كتب الله على عبده فرحة يوم العيد.. فرحة تلوح كشعاع وسط الظلام فتنير القلوب والمكان.. قلوب الكبار والصغار رغم الظروف.. الصغار بلباسهم وحلوتهم والكبار بصومهم و قيامهم..
أتذكر وأنا من جيل نهاية السبعينات ترقبي لحلول العيد بلهفة صبيانية بريئة، أجرب الملابس عدة مرات، كما كنت أنظر وأنا مغتبطة للحناء التي تجعلها أنامل أمي حفظها الله تخرج حمراء قانية فتعجب الجارات بلونها أيما إعجاب..
كنت أنا وإخوتي الأربعة نسهر ليلنا ذاك وقلوبنا ترقص فرحا.. وكان أبي رحمة الله عليه ينظر إلينا فرحا وكأنه يقول في نفسه “الحمد لله أكملت مهمتي في هذا الشهر الفضيل وختمتها بملابس العيد لأطفالي وبعض الحلوى للتغافر”.
لازلت لحد الساعة أستشعر تلك النسمات العليلة لصبيحة العيد وأمي بهمة ونشاط تكمل ما تبقى من عمل.. أحاول اليوم أن أعيد بعض تلك التفاصيل الطيبة الجميلة ليعيشها أطفالي وأزرع فيهم حب العيد وانتظاره بشغف، فاسمه يكفيه عنوانا.. إنه العيد.
فرحة العيد ستبقى تتجدد وتبعث فينا في كل مرة طاقة جبارة.. وفرحة العيد هذه السنة نجعلها كذلك مساحة للفرح.. سنطوّع وسائط التكنولوجيا لتقريب المسافات.. سنتزاور روحيا وبمشاعرنا.. سننقل أجواء بيوتنا لأهالينا.. سنريهم مائدة القهوة والحلويات.. سنريهم فرحة البيت وملابس أطفالنا..
ببساطة، فرحة العيد التي أودعها الله فينا كامنة سنخرجها في أحلي حلّة.. كل عيد وفرحتكم تتجدد.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.