الحراك، معرّفا بأنه نضال سياسي مطلبي مسرحه الشارع، هو فعل سياسي، لا "فاعل سياسي". وهذه حقيقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في سياق الدعوات للنزول إلى الشارع من جديد واستئناف الحراك بمناسبة ذكرى انطلاقه الثانية.
وحتى لا تتكرر إشكالات التجربة الأولى مجددا: من هو الناطق باسم الحراك؟ وما هو سقف مطالبه؟ وهل هو حراك الجزائريين كلهم؟ أم تعبير عن رؤى فئة ضيقة منهم؟ عفوي ووطني؟ أم مؤامرة تستهدف الوطن واستقراره؟… ينبغي أن يعرّف الفاعلون أنفسهم بشكل صريح وواضح، مبينين منطلقاتهم السياسية وأهدافهم القريبة والبعيدة، كما فعل مفجرو ثورة نوفمبر في بيانهم الخالد. ثم لينظروا بعد ذلك إن كان الشعب سيحتضن الثورة أم ينكرها.
وسواء كان المنخرطون في الشأن السياسي (في سياق الحراك أو في غيره) مدفوعين بأنبل القيم أو بأخس المطامح، فإنه لا سبيل لهم إلى النجاح إلا بالانتظام في كيانات راسخة الأساس متينة الأركان.
وما لم يكابد هؤلاء مشقة العمل، وينالهم كيد العدو وخذلان الصديق، فستبقى أحلامهم أقرب إلى الأوهام، ولن يصل بهم إيثار التحرر من أي التزام إلى أي هدف.
التع
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.