تعرفون تنظيما جديدا بدأ ينشط في الساحة السياسية منذ أشهر، اختار له مؤسسوه إسم "حركة مواطنة"؟
هي حركة تتكون من بعض الوجوه القديمة الجديدة – والتي أحترم بعض أعضائها- ، هذه الحركة تريد أن تغير نظام الحكم في الجزائر.
نعم، هي تريد جمهورية ثانية برئيس ينتخبه الشعب وسلطة تأخذ مصداقيتها من الشرعية الشعبية، وهذا أمر جميل وممتاز، يحلم به كل جزائري حر في هذا الوطن.
لكن، الأمر غير “الجميل” والمقزز أن مؤسسي هذه الحركة التي ولدت ميتة يريدون قطف ثمار ثورة لا يكونون أطرافا فيها، أو كما كان يردد لي شقيقي الأكبر (وهو بالمناسبة أستاذ متقاعد كان يدرس اللغة الفرنسية) كان يقول جملة بالفرنسية تعطي المعنى الحقيقي لما يريده هؤلاء”ARMONS NOUS ET PARTEZ”.
هو هذا بالضبط ما يريدون، أن نخوض الحروب بدلهم، ويأتون هم ويقطفون الثمار، مثلما فعل المجاهدون المزيفون إبان الاستقلال.
تظنون أنني أتجنى على هؤلاء؟.. لا والله، فلست أنا من يفعل ذلك، أو أفتري عليهم وأشوه صورتهم أكثر مما هي مشوهة أصلا.
سأنقل لكم فقرة مما كتبه أحد أعضاء هذه الحركة بالحرف الواحد وستجدونه مسجلا في عموده “نقطة نظام” الذي نشر بجريدة الخبر بتاريخ 26/09/2018 تحت عنوان “الحل في التسييس“.
السيد بوعقبة، وفي لومه وتثريبه على الأطباء المقيمين ومتقاعدي الجيش كتب ما يلي:
“الأطباء ومتقاعدو الجيش ارتكبوا أيضا أخطاء في تسيير قضيتهم، فرغم قوة تنظيمهم ووضوح مطالبهم وتعاطف الشعب معهم، فإنهم أخرجوا قضيتهم من دائرة المطالب المهنية الاجتماعية رغم بقائهم سنوات وهم يناضلون تحت هذا الشعار.. وكان عليهم أن يطوّروا مطالبهم ويصعّدوا من احتجاجهم، ليس في سياق ما يقومون به في مهنتهم وتنظيمهم، بل كان عليهم أن يحوّلوا مطالبهم المهنية غير المستجاب لها إلى مطالب سياسية! فلو طوّر هؤلاء مطالبهم من المهنية إلى السياسية لاضطر الذين يتصارعون بقضيتهم على مستويات عليا إلى الإسراع لحل المشكلة.. وهو تصعيد سياسي مقبول ومشروع”!
يا سعدي وفرحي على عمي “سعد” وجماعته يريدون أكل الشوك بأفواه الغلابى الذين أشبعتهم أجهزة الأمن “مطرق”، وهو في مكتبه يحضر لمقال الغد حتى يسترزق من أموال “ربراب” الذي يمول الجريدة التي تشغله .
لست أدري إن كان هؤلاء جادين في طرحهم المستفز لمشاعر الحشود الغاضبة في الشوارع والساحات.
هم (أقصد أعضاء حركة مواطنة طبعا) يتنقلون أيضا، بصفة مستمرة عبر الوطن، ليسوقوا “لقضيتهم النبيلة”، التي لم يتحمس لها أحد من الشعب في الجهات الأربع من الوطن، بل بالعكس من ذلك، فقد انفضوا من حولهم وتركوهم لوحدهم يتمتمون فيما بينهم، وعندما خذلهم الشعب، راحوا يلومون المحتجين على عدم تصعيد خطابهم ومطالبة النظام بالرحيل، لتأتي حركة مواطنة ومن يسير في فلكها وتحكم الجزائريين من دون أدنى خسائر.
هو مشهد آخر من مشاهد البؤس، وسبب من أسباب بقاء هذا النظام جاثما على قلوبنا لعقود أخرى من الزمن، إنها.. حركة “مواطنة”.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.