجوع للمسار الانتخابي والتحاق الطبقة السياسية كلها به فرصة عظيمة أخرى لبناء نموذج جزائري ناجح أخّاذ يوصل لأغلى ما يتمناه المواطن من التنمية والكرامة والرقي. غير أن فساد النوايا وضعف التمسك بالوطن لصالح الغايات الخاصة جعل هذا المسار مشوّها باستراتيجية التزوير الخبيثة التي جعلت الناخبين يتركون شيئا فشيئا حقهم في الإدلاء برأيهم في من يحكمهم. اعتقد كثير من الجزائريين ممن صوت لجبهة الإنقاذ أو غيرهم بأن موقف السلطة من هذا الحزب قد يكون مفهوما بسبب تشدده فاتجهوا بقوة لتمكين الشيخ محفوظ من الرئاسة في أول انتخابات رئاسية تعددية سنة 1995 معتقدين بأن أصحاب القرار سيوافقونهم على هذا بسبب اعتدال الشيخ ولِما قدّمه من أعمال هرقلية لصالح الوطن غير أن ظنّهم خاب فلم تنفع ملايين الأصوات التي أخذها زعيم الوسطية والاعتدال في الجزائر لتجعل منه الرئيس الشرعي للبلاد.

    وعلى عكس ذلك بدأت المؤامرة تحاك ضده وضد حزبه بمكر ودهاء عظيمين فتغير الدستور وقانوني الأحزاب والانتخابات على مقاس الفئة الحاكمة وضد الشيخ نحناح نفسه وأُسِّس حزب جديد للنظام بدعم الإدارة وفُرض هذا الحزب على الجزائريين بسلطان التزوير في الانتخابات التشريعية والمحلية سنة 1997 ثم صار التزوير والتزييف منهجا ماكرا ذكيا لتشكيل الساحة السياسية وكان الشيخ محفوظ يعتقد بأن سبب ذلك إنما هو الخوف الشديد من الإسلاميين فانتهج نهج الصبر و التوغل في استراتيجية “الطمأنة” و”تطبيع العلاقات” من خلال المشاركة في كل الحكومات منذ 1996 إلى يومنا هذا والمرافعة لصالح الجزائر في مختلف المحافل خارج الوطن ومواجهة محاولات تدخل القوى الدولية المتربصة في شؤون الجزائر الداخلية من خلال حملة “من يقتل من؟” التي انخرطت فيها منظمات جزائرية ودولية ولجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة على إثر المجازر التي وقعت في النصف الثاني من عقد التسعين.

    غير أن كل هذا لم ينفع في قبول الشيخ محفوظ كبديل سياسي مهما كانت وطنيته وكفاءته ومهما نال من تأييد شعبي ودولي فارتُكبت في حقه جريمة تاريخية تهتز لها الجبال لن يمحُ عارَها تقادمُ الزمن إذ مُنع رحمه الله من الترشح لانتخابات الرئاسة في سنة 1999 التي كان فيها الفارس الوحيد القادر على منافسة عبد العزيز بوتفليقة، وفعلوا ذلك بحجة ظالمة أساءت لكرامة الشيخ وتاريخه حيث أنهم، لسخافتهم وقلة وفائهم ومروءتهم، لم يجدوا دليلا على مشاركته في الثورة التحريرية رغم الشهادة الموثقة التي قدمها قادة الولاية التاريخية الرابعة التي كانت تتبعها البليدة، فاضطر الشيخ رحمه الله رحمة واسعة إلى الرجوع للعودة للتحالف مع من ظلمه ليس خوفا على الوطن هذه المرة لأنه لم يعد شيء يهدد الوطن كما كان الحال من قبل ولكن لأن خياراته صارت ضيقة وكان لا بد له من وقت كاف لتقييم الوضع الجديد واتخاذ ما يجب من استراتيجيات وآليات جديدة خصوصا بعد الخسارة الانتخابية الحقيقية في انتخابات 2002.

    دخل رحمه في حالة شديدة من الكآبة بعد هذا البلاء الشديد وتغيّر ميزاجه وكثر غيابه عن تسيير شؤون المكتب التنفيذي الوطني واستقال من هذا المكتب جل العناصر الجديدة ذات الكفاءة والمستويات العلمية العالية التي أتى بها الشيخ في المؤتمر الثاني سنة 1998 ورجع إلى قيادة الحركة كل العناصر الذين استبدلهم رحمه في هذا المؤتمر ضمن استراتيجية تطويرية مستقبلية لم تكتمل للأسف الشديد، وتوفاه الله عليه من الله أزكى الرحمات على إثر مرضه العضال فانتقل إلى رحمة ربه وقد أدى الذي عليه ودخل التاريخ من بابه العالي بإنجازاته الاستراتيجية الكبرى التي سيتحدث عنها الزمن وتدرسها الأجيال وترك تركة كبيرة صعبة الإدارة والتسيير بإيجابياتها وسلبياتها فنُظّم المؤتمر الثالث من بعده سنة 2003 وأفرز قيادة غير منسجمة لم ينفع عملها المشترك طيلة خمس سنوات لردم الهوة بينها، وجاء المؤتمر الرابع سنة 2008 فتعمق الشرخ ولم يصبر أحد الطرفين المشكل في غالبيته من العناصر القديمة التي رجعت للمكتب التنفيذي في ظروف مرض الشيخ وحالته النفسية الصعبة على النتائج الديموقراطية للمؤتمر الرابع وحدث الانقسام المرير الذي أعيا كل وساطات الداخل والخارج رغم التنازلات الكبيرة غير المسبوقة في تاريخ انشقاقات الحركات الإسلامية التي قدمتها الطبقة القيادية للحركة التي جدد المؤتمر الأخير الثقة بها.

    رغم الخلافات الشديدة التي عرفتها الحركة بعد الشيخ محفوظ ورغم التراجع الكبير على المستوى الشعبي وبعض منظماتها الرديفة فقد استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة أظهرت للجميع بأنها لا تزال رقما صعبا وأن حظوظها وافرة لإقلاع جديد فحققت تقدما معبّرا في الانتخابات التشريعية والمحلية سنة 2007 تحت شعار التغيير الهادئ وأظهرت قدرة تعبوية كبيرة احتكرت فيها القدرة الذاتية على ملء الملاعب والقاعات وتقدمت على سائر القوى السياسية والاجتماعية في خدمة القضية الفلسطينية سواء من حيث التعبئة وجلب الدعم لصالحها أو من حيث المشاريع الكبرى كمشروع الوقفية المقدسية وحملة شريان الحياة خمسة لكسر الحصار على غزة وخصوصا أسطول الحرية التاريخي المبارك الذي كسّر الحصار على غزة وكذلك على الحركة من محاولات عزلها التي انتهجها الخصوم والأشقاء على السواء.

    كما استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة على مستوى الوزارات التي تشغلها، وعلى مستوى تطوير وتعميم المناهج التربوية، وإظهار دور وأهمية الصيرفة الإسلامية، والمحافظة على الزخم الطلابي، و تحقيق قدر إضافي في الانتشار التنظيمي رغم الصعوبات الميدانية والسياسية وقلة الملاءمة اللائحية الداخلية، وعلى مستوى العلاقات، كما استطاعت أن تجعل من وظيفة التخطيط والتدريب ثقافة عامة في صفوفها والبيئة المحيطة بها، وانتبهت لأهمية دور الشباب في مستقبل الأيام ـ قبل أن يصبح هذا الهم موضة متبعة بعد الثورات العربية ـ فأسست لهم منظمات كبرى شهد لها بعض كبار المفكرين الإسلاميين والعلماء والدعاة المهتمين بالتنمية البشرية بأنها مشاريع إبداعية غير مسبوقة سيكون لها أثر كبير بحول الله.

    ومن أهم ما ميز أداء الحركة رغم تلك الظروف الصعبة تقدمها الصفوف للمطالبة بالإصلاحات حينما لاحت بوادر التغيير في الوطن العربي بل إنها حينما رفعت لواء المطالبة بالنظام البرلماني سايرها أغلب مفردات الطبقة السياسية وصارت في ذلك قدوة يترقب الناس موقفها.

    ظن شركاؤها في التحالف للوهلة الأولى بأن سقفها المرتفع في المطالبة بالإصلاح ما هو إلا مجرد اتباع للموجة فلما أدركوا إصرار الحركة أصابهم القلق وفقدوا اللياقة في التعامل مع قيادتها. ولعل قلقهم ذلك مرده علمهم بقدرة الحركة على تغيير الموازين إن ثبتت على خطها السياسي الجديد و لإطلاعهم على تنامي الأصوات المطالبة بالتغيير من داخل الصف لتأهيل الحركة للريادة من أجل تنمية الجزائر وتطويرها بعد أن عجز النظام القائم منذ نصف قرن من الزمن على ذلك رغم كل الدعم الذي لا يقدر بثمن الذي قدمته الحركة له.

    وبالفعل لقد أصبح طموح الحركة باديا لأخذ زمام المبادرة ولتحسين وضعها على كل الأصعدة ومنه وضعها الانتخابي لتنال الأغلبية البرلمانية يوما ما لتشكيل حكومة وطنية ناجحة تتحمل مسؤوليتها بنفسها أو من خلال تحالفات جديدة تقوم على قواعد وموازين جديدة تفرزها نتائج انتخابية صحيحة أقرب أجل لها هي انتخابات 2017 التي ستصادف تطورات في الجزائر والعالم العربي يمنع من التلاعب بإرادة الشعب.

    لم يصبح يمنع من ذلك شيء اليوم فقد قدمت الحركة للجزائر كل شيء حتى تعافى هذا الوطن الحبيب ولا يمكن تحقيق شيء أكثر مما تحقق من داخل النظام ولا فرصة جادة لإصلاح هذا النظام من داخله ولا يوجد ثمة مجال لرفع فزاعة الإرهاب فالخطر المتربص بالدولة اليوم لا يسكن الجبال الوعرة والأحياء الفقيرة ولدى الإسلاميين المتشددين، إن الخطر اليوم يسكن في قصور الحكم والأحياء الفاخرة وفي عقول العلمانيين المتكبرين المتخفِّين، إن اسمه على ألسنة كل الناس وعلى صفائح كل الجرائد، إنه الفساد الذي يوشك أن يفتك بالبلد.

    ثم إن زمن القهر والديكتاتوريات والاستعلاء على الشعوب قد ولى فأي شيء يمنع من رفع مستوى الطموح غير تيار العجز والكسل ورهاب التغيير وتبدل المواقع الذي إن غلب في الحركة ضاعت فرصتها إلى الأبد، وربما نُساهم في ضياع الفرصة على الأمة العربية كلها لأن الجزائر لا بد أن تكون حاضرة بأهميتها الاستراتيجية في التحالفات العربية المستقبلية ثم السنية العربية – التركية ثم التحالفات السنية الشيعية وفق رؤية مستقبلية لصالحها ولصالح فلسطين ولصالح العرب والمسلمين ليس هذا مجال الحديث عنها.

    لم يصبح الوقت كافيا لتتخلف الحركة عن الانطلاق برصيدها المشرف عبر عشرين تسبقها عشرون منذ التأسيس الرسمي لتبدأ في تأهيل نفسها لهذا المجد العظيم لأنها رغم مكاسبها الجمة ورغم إمكانية إدراك هذا الطموح لا تزال أمامها نقائص كبرى لا بد أن تعالجها وإنجازات ذات أهمية قصوى لا بد أن تحققها على أصعدة عديدة ومختلفة سيأتي زمن ذكرها، بنهج جديد لم يجرب من قبل، يختلف عن نهج الصدام الذي اقتضته ظروف مرحلة التأسيس وفرض الوجود قبل سجن 1975، ويتميز عن مرحلة المهادنة التي أملتها سنوات الفتنة قبل زمن الإصلاحات ورياح التحولات سنة 2011

    عبد الرزاق مقري
    الجزائر يوم 19 جوان 2011

    • 3
  • تعليق 2294

    حمساوي

    شكرا للأخ العزيز على ما تفضل به من نصح وإرشاد
    لكنني أختلف معه قليلا بالقول أن الإختلاف هذه المرة كان رحمة والشقاق طكان رحمة حتى لا يبقى فريق يعيق اللآخر فليظهر لنا كل طرف ما هو قادر على تقديمه خدمة لهذا الدين ولهذا الشعب ةولهذه الحركة
    أحسن من خسارة الوقت كله في الصراع والجدال والنزاع وتبادل السباب والمؤامرات

    والله من وراء القصد

    • 2
  • تعليق 2295

    أحسن

    عجيب أمر جماعة حمس وأنصارها يتكلمون عنها وكأنها حركة تتشكل من جنس مختلف وأكثر علما وتربية من باقي الجزائريين,سوبر جزائريين,والحقيقة أن البلديات التي تشرف عليها الحركة ليست بأحسن حالا من باقي بلديات القطر,كما أن وزراء الحركة ونوابها لم يصنعوا أي إستثناء في مواقعهم.ألم يعد الشيخ أبوجرة أنصاره بمزيد من الكوطات في المناصب؟ ألا يوجد العديد من تجار الحاويات لنفايات الصين وغيرها من أتباع حمس؟ وعلى من يعتقد أنه سيكون شريكا إستثنائيا وسوبر إيجابي في التسيير فليثبت ذلك ويقضي على الرشوة والفساد في وزارته أو بلديته وعندها سننتخب كلنا عليه,أما أن تصوروا لنا حركتكم أو منتخبيكم أنهم الأحسن على الساحة وأنهم من يحروون فلسطين وأنهم….وأنهم… فذلك مجرد لغط,والشعب كله شعبكم والشباب كله جذير بكوطات العمل والمناصب وليس الحمسيين فقط.
    الإسلام لكل الجزائريين ياجماعة ولا فرق لحمسي على أرسديي إلا بمقدار ما يقدمه من عمل لوطنه,ولقد رأينا كيف مال الكثير من الإنتهازيين الأفلانيين وغيرهم مع الفيس وتقندروا وتلحينوا ثم بزنسوا عندما رؤوا نجم الفيس يبرق ويلمع في سماء الجزائر.إن تجربة مشاركة حمس في الحكم وفي لعبة السلطة في الجزائر قد كشفت الكثير من الرؤوس التي تخلط الدين بالدنيا وتتقمص الورع ثم تنغمس في خيرات الشيراطون والهيلتون, ووجدت نفسها حبا أو كرها شريك في التآمر والتهميش للشعب,وبعد الغرف والبذخ والتغطية على فشل السلطة ينقلب الجماعة إلى المواطن المسكين لبصق-حشاكوم-بعض الكلام المعسول والممزوج ببعض النبرات والنغمات الورعية التي يعرفهاويحفظها الشعب الجزائري المسلم أبا عن جد.مايحتاجه الشعب الجزائري ليس رقية أو صكوك غفران,فالرقية والتدريس متروك لأهل العلم من أبناء الأمة,الشعب يعيش ظلم وغبن وخيانة سلطت عليه من طرف فئة من أبنائه المصلحيين والفاشلين والإنتهازيين وعلى كل من يريد أن يخدم هذا الشعب أن يتعرى من كل تمويه ديني أو تاريخي أو إيديولوجي ويبتعد عن المشاركة في لعبة الحكم واللصوصية المغشوشة, ولا يعطي أي شرعية لنظام فاسد وإلا فهو جزء من آلة الفساد وخائن للشعب وللأجيال, وليكن أبوجرة أو لويزة أو سعدي أو غيرهم…..وليتكتل مع الشعب مطالبا بالتغيير الحقيقي عوض التكتل مع الحاكم ,ممنيا النفس بالتغيير السحري,وفي نفس الوقت يغض الطرف بل قد يشارك في النهب.
    ومن يريد أن يربي ويرشد فهناك المدرسة والمسجد والإعلام ومن الأحسن أن يبدأ بنفسه وبأسرته أولا.فلا تخلطوا بين الكرسي والمصالح والدعوة.
    الشعب الجزائري يعرف الغث من السمين ويعرف أن هناك من يدعي جهادا وتحريرا للوطن ثم إنسلخ عن شعبه وماضيه وأصبح لصا خائنا للأمانة والمسؤولية,والشعب يعرف كذلك أن لباسا أو مظهرا أو كلاما معسولا لا يعني بالضرورة عبدا مستقيما أو مواطنا صالحا,فكفانا نفاقا ياقوم.

    • 1
  • تعليق 2296

    Abdelkrim

    Salam y asi Ammar
    Tu as bien fait

    Il est curieux de voir comment la petitesse d'esprit hypertrophie certains de nos instincts les plus animaliers alors que Dieu aurait voulu que l'on reste dans la posture de celui qui n'a de quête que pour le meilleur et le plus haut.

    Je te raconte une petite histoire, Sir Edmond Hillary, l'un des premiers parlementaires britaniques voulant se mesurer dans son temps à l'Everest qui faisait partie de l'empire, il a échoué bien entendu et l'on se réjouit de le voir revenir saint et sauf.

    Le parlement lui organisa une entrée solonnelle à la chambre. Il fut prié de dire un petit speetch.

    Mais avant cela, il y avait une grande image de l'Everest dans la salle (était-ce pour la circonstance ou simplement une icône dans la salle?), il se dirigea vers vers elle et cotempla l'Everest et murmura quelques porpos.

    Un amis curieux lui demanda ultérieurement ce qu'il disait face à l'image; il lui répondit: j'ai parlé à l'Everest et je lui ai dis: “je n'ai pu te vaincre cette fois-ci mais sois sûr que toi tu resteras là où tu es, mais moi je pourrai toujours revenir et te vaincre!”

    Je ne sais pas si Sir Hillary est revenu ou pas, ni s'il a vaincu l'Everest!

    Ce que je sais par contre, celui qui porte en lui la quête des sommets arrivera bien un jour, la sueur de l'effort dissipé dans la pénible montée finit par devenir une chose agréable et les douleurs du début de parcours deviendront un plaisir dont la mesure se réfère à la hauteur du sommet, non aux méandres du parcours.

    Néanmoins pour cela, comme disait cheikh Al-Banna. Nous avons besoin d'une grande force morale sous tendue par une volonté sans faille, une fidélité sans compromission, du sacrifice sans cupidité et, enfin, une parfaite connaissance des principes, une profonde conviction et une projection dans l'avenir loin de toute erreur ou déviance et sans équivoque ni tentation.

    A l'image de certaines confréries, par la force de la routine, on finit par oublier ce que nous sommes ni quel est notre finalité, on s'enlise dans le train train quotidien et on finit par croire que nous détenons La vérite. Pire encore: certains finiront par croire implicitement que la vérité c'est Nous.

    Que Dieu le tout puissant nous préserve de nous mêmes, Amen.

    • 1
  • تعليق 2297

    البوشي الذي ذبح بوسليماني شلت يده وجعله الله آية في الجبل

    عبد الحكيم أبو الشيماء

    حلقة مهربة من كتاب “الجيا من الداخل”

    بعد أزيد من 17 سنة من ذبح الداعية الشيخ محمد بوسليماني رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية اتضح أن الرواية التي يتداولها محبو ومقربو المرحوم حول حيثيات وأسباب ذبحه بتلك الطريقة البشعة هي رواية خاطئة ولا أساس لها من الصحة، والحقيقة كاملة يرويها للشروق ولأول مرة الضابط الشرعي السابق للجماعة الاسلامية المسلحة، وهو أحد التائبين المنخرطين في مسعى المصالحة الوطنية ويدعى عبد الحكيم أبو الشيماء، في كتاب قيد الجمع يحمل عنوان “الجيا من الداخل” ستتكفل الشروق بطبعه لاحقا، وقد اخترنا أن نهرب الحلقة المتعلقة باغتيال بوسليماني من الكتاب بالتزامن مع إحياء ذكرى وفاة الشيخ محفوظ نحناح، وتحمل هذه الحقائق الكثير من التفاصيل التي تكشف عمق المأساة التي عاشتها الجزائر ولا تزال تعاني من بعض تأثيراتها.

    وهذه شهادة التائب أبو شيماء كما سترد في الكتاب
    محاضرة بوسليماني في مارسيليا سبب اختطافه
    على عكس ما يقوله أتباع المرحوم من أن سبب الاختطاف يتعلق برغبة “الجيا” في افتكاك فتوة من بوسليماني تبيع الجهاد في الجزائر، فإنه في 1993 توجه الشيخ محمد بوسليماني رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح إلى فرنسا وألقى محاضرة في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا انتقد فيها بشدة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة وما تسببت فيه للجزائريين من مآسي، وقد وصلت تفاصيل هذه المحاضرة مفصلة إلى الأمير الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” جعفر الأفغاني الذي لم يتردد لحظة في توجيه أوامر صارمة لأتباعه لاختطاف الشيخ بأية طريقة بعد عودته من فرنسا، وقد أوكل هذه المهمة إلى جماعة “تالة عقبة” في جبال الشريعة بالبليدة، خاصة وأن “الجيا” كانت تنظر لحركة المجتمع الإسلامي “حماس” آنذاك بقيادة محفوظ نحناح على أنهم أعداء وموالين للنظام، بل حاولت مرارا اغتيال محفوظ نحناح ـ رحمه الله ـ لكنها لم تفلح في ذلك.
    ليلة الاختطاف والترويع ..
    الشيخ بوسليماني كان يقيم في أعالي مدينة البليدة على الطريق المؤدي إلى مدينة الشريعة، وبأمر من جعفر الأفغاني توجه أربعة أفراد من كتيبة جبل “تالة عقبة” الواقع ضمن جبال الشريعة ليلة الجمعة 26 نوفمبر 1993 إلى بيت الشيخ بوسليماني، وكان من بين هؤلاء الأربعة عمار الدزيري (انشق عن الجيا وانضم إلى جماعة علي بن حجر، وقضي عليه في اشتباك مع قوات الجيش)، وآخر يدعى حسين واقتحموا بيت المرحوم ليلا بعدما أدى صلاة الفجر فوجدوا الشيخ بوسليماني نائما فأيقظوه وأحدثوا هلعا شديدا وسط أسرته، فقال لهم “كيف تعتدون على حرمة بيتي”، فرد عليه أحدهم بعنف “وماذا عنا أنسيت أننا نبيت في المجاري”، وقد حاول المختطفون اقتياده إلى الخارج، لكن والدة بوسليماني بكت ابنها بدموع غزيرة وترجت الخاطفين أن يرحموها، وأن يتركوه ولا يؤذوه، ولتسهيل مهمتهم وعد الخاطفون أمه وزوجته بأنهم سيعيدونه إليهما، فاقتادوه وأدخلوه السيارة واختفوا في الظلام.
    مسلحون يبكون بوسليماني ويتحدون الأفغاني
    صعد المختطفون الأربعة بالشيخ بوسليماني إلى أعالي جبل “تالة عقبة” أين كان بقية أفراد الجماعة متمركزين، وكان أغلب أفراد هذه الجماعة من أبناء البليدة ويعرفون جيدا الداعية بوسليماني، وتأثروا به وتعاطفوا معه وكانوا يريدون إطلاق سراحه نظرا لما كان يتمتع به الشيخ من وقار وطيبة، رغم أن الأمير الوطني للجيا جعفر الأفغاني أمر بإعدامه ذبحا وفورا.
    وطيلة شهر ونصف والشيخ بوسليماني مختطف لدى جماعة “تالة عقبة” ينتظر في أي لحظة أن يتعرض للقتل على أيدي خاطفيه، وخلال هذه الفترة كسب بوسليماني تعاطفا كبيرا في أوساط أفراد هذه الجماعة إلى درجة أن فيهم من طالب بإطلاق سراحه وبكوه دون جدوى، وكلما تم نقل الشيخ إلى مكان آخر أثر في المسلحين وكسب تعاطفهم بسماحته وقدرته على الحوار والاقناع، ووصل الأمر إلى درجة أن أحد الضباط الشرعيين في الجماعة ويسمى “إبراهيم خالدي” عارض بشدة ذبح الشيخ بوسليماني متحديا بذلك الأمير جعفر الأفغاني.
    “البوشي” يعرض خدماته ..
    هناك من يدعي أن “الجيا” سمحت للشيخ محمد بوسليماني الاتصال بعائلته هاتفيا ولكني لا أأكد هذه المعلومة أو أنفيها إلا أني أأكد أن الجماعة كانت تملك سيارة رباعية الدفع بها هاتف وربما يكون اتصل من هذا الهاتف.
    بعض الأجلاف داخل الجماعة أصروا على ذبحه إلى درجة أن أحدهم ويدعى “البوشي” هدّد بالجري خلف الشيخ بوسليماني وذبحه إن أطلق رفاقه سراح الشيخ، وكان “البوشي” معروفا بكثرة ذبحه للبشر، ووالده كان جزارا، وقبل التحاقه بالجبل كان البوشي يدعى “يزيد الحراشي” وهو من أصحاب السوابق العدلية ولم يعرف عنه التدّين إنما كان منحرفا سيء السمعة.
    ورغم أن العديد من أفراد جماعة تالة عقبة كانوا يتعاطفون مع الشيخ بوسليماني بحكم معرفتهم السابقة له، إلا أن فيهم من عامله بجفاء وقسوة على غرار رجل كبير في السن يعد رأس الهجرة والتكفير في تلك الجماعة وكان يدعى “حميمد” وقبل التحاقه بالجبل كان يتصرف تصرفات الخوارج، حيث يقف أمام باب المسجد وعندما يصعد الإمام على المنبر يبدأ في شتمه وسبه وسب العلماء والدعاة بأقذع الكلام، وحينما كان في الجبل مد الشيخ بوسليماني له يده لمصافحته بعد أن استأنس له لكبر سنه فرفض هذا الرجل مصافحة الشيخ بوسليماني وأكثر من ذلك سبّه بكلام فاحش.
    جعفر الأفغاني “يُهرب” بوسليماني والبوشي يذبحه
    كان الوضع حرجا ومتوترا داخل جماعة “تالة عقبة” بين المصرين على ذبح الشيخ بوسليماني والرافضين لذلك، مما تطلب تدخل الأمير الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة جعفر الأفغاني الذي تنقل من مركزه إلى جبل “تالة عقبة” فقط من أجل ذبح الشيخ محمد بوسليماني، لكنه تفاجأ عندما وجد الكثير من أفراد هذه الجماعة يعارضون بشدة إعدامه مما أدخل التردد في نفسه.
    وخلال مدة اختطافه تمت مساءلة الشيخ بوسليماني بشأن بعض القضايا من بينها أنه كان إماما ومدرسا في مدرسة الشرطة بالصومعة بالبليدة، وأنه انتقد الجبهة الإسلامية للإنقاذ في محاضرته التي ألقاها على الجالية الجزائرية والمسلمة في فرنسا رغم أنهم لا ينتمون إلى الحزب المحل ولم يعترفوا به، فرّد عليهم أنه انتقد حزبا سياسيا وهذه سجالات فكرية بين الأحزاب ولا علاقة لها بهم.
    وما يمكنني أن أؤكده أن الرواية المتواترة بأن الجماعة الإسلامية المسلحة “جيا” طلبت من الشيخ بوسليماني أن يفتي “بشرعية الجهاد ضد الشعب الجزائري ويقر أعمال المسلحين ضد الأطفال والنساء” غير صحيحة بالمرة لأن الجيا لم تكن بحاجة إلى فتوى الشيخ بوسليماني لأنه كان لها مرجعياتها الدينية التي أقرت لهم ارتكاب هذه الجرائم، ثم إن المسلحين لا يحتاجون فتوى من بوسليماني حتى يطلبوها منه.
    خشي جعفر الأفغاني من ردة فعل سلبية من أفراد جماعة “تالة عقبة” تجاهه، لذلك قرر أن لا يقتل الشيخ بوسليماني هناك بل نقله إلى جبل العفرون أين كانت ترابط إحدى كتائب الجيا، وقبل أن يصل إلى مركز جماعة العفرون، خاف أن يتكرر له ما حدث مع جماعة “تالة عقبة” فقرر ذبح بوسليماني قبل أن يصل إلى مركز الجماعة في أعالي الجبل فأمر البوشي بذبحه في سفح الجبل.
    الشيخ محمد بوسليماني بعدما شاهد قبره يحفر أمامه والبوشي يسل خنجره الكبير ليذبحه، طلب من قاتله طلبا واحدا فقط وهو أن يتركه يصلي ركعتين لله قبل أن يذبحه، اقتداء بسنة الصحابي عامر الربيعي والتي أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن البوشي الذي كان منحرفا قبل صعوده الجبل وذباحا بعد ذلك لم يستجب لطلب هذا المودع للحياة وبكل برودة دم نحره وأزهق روحه بوحشية حتى فاضت إلى بارئها.
    تم وضع جثة الشهيد محمد بوسليماني ـ رحمه الله ـ في حفرة بسفح جبل حجوط وحُث فوقها التراب، وبعد فترة هطلت الأمطار بغزارة وأخرجت السيول جثة الشهيد بوسليماني من تحت الأرض، وحينها تم اكتشاف جثته وأعيد دفنها بما يليق بهذا الرجل، لذلك لقب “بذي القبرين”.
    العدالة الإلهية تحوّل البوشي إلى آية
    بعد ذبح “ذو القبرين” وورد ذلك إلى المفتي العام شريف القوسمي (أصبح أمير وطنيا بعد ذلك) فلام جعفر الأفغاني لوما شديدا، وتساءل عن الفائدة التي جنتها الجماعة الإسلامية المسلحة من قتل الشيخ بوسليماني، واعتبر أنه بهذا الفعل الشنيع غير لائق وغير مقبول شرعا وقد شوّه صورة “جيا”، لأن هذا يعني فتح المجال لقتل العلماء والدعاة.
    وفي 27 فيفري 1994 عقد جعفر الأفغاني أمير الجماعة الإسلامية المسلحة اجتماعا في فيلا ببوزريعة بأعالي العاصمة حضره 9 أمراء، واستطاعت مصالح الأمن تحديد مكان الاجتماع بدقة بعد أن ألقت القبض على أحد أتباع جعفر الأفغاني، فحاصرت الفيلا، ووقع اشتباك عنيف مع قوات الأمن انتهى بمقتل جعفر الأفغاني والأمراء التسعة، فلم يدم انتقام الله من جعفر الأفغاني سوى شهر ونصف من ذبح الشيخ محمد بوسليماني ـ رحمه الله ـ وهي نفس الفترة التي قضاها الشيخ مختطفا لدى “جيا”.
    أما يزيد الحراشي المدعو “البوشي” فقد كان انتقام الله منه أشد، ففي اشتباك مع قوات الأمن أصيب البوشي برصاصة في يده اليمنى التي ذبح بها الشيخ محمد بوسليماني فشل دراعه وأصبح مرفوعا يابسا لا يستطيع أن يحركه، ويده معقوفة لا يمكنه حتى أن يأكل بها الطعام بشكل جعل منه آية للناس لمن يؤذون أولياء الله.
    وعندما صعدت إلى الجبل شاهدت البوشي وذراعه المرفوعة ويده المعقوفة بشكل متجمد وملفت فسألت عنه فقيل لي: “هذه هي اليد التي ذبحت الشيخ بوسليماني”، فكان البوشي عبرة إلهية لجميع المسلحين الذين امتدت أيديهم للدعاة والعلماء.
    وفي 1995 قتل البوشي مع 6 مسلحين في اشتباك مع قوات الأمن، كما قتل والده وشقيقه في حادثتين منفصلتين وكانا منضويين تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة.
    زوابري يتقاطع مع نحناح ويتوعد بالقتل
    في 1995 وقبل الرئاسيات توجه الشيخ محفوظ رحمه الله إلى المدية في سيارته مع أحد الأشخاص وبدون حراسة وفي نفس اليوم نزل عنتر زوابري أحد أمراء “جيا” (أصبح بعد عام أميرا وطنيا) من الجبل في سيارة مع جمال بن يعلى أحد أمراء جبال الشريعة، وفي منطقة الحمدانية تقاطعت سيارة الشيخ نحناح رحمه الله مع سيارة أمراء “جيا” فلمح عنتر زوابري الشيخ نحناح، ولم يكن بالإمكان الدوران وملاحقة الشيخ نحناح بسبب كثرة حواجز الأمن، فقال عنتر زوابري لمن معه “لو أقبض عليه سأقتله”، فرّد عليه الأمير جمال بن يعلى وكان سلفيا مقربا من فكر الإخوان ويحترم الشيخ نحناح بحزم “لو تقتله فسأقتلك” فسكت عنتر زوابري.

    المصدر: الشروق اليومي

    • 1
  • تعليق 2298

    ابن النحناح

    السلام عليكم ورحمة الله
    انا واحد ممن كبروا على تربية الشيخ محفوظ نحناح عليه رحمة الله وبركاته
    ولقد تألمت شديد الألم وجرحت كثيرا من شق الصف الذي حدث بسبب أو لآخر
    وأنا أجد في هذا المقال الكثير من الحقيقة والنصيحة الحسنة.
    لكن لا يجب أن نسوي أيضا بين المجرم والمحرم او بين الجلاد والضحية كما يقال..
    الخطأ الاكبر وقع فيه من قاموا بشق الصف إلى نصفين وما تبع ذلك من فتنة كبيرة هزت النفوس الضعيفة..
    لهذا أرى أنه من اللاعدل أن تضع الفريقين في كفة واحدة
    فغن كان لقيادة الحركة بعض الأخطاء فإن الخطيئة الكبرى ارتكبها الإخوة هداهم الله الذي نتمنى عودتهم للصف والكف عن هذا السلوك.. أو على الأقل أن يعملوا بعيدا عن النهش من جسم الحركة.
    وفي الاخير أشكر كاتب المقال وأشكر هذا الموقع على نشر مثل هذه المقالات
    والله من وراء القصد
    أخوكم ابن النحناح
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    • 1
  • تعليق 2299

    س.م العاصمة

    بعد السلام وأحلى التحية والكلام اوجه إلى أخينا المغترب عمار كاتب هذا المقال سؤالا واحدا:
    مذا سوف يكون ردك تجاه أخ لك يأكل لحمك ويشوه صورتك ويهتك عرضك ويستبيح حرمتك وحرمة عائلتك ويؤلف عليك القصص المهولة والسناريوهات الخطيرة ويصلك في نفسك وزوجك وولدك وتاريخك.. ؟؟
    اجب بصراحة ألا يتحرك فيك شيئ ؟
    صدقني يا أخ عمار كاتب المقال أن الامر جلل وأن ما قام به بعض قياديي جماعة التغيير لم يكن فقط اختلافا في الرؤى والأفكار بل الأمر تعدى للخوض في الأعراض وانتهاك الحرمات ونهش لحم الحركة وهي حية..
    هذا ما سوف يحاكمهم عليه التاريخ
    اما الغختلاف فإن الإختلاف رحمة تعلمناها وحفظناها..
    وعلى العكس منك فإنني أرى أن كل طرف ما عليه سوى أن يلتفت لعمله وما هو قادر على أن يقدمه للمجتمع وللامة لا أن يكرس كل جهد من أجل كسر هذا وأكل لحم هذا وقول الزور في هذا

    بارك الله فيك أخي

    • 0
  • تعليق 2300

    سليمان

    أشار الأخ أحسن صاحب التعليق رقم 4 إلى نقطة غاية في الأهمية
    وهي أن أبناء وقيادات حركة مجتمع السلم مصابون بعقدة التفوق وبأنهم الأفضل ومنهاجهم الأرقى وبرنامجهم الأصح وحركتهم هي الأفضل.. وهذه مغالطة كبيرة تقع فيها حركة مجتمع السلم
    ويجب الغنتباه إلى هذه النقطة الخطيرة التي أدت إلى ماهي عليه الحركة إلى ما هي عليه من تردي وانقسام بسبب أن التكوين أصلا قائم على إقصاء الآخر واحتقاره وتمجيد الذات.
    وجب التنبيه
    وشكرا

    • 1
  • تعليق 2301

    إلى الامام

    شكرا عمار على هذه الإطلالة الرائعة ومقال في المستوى
    بارك الله فيك وإلى الأمام
    ثورة ثورة

    اخوك محمد

    • 0
  • تعليق 2307

    سليم

    حينما يبدأ الإنسان في عد حسناته وفضائله وأهم مايميزه عن غيره فأظنه إنسان أناني لاينظر إلا إلى نفسه ولا يرى جموع العاملين من المجتمع حيثما وجدوا مرابطين على هذا الوطن يحرسونه من كيد الداخل والخارج، والأكثر غرابة حينما يعلق هذا المسكين أمل الجزائر عليه هو ظنا منه الأحسن والأفضل ولو تأمل لوجد أن في الجزائر منهم أشرف وأتقى وأعلم وأكثر جهادا منه ولكن نفسية الإلغاء والافتخار تعمي .. نعوذ بالله منهما.

    • 0
  • تعليق 2303

    zoubir

    سلام حار لاخواننا الا وفياء في الحركة و شكرا لك اخي عمار وجعللك الله دخرا لهده الحركة

    • 0
  • تعليق 2304

    رابح

    حدّثني أحد الزملاء في العمل قبل أيام قائلا: أليس عندكم تجمع في العاصمة يوم الجمعة ؟ قلت له : لا، فقال لي: أن أناسا قالوا لهم أن هناك تجمع حماس في العاصمة وسيكون هناك المنشد الفلاني وعليكم بألف دينار تكاليف الذهاب والإياب في يوم م الجمعة، فقلتُ له، للأسف هناك جهتين في حماس، والجهة الأخرى لا زالت تتحدث باسم الحركة وتحشد التأييد بهذا الاسم.
    لماذا لا يستعمل هؤلاء اسم تنظيمهم ؟ لماذا لا يبحث هؤلاء عن شباب لاستقطابهم ويبتعدوا عن مؤسسات الحركة التي لا زالوا يُخَلّطون فيها ؟ نسأل الله العافية والثبات.

    • 0
  • تعليق 2302

    إلى الأخ عمار رويبح من فرنسا

    أنا ااتفق مع المعلق الذي سمى نفسه “إبن النحناح”.
    لا يجب أن نسوي بين اتلجلاد والضحية ونجعله كلى مستوى واحد من الخطا ومستوى واحد من الصواب..
    أنا لا أشك أبدا في صدق نواياكم ولكن علمتنا الحركة أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت وهذا من تعاليم ديننا الحنيف
    مثلما ننتقد أداء الحركة فعلينا أن ننتقد بنفس القوة ما قام به الإخوة الذين شقوا الصفوف وزلزلوا النفوس لا لشيئ إلا لمصالح مادية ونظرة استعلائية لا اكثر ولا أقل من وجهة نظري المتواضعة جدا

    وشكرا لكل من اهتم بالحركة وشؤونها وشجونها
    والسلام على الأوفياء

    • 0
  • تعليق 2308

    ابن النحناح أنا أيضا

    السلام عليكم
    كلام جميل يعبر عن الكثير من أبناء النحناح المخلصين. لابد من أن لا نبقى ساكتين. صوتنا يجب أن يعلوا من أجل الجزائر

    • 0
  • تعليق 2310

    كريم الأمازيغي

    سلام و بعد:
    نشكر للكاتب هذه الدعوة الى التوقف و التأمل و بعدها السير الى الأمام .
    لما إلتحقنا بصف هذه الجماعة ، إنخرطنا في فكرة ،في توجه و منهج، و لم تكن تهمنا الهياكل و المسميات و لا الأشخاص و الرواتب ، و سنبقا نؤمن لهذه الفكرة ، أوفياء لها بذات المسمى أو بغيره .
    لي رجاء ، هو أن يتوقف البعض عن الخوض في إنتماءاتنا و ميولاتنا و البحث في مشاعرنا و أحاسيسنا ، فقد نكن للجميع نفس المشاعر و قد نحافظ على ود لحظات . الصمت الذي يتحدث عنه عمار هو في هذه الخانة ، فلا تجبرونا على الكلام خشية أن نرحل…
     

    • 0
  • تعليق 2309

    Mohammed ROUIBAH

    Mes freres slimane et ahsene: vos remarques à propos de HMS et ses militants sont deplacées et erronnées et meritent revision de votre part.Et le vrai musulman est celui dont sa langue et ses mains n'atteignent pas autrui, et salam sur tous.R-Mohammed Jijel

    • 0
  • تعليق 2315

    أحسن

    السلام عليكم
    الأخ محمد من جيجل صاحب التعليق 17
    يجب على حمس كحزب شعبي جزائري أن يتقبل الملاحظات والأراء المخالفة والمنتقذة لأن وجوده في العمل السياسي والإداري والدعوي ستنتج عنه مماراسات ليست بالضرورة سليمة,فالبشر عرضة للخطأ ويجب على الحمسيين أن يتقبلوا ذلك برحابة صدر.
    أعطيك ثلاثة حالات تظهر أن حمس لا تختلف عن الأحزاب الأخرى وأن وزرائها وأميارها لا يختلفون عن باقي الشعب الجزائري,ففيهم الصالح والفاسد والسلبي ,فهم بشر على كل حال:
    1-ألم يوجد وزراء حمسيين في الحكومة على رأس وزارات سمحت بأستيراد وتصدير الخمر؟ ألم تنكشف إحدى أكبر حالات الفساد على رأس وزارة الأشغال العمومية التي يترأسها وزير من الحركة وهو مسؤول عن فساد بهذا الحجم في وزارته؟ فهو ليس سوبر وزير كما أشار أحدهم, وكثيرا لهم الخبرة والإخلاص من أمثاله متواجدون في الوطن وفي المهجر سيقومون بنفس المجهود لو أتيحت لهم الفرصة والمال لترأس قطاعات إقتصادية بطرق ديمقراطية وهم طبعا ليس حمسيون.
    2-هناك بلديات يترأس حمسيون مناصب فيها ووقعت فيها إستقالات بسبب سوء تفاهم مع المير الذي هو من حزب آخر,فيلجأ هؤلاء إلى الإستقالة ويتركون البلدية مشلولة ومشاريعها معلقة إلى حين الإنتخابات القادمة والمواطن هو من يدفع الثمن,وكثير من بلديات فيها حمسيون تنتشر الرذيلة والرشوة والتخلف مثلهامثل بلديات تحكمها الأحزاب الأخرى.
    3-إذا نظرنا إلى وزارات الصناعة والتجارة والصيد البحري فهي وزارات حكمها أغلب الوزراء من حمس,فهل هي وزارات ناجحة أم فاشلة؟المواطن والواقع هو من يحكم.
    إن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن الساكت عن المنكر هو كفاعله,فماذا نقول عن حكومة فاشلة ولأموال الأمة مبددة هل نتحالف فيها مع أحزاب التزوير والإنتهازية؟ حمس فعلت ذلك, وفي رأي المواطن هي شريك في الجريمة ونوابها ووزرائها وأميارها فيهم القليل الصالح والكثير الطالح مثلهم مثل باقي الأحزاب الأخرى للأسف وتلك هي الحقيقة التي لا يتقبلها الكثير من الحمسيين وأزيدك من الشعر بيتا,ياأخ محمد,فإذا كانت الآفلان تعيش وتتطفل على الشرعية الثورية والتاريخ فإن حمس كذلك تريد أن تعيش وتكبر على شرعية الشيخ نحناح والشيخ بوسليماني رحمهما الله وتريد أن تستثمر في قضية غزة وفي عاطفية الشعب الجزائري للإسلام.
    والخلاصة لحمس والإصلاح والنهضة وحتى الفيس الحق في ممارسة النشاط السياسي والحكم,كما لهم الحق في الدعوة والتربية والإرشاد لكن بذون الخلط بين الميدانين,فما أظلم للإسلام وللمواطن أن ترتكب محارم كأستيراد الخمر أو بذخ غير شرعي من طرف وزارة وزيرها مبرنس وملحين وربما واعظ.

    • 0
  • تعليق 2316

    الاخت ن.ي.ط

    السلام عليكم. اولا شكرا على هدا المقال يا اخ عمار لم اكن اعلم انك امتهنت الاعلام.
    ان قضية الشقاق و النفور و للاسف لم تمس الحركة فقط و انما اصبحت قضية امة باكملها لا نحسن التواصل و الحوار حتى و ان كنا على وفاق، فما بالك ان اختلفنا نعلنها حربا طاحنة . هل يا ترى هدا السلوك يوحي ان اصحابه دوي فكر و بصيرة يمكن ان نضع فيهم ثقتنا لاحداث التغيير المزعوم ؟ لا اظن .
    ان السلوك الفعال ثقافة و لا يمكنك التاثير ان لم تكن تكتسبها …..

    • 0
  • تعليق 2318

    عمــــار رويـــــــــــبح

    بداية أشكر جميع من علّق و أدلى برأيه حول موضوع هذا المقال و هذه المحاولة

    الغرض منها لم يكن النبش في الأوجاع التي يحس بها البعض و لكنها لجلب الانتباه إلى الأساسيات و عدم الوقوع في »حروب استنزاف و جري وراء السراب »
    المسؤولية فردية و أفكار الحركة الإصلاحية كحركة إحياء إيماني شامل لا يجب أن تختزل في أجهزة ومجموعة أفراد
    للإنصاف أقول أن هناك الكثير من الأتقياء الأخفياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا و إذا غابوا لم يفتقدوا يقدّمون في صمت بقدر إمكانياتهم و قدراتهم و بهم لازال الأمل قائم
    نقد حماس أو التغيير أو الإصلاح أو النهضة أمر عادي بل بالعكس علينا أن نؤسس لثقافة قبول النقد و عدم تقديس غير المقدس فكلها تجارب إنسانية و كلها تجارب بشر

    بعض الملاحظات

    إل الأخ حمساوي
    أتفق معك إلى حد ما على أن افتراق الطرفين قد يظهر مقدرة كل فريق و لكن على المدى البعيد فإن الاختلافات التي تصيب أنصار العمل الإسلامي المنظم قد تأتي بنتائج معاكسة

    الأخ إبن النحناح تعليق 7 و صاحب التعليق 14

    الأمر لا يتعلق بمحاكمة الطرفين أو معرفة المخطئ من المصيب فلست هنا لأحاسب هذا أو ذاك بل هو التساؤل و الدعوة إلى المسؤولية الفردية

    إلى س م العاصمة

    ما ذكرت لا يخرج عن نطاق الأخطاء التي ترفض من أي جهة كانت لأنه و ببساطة ليست من أخلاق الإسلام و ليست من شيّم الجزائريين و لكن هل سلم أحد من هذه الآفة؟

    إل كريم الأمازيغي أصبت الهدف

    إلى الأخ محمد رويبح هي دعوة لتناول نقد الأخ أحسن و سليمان من زاوية أخرى قد تفيدكم لو أحسنتم استغلال نقاطها حتى و لو فرضتم مسبقا أن هناك مبالغة فيها

    إلى الأخت ن.ي.ط
    كلام جميل و يا ليتنا نصل إلى مثل هذه الثقافة
    لست صحافيا و إنما هي همسة في أذن من له سمع

    هناك من خاطبني بلسان من يعرفني و ربما لم نلتق منذ سنوات فلهم مني أعطر تحية

    مرة أخرى شكرا على مرروكم الكريم و معذرة عن كل خطا

    • 3
  • تعليق 2369

    احمد

    السلام عليكم
    لقد انشأ الشيخ رحمه الله حركته المباركة آخر الستينات وسقى شجرتها بتضحياته هو واهل السبق معه والذين لم يبق منهم الاقلة هم احدى علامات الاتباع الحقيقي للشيخ المحفوظ رحمه الله
    وخرج الشيخ من الجن بدايةالثمانينات فالتف حمله ابناء الجامعات الذين كانوا الطائفة التي اعادت التاسيس برعايته وعلى المنهاج الذي اختاره للعمل وتدرجت الجركة من المعارضة الى المشاركة ومن شبه العلنية الى العلنية الكاملة والتحق يعا اذ قوي عودها اطارات من عدة مشارت واحيانا اجزاء من كيانات فكرية اخرى واستوعب الشيخ ومن كاموا معه كل الوافدين وبوأوهم المناصب المتقدمة دون حرج
    ولما بدأت الحركة شراكتها في الحكومة قدمت اطاراتها بعيدا عن مقاييس السبق بل في اطار الانفتاح على التجارب ولم تتشدد في المقاييس التنظيمية للاستوزار
    وعمد وفاة الشيخ رحمه الله ترك الامر شورى في جمع محدود من القيادات حرصوا على المكسب الاختياري للقواعد
    ولما عصفت الفتنة بالحركة انتهت الى الانقسام الذي لايحبه المخلصون ولكن البكاء على الاطلال لن يبعث الموتى وانما الامل ان تخلص النيات للعمل للاسلام والنهوض بواجباته الملحة وعدم الاصرار على الخطأ وليصحح الجميع ما استطاعوا ويجنبوا الكيانات الجديدة انقسامات اخرى قد يعيدها الى السطح اصرار جديد على الرئاسةمن حيث الوصول اليها او البقاء فيها فالحي لاتؤمن عواقبه
    واماارث الشيخ النحناح فلا يختص بفئة بل هو ارث لكل الامة الاسلامية والحركة الاسلامية وان لم يحفظه اتباعه في الجزائر قيض الله له من يقةم به في غيرها ففي دولة مثل تشاد موجد مؤسسات خيرية باست الشيخ محفوظ نحناح والله لايضيع اجر المحسنين

    • 1

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.