كانت ولتزال أيامها وحياتها يحتكرها الرجل وكأن للرجل حياتان أو حيوات وللمرأة العدم..
فكلما أشرقت شمس إلا واعتراها سحاب عاصف يملأ الأفق ضجيج عارم وكأن الكون ليس بحاجة إلى شروق..
إن تلك الأيام التي مرت على المرأة في زمن غابر لم تكن سهلة أبدا ولا أيامها اليوم، ففي عصر الإنفتاح والتفتح والتكنولوجيا مازالت نساء يعانينَ الأمَّر مع رجال يحيطون بهم سواء أب، أو أخ، أو زوج،… وحتى الأقارب من أعمام وأخوال.
فتلك المسكينة التي بدأت تفهم أن حياتها شيء مستقل لذاته عن الرجل، علمت اليوم أنه لن يتقبل قيادتها لنفسها وسيرفضها وستجبرها الأيام يوما أن تكون قوية أكثر من اللازم لتحمي نفسها فماله ليس مالها، وما يفعله هو ممنوع عليها، وأنَ من حقها أن تتنفس الحياة، فقررت أن تكون هي ذاتها فقدرت ذاتها ورفضت التخلي عنها تكافح لسبيل أن تحيا حياتها، تعاني الحوادث والحياة القاسية تفاجئها لكنها تعلم أنّ لا راحة مع الحياة، بل هناك رضاً وعزيمة وتحدي، فتفهم حقيقة الحياة فتستمتع بها أكثر من تلك التي وهبت نفسها، أفكارها، شعورها، وتخلت عن شخصها لرجل لم يجعلها ملكة في بيته ولا خادمة وهي تحاول جاهدة المسكينة أن تجعل منه مثالا لحياتها فتضحي بوقتها وجهدها وتركزّ كلّ أفكارها ومشاعرها نحوه، فلا تجد منه إلا الخذلان، ليصنع منها بمساعدة الأيام محارب له ومنغّص لأيامه ليخضع في الأخير كل منهما لمدار أفكار بعضهما السّلبية التي زرعوها في بعضهما أول مرة! فلا هي عرفت تكون نفسها، ولا هو أمسك بزمام حياتها وحياته فتذهب نفسه أيضا حسرات…
فيا له من خسران!.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.