زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

في الجزائر.. عمارة من 16 طابقا بدون مصاعد!

في الجزائر.. عمارة من 16 طابقا بدون مصاعد! ح.م

عمارة المعاناة!

عناوين فرعية

  • سكان "حي سيلا" يطالبون بالإفراج عن المصاعد

يعاني سكان العمارات الشاهقة في الكثير من أحياء العاصمة من صعوبة الصعود والنزول من مساكنهم بسبب تعطل المصاعد الكهربائية ومنها ما بقي خارج الخدمة لسنوات وهذا هو حال سكان "حي الأب والابن منصور" المعروف باسم "سيلا" ببلدية المقرية التابعة للمقاطعة الإدارية حسين داي، حيث توجد عمارة عملاقة مكونة من 16 طابق بها 256 شقة موزعة على ثمانية مداخل في إحصائيات رسمية في حين أن هناك عائلات أخرى تقطن الأقبية في ظروف صعبة منتظرة عملية الترحيل.

فبعد بقاء المصاعد لما يقارب الثلاثين سنة معطلة ولامبالاة المصالح المعنية رغم الشكاوى العديدة المقدمة إليها، قرر سكان الحي عام 2017 وضع حد لهذه المعاناة وقاموا بإصلاحها على نفقتهم الخاصة بمبالغ معتبرة، ولكن ذلك بدا هينا مع ما يعانونه يوميا، وبعد أكثر من عامين من التنقل بكل ارتياح جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمع بوادر العهدة الخامسة بدأت المشاريع الغائبة لعقدين بالظهور في مخطط كشف عنه الوالي السابق عبد القادر زوخ حيث أكد أن 25 بالمائة من النسيج العمراني سيتم تحديثه لعصرنة العاصمة ضمن برنامج التهيئة في إطار المخطط الاستراتيجي وقد تم تحديد 380 موقعا لترميمه وإعادة تهيئته، كما جُند أزيد من 520 مقاولا وأكثر من 122 مكتب دراسة، وهو ما سمح بخلق حوالي 12 ألف منصب شغل، منهم ألف إطار من خريجي الجامعات، مشيرا إلى أن المشروع حتّم على الهيئات المعنية والمسؤولين فتح فروع بمدارس التكوين المهني والتمهين مختصة في مجال تهيئة العمارات.

وأكد زوخ إلى أن ميزانية كبرى خصصت للمشروع حيث رصدت مصالحه مبالغ مالية هامة للقيام بالأشغال المتعلقة بتهيئة وإعادة ترميم العمارات القديمة والخاصة، ليتطرق إلى مسألة تصليح المصاعد الكهربائية والتي بلغ عددها 780 مصعدا، منها 364 وُجهت لها الأغلفة المالية والعتاد اللازم والمستورد لإتمام عملية الإصلاحات.

وتبعا لهذا المخطط الذي شرعت مصالح الولاية في تنفيذه بدأت الأشغال في “حي سيلا” أين قام العمال باستعمال المصاعد المشتغلة والتي أصلحها السكان في نقل كل العتاد بما في ذلك المحركات الثقيلة لاستبدال قطع الغيار والهياكل بعدما وعدوا السكان أن العملية لن تتجاوز الشهرين وسيتم الإفراج عن المصاعد الذكية لكن الحقيقة كانت مغايرة تماما والوعود لم تحقق طبعا، فبعد أكثر من ثلاثة أشهر ومع دخول الشهر الفضيل اختفى العمال وتم إغلاق المصاعد وبقي الناس يعانون وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة، أما كبار السن فقد صاروا سجناء داخل شققهم، وزيارة الأقارب ممنوعة في الطوابق العليا وغدا الاستقبال يقام بالشارع من غير واجب الضيافة حيث ينزل السكان لرؤية ذويهم إلى أسفل العمارة، حتى الأطفال فضلوا البقاء خارجا للعودة إلى المدرسة عوض الصعود إلى بيوتهم خصوصا خلال شهر الصيام حيث تنتهي الدراسة في الفترة الصباحية على 11سا 20 د لتبدأ الفترة المسائية على الساعة 12والنصف بغض النظر عن مشقة حمل المقتنيات والتخوف من التسوق ليبقى المواطنون ضحايا سوء التسيير والبيروقراطية ولا مبالاة المسؤولين كالعادة.

وأمام هذا الوضع المزري والمعاناة الكبيرة قرر وُجهاء الحي الاتصال بالسلطات المحلية وتوجهوا إلى مصالح بلدية المقرية لإيجاد حل لهذا المشكل، فكان رد الأمين العام أنه لن يتم الإفراج عن المصاعد إلى حين إنهاء كل أعمال الترميم بما فيها الطلاء وتنصيب الهوائيات الجديدة إلى غير ذلك من المهام، ليجد السكان أنفسهم أمام أزمة أكبر فالله وحده يعلم كم سيدوم ذلك مع سياسة المماطلة والبريكولاج.
ثم انتقل بعدها المعنيون إلى مصالح الولاية على أمل إيجاد رد شاف ولكن ذلك لم يأت بنتيجة.

zoom

وفي النهاية قرر السكان فتح المصاعد التي كلفتهم الكثير وأصلحوها من جيوبهم سابقا ليجدوا أنفسهم مجبرين على الصعود والنزول على أقدامهم في مسيرة مراطونية لا يستشعر معاناتها إلا من يشترك بها، وليوم واحد فقط تنفس السكان الصعداء ليعلق أحد المصاعد في الطابق الثاني من المدخل الثامن مما استدعى تدخل رجال الحماية المدنية لتخليص العالقين بعد عملية دامت لأكثر من ساعة ونصف تم خلالها كسر الأبواب والجدار الداخلي للمصعد مما سبب حالة من الهلع في أوساط السكان مع طرح عدة تساؤلات أهمها: من المسؤول عن هذا العبث والإهمال إن لم نسمه تخريبا باستبدال مصاعد مشتغلة بأخرى قد تؤدي للموت أو تتسبب بعاهات مستديمة، وهل تم حقا صيانة هذه المصاعد التي جعلت الحياة معاناة حقيقية أم أن الإصلاحات رحلت مع رحيل العهدة الخامسة وهذا ما أثار سخطا كبيرا لدى السكان الذين قرروا التصعيد ولو بالتظاهر أمام المصالح المعنية بعدما تم إيقاف تشغيل المصاعد وغلق كل الأبواب بما فيها أبواب المسؤولين.

هي مشاريع تخصص لها ميزانيات ضخمة ولكنها لا تتحقق وما يُنجز لا يترجم حقيقة المبالغ المالية التي تصرف فملفات الفساد مازالت مفتوحة ونهب المال العام مستمر ليبقى المواطن تحت رحمة اللامبالاة وسياسة الترقيع واستعمال الخردوات من العتاد وإلا كيف يتم إيقاف مصاعد مشتغلة وترك السكان يعانون من غير وجه حق ولا أحد يُحاسب فكل الهيئات تتملص من مسؤوليتها.

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

1 تعليق

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 6972

    سكان حي لاسيلا

    معاناة حقيقة لايعلم بحالنا إلا الله، حتى حياتنا تغيرت صرنا لانخرج وان خرجنا لانعود للبيت،حسبنا الله ونعم الوكيل دعوات آلاف السكان الصائمين ستطالكم في هذا الشهر الفضيل فإن استعملتم النفوذ والسلطة في ظلم العباد فحسبنا ان الناصر هو رب العباد، لو كان يسكن هنا المير وجماعته أو الوالي أو أي شخصية نافذة لما تم تعطيل المصاعد التي اصلحناها من مالنا الخاص، ولكن نقولها اننا لم ننتخب يوما المفسدين بدءا من المير ثم الوالي وحتى فخامته، وسيأتي يوم ترحلون جميعا وتحاسبون.
    استعملتم النفوذ والسلطة في ظلم العباد فحسبنا ان الناصر هو رب العباد اللهم عليك بكل من ساهم في جعلنا نعاني ليل نهار وعطل مصالحنا، اللهم تجاهلونا اليوم رغم شكاوينا فتجاهلهم يوم يمرون على الصراط، حرمونا من الصلاة في المساجد ومن صلة الارحام ومن العيش المريح.
    اللهم عليك بناهبي العقارات ولصوص المشاريع، و المفسدين الذين ضيعوا الأمانة واهملوا عملهم وبددوا المال العام واكلوا السحت ظانين أنهم الأذكى والاقوى ياقوي ياجبار.

    • 4

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.