عناوين فرعية
-
كيف قال لعمامرة إنّ ماكرون صدّيق للجزائر؟
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي زار المغرب في 14 و15 جوان رفقة زوجته بريجيت فقط، كان يعمل لصالح القصر الملكي عندما كان إطارا في بنك "روتشيلد" حسب تقرير نشرته صحيفة "لوبوان الفرنسية".
وقد تفاوض، ماكرون، في 2012 شخصيا لصالح المغرب في مفاوضات الخاصة، بدخول الشركة الفرنسية المتخصصة في الصناعات الغذائية “سوفيبروتيال” في رأس مال شركة الزيوت “ليسيور كريستال”، إحدى فروع الهولدينغ المغربي الشركة الوطنية للاستثمارات “Sni”.
وكان جدل كبير أُثير حول زيارة ماكرون إلى المغرب والتي وصفت بالشخصية، حيث لم يصطحبه فيها أيّ وزير أو مسؤول فرنسي باستثناء زوجته بريجيت. هذا وقد تناول ماكرون وزوجته الإفطار مع الملك المغربي محمد السادس وزوجته، دون التطرّق لأي نشاط رسمي، وهو ما يعني أنّ الزيارة كانت شخصية وخاصة أكثر منها زيارة رسمية، وأنّ العلاقة بين الطرفين شخصية وقوّية وحميمية .
وحسب التقرير الفرنسي، تمّ اختيار ماكرون الذي كان مسؤولا كبيرا في بنك “روتشيلد” من قبل المؤسس والمدير العام للمجمع الفرنسي “سوفبيروتيال” نظرا لخصوصية هذه الصفقة وأهميتها وصبغتها السياسية، وتمّ اللجوء إليه لأن الصفقة حسّاسة وذات طابع سياسي وتتطلب رجلا يتمتع بالثقة والمصداقية، وهو ما يعني أنّ ماكرون يتمتع بثقة العائلة المالكة في المغرب على أساس أنّ أهم مساهم في الشركة الوطنية للاستثمارات “سي أن أي” هو العائلة المالكة، خاصة الملك محمّد السادس.
وكشفت هذه العلاقة المتميزة بين ماكرون والملك محمد السادس، غرابة التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، الذي قال إنّ ماكرون هوّ صديق للجزائر، وهذا مباشرة بعد انتخابه رئيسا لفرنسا .
وتظهر الغرابة أكثر لمّا نعلم أنّ الشركة الوطنية للاستثمارات وهو مجمع استثماري مغربي خاص، مشكّل من قبل عدد من المساهمين، يمثلون صناديق استثمارية وشركات مغربية وبعض الشركات الدولية، لكن أهم مساهم فيه هو مجموعة “سيغلر” وهي مجموعات شركات مغربية تملكها عائلة الملك محمد السادس بصفة شخصية.
وكشفت هذه العلاقة سرّ تفضيل ماكرون القيام بأول زيارة له إلى المغرب العربي إلى المغرب وليس إلى الجزائر كما جرت التقاليد من قبل، حيث كان كل الرؤساء الفرنسيين سواءً من اليمين أو من اليسار، يبدؤون أول زيارة لهم بعد انتخابهم إلى الجزائر ثم يقومون بزيارة المغرب، في حين فضّل ماكرون زيارة المغرب أوّلا، وأرسل وزير خارجيته فقط “جون إيف لودريان” إلى الجزائر ربما لشرح وجهة نظره وتبرير هذا الخيار.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.