في كل مرة يطل الوزير ليطمئن الناس بأنهم رتبوا جيدا لتسهيل حركة المسافرين؛ وحينما عدت إلى الجزائر وجدت الأمر لم يتغير مطلقا!!.
صدقوني: 3 ساعات كاملة قضيناها في ما يسمى “مطار الجزائر الدولي” بقلب عاصمة الجزائر؛ أكبر بلد في قارة أفريقيا!! ..
3 ساعات كاملة وسط موجة سخط عارمة للمسافرين؛ بينهم كبار السن والأطفال والحوامل؛ وقفوا جميعا؛ وقد أرهقهم الصوم ورحلة الست ساعات ونصف؛ ليجدوا أنفسهم في مواجهة “جحيم” انتظار حقائب السفر التي بقيت تتدفق طيلة 3 ساعات كاملة؛ يتكفل بها بضعة عمال؛ جاءوا لخدمة مئات الركاب الذين قدموا على متن طائرة الأرباص الضخمة، ومئات مسافرين آخرين قدموا من عواصم عالمية أخرى!
وما زاد الطين بلة؛ تعطل البساط الكتروني الذي ينقل الحقائب!! انتظرنا 3 ساعات كاملة؛ حتى إن طائرة الخطوط القطرية كانت قد أكملت التزود بالوقود، وأوشكت أن تقلع مجددا إلى الدوحة؛ ونحن كنا لا زلنا ننتظر
حقائبنا، وسط حيرة ضيوف أجانب لم يستوعبوا ما يحدث!!.. بينما مراسلة التلفزيون الرسمي تقف على بعد أمتار مبتسمة؛ تنقل أجواء عودة المهاجرين !! وحينما حاولت “عبثا” أن أحتج؛ ردّ عليّ أحد العمال المكلفين بحمل الحقائب ببرودة دم: راك فالدزاير!!
ولا تسألوني عن طابور الانتظار أمام مكتب التصريح عن العملة الأجنبية؛ حيث وقف العشرات من المسافرين أمام “كشك” صغير؛ يعمل به موظف واحد لا أكثر؛ ما يزال في سنة 2016 يدون تصريحات المسافرين بالورق والقلم، في دفتر لا يمكن أن تسعه إلا سلة المهملات!!.. ويحدثونك عن الحكومة الالكترونية وتعميم الحواسيب والرقمنة!!.
ترى؛ هل يدرك وزير النقل ذلك؟ هل ينزل مدير المطار للوقوف على ما يحدث؟ أين مدير الشركة الأجنبية المكلفة بتسيير المطار؟ وأين المسؤول عن مراقبة موظفي وعمال المطار؟، أم أن تسهيل إجراءات المسافرين تنتهي في حدود الموانئ مع القادمين من باريس وفقط…!
(*) كاتب صحفي جزائري مقيم بالدوحة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.