كانت التزكية قديما، شريط مسجل يوضح فيه المشايخ تزكيتهم، عبارة عن سؤال وجواب، والآن أصبح وثيقة رسمية فيها التوقيع والختم، هذا الأمر يجعلنا نطرح سؤالا وجيها، هل تحولت المدرسة السلفية من مؤسسة دينية خالصة إلى مؤسسة جيو سياسية تعتمد على قرارات سياسية وأساليب برتوكولية حتى في تزكية المشايخ، أم تحولت السلفية من منهج فكري إلى منظمة دينية سياسية؟
أيعقل أوهام الكنسية قديما في حكم العالم كله والسيطرة عليه، عادت إلى مشايخ السعودية حتى أصبحوا يفكرون في تصدير وثائق تثبت العلماء الذين على عقيدتهم ومنهجهم السلفي في السعودية؟
بصراحة أصبح الضباب يحوم حول المؤسسات الدينية السلفية في السعودية، وحينما لا تكون الصورة واضحة يكون الأمر خطيرا ومصيبة على المسلمين قبل الإسلام.
رسالة الشيخ محمد بن علي الهادي المداخلي إلى مشايخ السلفية في الجزائر، والتي حملت ظاهريا تزكية لثلاث مشايخ، باطنها مخيف جدا، لأن القراءات التحليلية لها تأخذ جميع الاتجاهات، وتطرح عدة إشكاليات، هل نحن بالفعل أمام مؤسسة دينية خالصة أم منظمة سياسية سلفية تحاول أن تسطير بمنهاجها على دول العالم العربي؟
إذا كانت كذلك فالمشي وراءها مصيبة خطيرة وخطر محتوم بل قنبلة موقوتة ممكن تنفجر، لأن تزكية لثلاث مشايخ وتأكيد على الطلاب للجوء إليهم، يعني إقصاء جميع شيوخ السلفية في مجلة الإصلاح وغيرهم، الرسالة تؤكد أن السلفية كلها تختصر نفسها في ثلاثة مشايخ فقط عند العامة من السلفيين، أليس هذا إقصاء يا شيخ محمد؟ لا يجب أن يزرع في دولة مدنية أو ديمقراطية الجميع فيها يقول ”نفسي نفسي” حتى لا نحصد منها فتنة فكرية تفرق الأخ وأخيه في وطننا الغالي الذي تراه رقعة جغرافية فقط ونحن نراه وطننا الأم..
فكرتك لرسالة مطروحة من بيئتك ومحيطك الذي كتبت فيه وهو المملكة العربية السعودية، إذا كانت مؤسسة دينية سلفية غرضها حماية الدين والدفاع عن السنة فمرحبا بها، لكن إذا كانت منظومة سياسية دينية متفرعة للسيطرة على المؤسسات الأخرى في دول العربية فهذا خطر كبير وعلينا أن نحذره بدل أن نؤيده.
Djamel.sghier@gmail.com
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.