عندما يتهم وزير التجارة على المباشر و أمام 40 مليون مواطن رئيس حكومة و وزيرين سابقين بالوقوف وراء "لوبيات" مارست في السنوات الماضية ضغوطا لإدراج مادة في قانون المالية تمنع استيراد السيارات القديمة، من أجل التسهيل لوكلاء السيارات لاحتكار تجارة السيارات لمدة 10 سنوات، والشعب الجزائري يقف متفرجا "لسيرك عمار" وكأن الأمر لا يعنيه.
عندما توفر الدولة الغطاء “اللاقانوني” لهاته “اللوبيات التي تدحرجت ككرة الثلج، لتكبر وتصعب السيطرة عليها ونفتجئ” -كما قالتها بن غبريط – بـ40 مليون مواطن كلهم “بدون استثناء”، مسلوبي الإرادة، نراهم قد أداروا ظهورهم لكل ما يجري من فساد، ولسان حالهم يقول “تخطي راسي برك”، رغم أن رؤوسهم جميعا وضعتها تلك اللوبيات فوق مقصلة الفساد.
عندما يفضح وزير السياحة نظراءه السابقين ويتهمهم بـ”التبزنيس” في مساحات كبيرة من حديقة “دنيا بارك”، ويأتي الوزير الأول ويحاول التستر على تلك الجرائم التي ارتكبها من ائتمنهم الشعب على أمواله، ويصرح بكل وقاحة أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد خطأ وقد تم تداركه، ولا يسأل هذا الشعب الجبان عن أمواله فيما صرفت.
عندما تسرب أسئلة البكالوريا، وعوض أن تستقيل الوزيرة، وتساءل من طرف برلمان “المعتوهين” ويأتي بعد ذلك كل الطاقم الحكومي للتضامن مع هاته الوزيرة “غريبة الأطوار”، ولا يتحرك أولياء التلاميذ، لا أقصد طبعا “جمعية أولياء التلاميذ” فكل الجمعيات أصبحت لجان مساندة، وفرقا فلكلورية يستنجد بها فقط في الانتخابات “الكرنافالية”.
عندما يشتري وزراء سابقون وحاليون عقارات فاخرة في مدينة الجن والملائكة -باريس- ومدينة الضباب- لندن- وعواصم أوربية أخرى، ولا يفتح تحقيق ويطرح السؤال الذي وجب أن يطرح “من أين لك هذا؟؟؟”، ويأتي بعدها الوزير الأول، وينصح الشعب الجزائري بشد الأحزمة لأن الأموال “بح” والخزينة أصبحت خاوية على عروشها، ولا يستنفر هذا الشعب قواعده، ليعرف أين ذهبت ملايير الدولارات التي كان يدرها بترول الطبقة الصامتة (وهي تمثل طبعا كل الشعب الجزائري دون استثناء).
عندما أصبحنا نُمس في شرفنا من طرف المستعمر -القديم الجديد- و تنزع سراويل وزراءنا، ولا تتحرك الآلة الديبلوماسية، ويأتي هؤلاء الوزراء لينزعوا سراويلنا نحن، أو كما يقول المثل الجزائري “محقورتي يا جارتي”، ولا نعيد لبس هذه السراويل لنغطي عوراتنا، ونقول لهؤلاء “قفوا فالشرف خط أحمر”.
عندما أصبحنا نعيش حياة الذل والخزي ونألف سماع مثل هكذا فضائح في كل حين وفي كل مكان في الجزائر، و لا يتحرك فينا ساكن، عندها فقط، أسمح لنفسي بوصف هذا الشعب بأنه شعب ….. !!!…………. طبعا دون استثناء.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.