عندما تُوفي العيفة شقيق أحمد أويحيى، كتبت أقول: لم تحضر الصحافة من أجل تغطية جنازة الفقيد، ولكنها قد حضرت من أجل الأخ الذي مشى في جنازة أخيه، حضرت فقط من أجل أن تأخذ صورة للسجين أحمد أويحيى وهو مكبل اليدين على سبيل التشهير والشماتة والتشفي!.
ولقد تساءلت بنوع من الاستنكار:
“هل كان يعلم الصحفيون أنهم قد كانوا يمشون في جنازة شرف مهنة الصحافة وهم يحملون على أكتافهم نعش أخلاقيات مهنة الصحافة وآدابها إلى مثواها الأخير.
معذرة أيها الصحفيون، لقد حفرتم قبوركم بأنفسكم ودفنتم فيها بعضكم بعضا، لقد دفنتم آخر ما تبقى لكم من الأخلاقيات المهنية والكرامة الإنسانية..
إن للميت حرمة وللحي حرمة ولكنكم انتهكتم كل الحرمات، حرمات الأموات والأحياء، حقا إن إكرام الميت هو الإسراع إلى دفنه، وها أنتم تسارعون إلى دفن هذه المهنة الميتة والتي ماتت قبل موتكم”!!..
تذكرت كل هذا، وأنا أرى مثل بقية المشاهدين تلك الصور المهينة للمتهم عبد المؤمن ولد قدور والتي تناقلتها مختلف القنوات التلفزيونية والمنصات الاجتماعية..
رحم الله ذلك الزمن الذي كنا نرمز للمتهمين بالحروف فقط ونغطي أعينهم في الصور، مهما كانت بشاعة الجرائم المرتكبة، حيث لا الأخلاق ولا أخلاقيات الممارسة الإعلامية ولا القوانين تسمح بإهانة كرامة الإنسان حتى ولو كان من الأعداء، ولكن لا كرامة لمن لا كرامة له، وللأسف فلقد وصلت ممارسة الصحافة إلى هذه الدرجة من السخافة!!!…
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.