عناوين فرعية
-
ألهذا الحد أصبح بيت السلطة أوهن من بيت العنكبوت؟
الخارجية الجزائرية تسنفر موظفيها (طبعا نحن لا نملك وزراء في عهد بوتفليقة بل موظفين سامين للدولة على أقصى تقدير، وسكرتيرات الرئيس في معظم الأحوال)، فها هو السيد مساهل يستدعي سفير الاتحاد الأوربي بمقر وزارته للاحتجاج على الفيديو الذي نشرته الصحفية ليلى حداد بأحد مكاتب الاتحاد تنتقد فيه رئيس الجمهورية بشدة داعية إياه إلى التخلي عن العهدة الخامسة.
سعادة السفير وعوضا أن يقدم اعتذارات رسمية كما كان يظن معالي الوزير، ينشر تغريدة على حسابه بتويتر يوضح فيها أن لا علاقة للفيديو الذي نشرته الصحفية بمؤسسات الاتحاد الأوروبي، وأن ما بدر منها يتوافق مع مبادئ حرية التعبير وسائل الاعلام.
وتثور ثائرة المسؤولين الجزائريين الذين عبروا على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية بأن تغريدة السفير لا تلزم إلا شخصه، رغم أنهم يعلمون علم اليقين بأنهم مخطئون بظنهم أن سعادته ينطق عن الهوى، فكل ما يصدر من السفير من قول أو فعل هو بمثابة موقف رسمي من الاتحاد الأوربي الذي فوضه لهذه المهمة.
منذ سنتين أو أكثر حدث نفس الشيء تقريبا عندما نشر الوزير الفرنسي السابق “فالس” صورا للرئيس وهو مريض منهك القوى وشارد الذهن، نشرها ليضحك بها شعبه في أبشع مشهد وأتعس لقطة، وكان له ذلك، فقد تهكمت علينا احدى القنوات الفرنسية(كنال+)، وشاهدها كل العالم وكانت بحق صور مدعاة للحزن والألم، فسارعت الديبلوماسية الجزائرية آنذاك إلى التنديد بتصرفات الوزير الذي لم يصن حسبهم حسن الضيافة التي وجدها من خلال استقباله المميز من طرف فخامته.
ولست أدري لماذا لم يستوعب أصحاب القرار عندنا الدرس حتى الآن، ويدركوا بأننا أصبحنا دولة ضعيفة لا نستطيع تقرير مصيرنا بيدنا والذود عمن يتأبطون بنا شرا، كل هذا لسبب بسيط وهو أننا نفتقد لرئيس فعلي يحمي شعبه، فمادام الرئيس مريضا فالجزائر مريضة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.