زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

ماكرون والماكرون..

ماكرون والماكرون.. ح.م

بعنجهية ومكابرة الفرنسي أجزم ماكرون أنه لا ندم ولا اعتذار، وبتخاذل وانبطاح المسؤولين عندنا كان القبول بإذعان لفتح صفحة جديدة، ليكون اعتراض ورفض الجزائري الحر الأبّي الذي علم فرنسا الماضي معنى الرجولة والتضحية، وصرخ في وجه فرنسا الحاضر بعظمة وكبرياء: "يا ديغول هز ولادك الجزائر ماشي بلادك" ليعلو صوته علو همته وشأنه.

نعم.. الجزائر لكل الجزائريين وفقط، وليست بحاجة إلى وصاية وانتداب من أحد خصوصا لمن سعى جاهدا لمحاربة عقيدتها بتجهيلها، إخضاعها والاستيلاء على خيراتها ومازال ليومنا هذا يتدخل في شونها لوضع الأعطاب بعجلة تقدمها.
رؤساء فرنسا جميعهم يسيرون على نهج آبائهم مثل ديغول، لاكوست وبيجار، بل ويفتخرون بماضيهم المشين الذي خطته دماء الجرائم البشعة والمؤلمة في حق الشعب الجزائري، ولكن الأكثر إيلاما هو أن نرى المسؤولين عندنا يظهرون الولاء الفرنسي قلبا وقالبا، في الخفاء والعلن ويتنكرون لتضحيات أبناء الجزائر.
هي بضعة أيام فقط لنرى وجها آخر للمدينة، فقد سدت الحفر، ولمع الحجر، وصبغ الشجر ليفرش البساط الأحمر، فسليل الاستعمار قد حضر.
لنشهد من جديد الازدواجية التي سئمنا منها في الخطابات والمعايير وطالت الآن الشوارع، فالممر الذي سار فيه ماكرون لا يختلف عن ممرات باريس أو لندن أو حتى دبي، فالطرقات نظيفة جدا ومزينة بالأضواء الملونة، حاويات القمامة جديدة ومرتبة فضلا عن تعليم أماكن وقوف السيارات بالخطوط المستمرة والمتقطعة كعلاقة الشعب الجزائري بفرنسا، فما وصلها بنا دماء الشهداء وما قطعنا بها هو دماء الشهداء أيضا.
أما البنايات والشوارع التي لم تحظ بمقاطعة طريق ماكرون فلم تنل من العطاء جانبا، فكم تبعد باب الواد عن ساحة الأمير عبد القادر، لتظهر المفارقات الصارخة، فالأولى صورة حية عن الجزائر العميقة بحركة سكانها ومعاناتهم مع الطرقات المهترئة، والزقاق الضيقة، والثانية بوجه مشرق لا يكاد يعرف ليله من نهاره بأنواره ووروده التي نمت في يومين وفي فصل الشتاء البارد لاستقبال ماكرون بحرارة الذي يعرف جيدا برودة مشاعر الشعب الجزائري اتجاهه خصوصا عندما كلموه بلغته قائلين له: . Macron Dégage

الماكرون عادوا للظهور فقد اعتادوا التمسح بأحذية الأقدام السود، لكنهم لم يصحبوا الساسي هذه المرة، غير أن الفرحة لم تغب عنهم مثلهم مثل الذين كاد يغمى عليهم من السعادة حينما تمكنوا من تقبيل ماكرون أو أخذ سيلفي معه ليشهد على وضاعتهم..

كل الماكرين سارعوا للتصفيق والتهليل للرئيس الفرنسي ولو بقناع مزيف وزي مختلس، مثل الذين ارتدوا الحايك رمز حرائر الجزائر قاهرات المستعمر بحشمتهن وصلابتهن، مربيات من ارتوت أرضنا بدمائهم الطاهرة، ليأتي اليوم من تراقصوا فوقها فرحا وطربا للاحتفاء بزيارة ماكرون فقد اعتادوا الترحيب بكل ما هو فرنسي ولو كان بلا قيمة لتصرخ بمرارة أرواح الشهداء الطائفة بمدينة الجزائر والتي كتبت تاريخها وصنعت أمجادها.
الماكرون عادوا للظهور فقد اعتادوا التمسح بأحذية الأقدام السود، لكنهم لم يصحبوا الساسي هذه المرة، غير أن الفرحة لم تغب عنهم مثلهم مثل الذين كاد يغمى عليهم من السعادة حينما تمكنوا من تقبيل ماكرون أو أخذ سيلفي معه ليشهد على وضاعتهم، تنكروا لمعاناة قرن واثنتين وثلاثين سنة بل وحتى يومنا هذا، رغم أن فرنسا كثيرا ما تنكرت للحركى وأبنائهم.
فلا أهلا ولا سهلا بفرنسا وأذنابها عندنا ما لم تعترف بجرائمها وتدفع دينها عن يد وهي صاغرة ولو بعد قرون.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.