صدَم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، الأسبوع الفارط، بمنحه ثلاثة مقابلات صحفية لأكثر ثلاثة شبان متابعة على موقع "يوتيوب" في أمريكا، وهو سلوك قد لم يقم به أي رئيس قبله في أمريكا والعالم.. وبينما يكون الرئيس الأمريكي فعل هذا الخطوة - بعدما منح عشرات المقابلات الصحفية لوسائل إعلام محلية خلال عهدتيه الرئاسيتين - فإن الرئيس #بوتفليقة لم يمنح سوا حوار صحفي واحد "مكتوب" لصحيفة جزائرية طيلة عهداته الرئاسية الأربع.
وكانت صحيفة Le jeune indépendant (الشاب الحرّ) الأكثر “حظا” من قريناتها في الجزائر، باقتناصها حوارا، ولو مكتوبا، مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو الحوار الصحفي الأول والأخير للرئيس، لم يحظ أحد من وسائل الإعلام الجزائرية، المكتوبة أو السمعية البصرية، بمقابلة معه، بما في ذلك وسائل الرسمية من وكالة أنباء أو التلفزة الوطنية أو الإذاعة! هذا الواقع يدعو إلى طرح سؤال حول سبب “نفور” الرئيس بوتفليقة من التعامل مع الصحافة الوطنية، بينما منح مقابلات كثيرة لوسائل إعلام عربية وغربية، بينها وكالة الأنباء الفرنسية وفضائيات عربية وغربية.
بدأ الرئيس بوتفليقة عهدته الرئاسية الأولى العام 1999، ومن حينها بدأت علاقته بالصحافة تتوضّح، حيث وصفها في أحد خطاباته بـ”طيّابات الحمّام” وعاود هذا الوصف مرات، وهي إهانة لم يقبلها أهل المهنة، فهِموا منها أن الرئيس لا يثق فيهم، وهو ما ترجمه فيما بعد بـ”مقاطعة” الصحافة وعدم التعامل معها إلا عند الضرورة الملحّة، كالخطابات الرسمية أو الحملات الانتخابية، واعتمد أسلوب مخاطبة الرأي العام وتوجيه الرسائل عبر الإعلام الرسمي فقط.
يبقى الرئيس بوتفليقة أكثر رؤساء الجزائر تحاشيا للإعلام بل و”ازدراء” له.. فلم يعقد ندوة صحفية واحدة للإعلام الوطني المستقل منه والعمومي، يجيب فيها عن أسئلة الصحفيين ويقترب بها أكثر من الشعب، وبذلك بقي “بعيد المنال” عن الجميع.
ورغم تخصيص “جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف”، التي لم تحظ بمباركة كثير من وسائل الإعلام، إلا أن هذه الجائزة تبقى “بلا روح”، بالنظر للطريقة التي درج الرئيس معاملة هذه #الصحافة بها ما جعل هذه الأخيرة لا تبادله “الودّ بالودّ”، وهو موضوع يجب أن ينال حظه الوافر من البحث والتنقيب لكشف خلفياته ودوافعه.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.