وصف صاحب العمود "نقطة نظام" في مقاله الموسوم "تحيا الغباوة السياسية" مجلس الشيوخ الفرنسي بالغباء السياسي، وأنه "أخذ شيئا من رداءة البرلمان الجزائري عندما استند في تقريره إلى تصريحات أشباه المسؤولين الجزائريين وكتب خلاصة مضحكة تتحدث عن الإتجاه في الجزائر إلى تحضير العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة".
عميد الصحفيين نبه مجلس الشيوخ الفرنسي أن “الدستور يمنع عهدة ثالثة فما بالك بالعهدة الخامسة”، إلا أن مشكلته الأساسية التي يشترك معه فيها معظم الصحفيين هي عدم امتلاكهم للثقافة القانونية الكافية للإدلاء بهكذا “تنبيهات!”.. ولمن؟… لأعضاء البرلمان الفرنسي!.
المصيبة أن السيد بوعقبة يجهل بأن الدستور الذي تحدث عنه قد تمت المصادقة عليه سنة 2015، وأنه -مثله مثل القوانين الأخرى- يطبق بأثر فوري وليس بأثر رجعي، مما يعني أن العهدة الحالية للرئيس بوتفليقة هي الأولى، وهو بالتالي، يحق له أن يترشح لعهدة ثانية؟…
صديقنا الصحفي المخضرم تساءل قائلا “لكن هؤلاء لم يقولوا للفرنسيين بماذا سيحضرون العهدة الخامسة للرئيس بالدستور الذي لا يسمح بذلك صراحة.. أم بالمقاطعة الشعبية التي بلغت 90%”.
طبعا، هو يقصد العهدة الثانية التي يسمح بها الدستور(كما فصلنا آنفا)، أما في ما يخص المقاطعة الشعبية للانتخابات، فنحن بدورنا نسأله: متى أخذت السلطة برأي الشعب الجزائري الذي بات الحلقة الضعيفة، والذي ظل مغيبا، ولا يحسب له أي حساب منذ أمد بعيد؟
ألا يعلم السيد بوعقبة (وهو سيد العارفين) أن هذه السلطة لا تنتظر سوى الضوء الأخضر من الرئاسة الفرنسية لتعيين الرئيس القادم للجزائر أو التمديد لعهدة ثالثة ورابعة وخامسة… بل وأبدية، وأن الانتخابات الرئاسية ما هي إلا كرنفالا في دشرة!
بل وقد نشهد لعملية توريث ممنهجة، ونحن الآن نشتم رائحتها النتنة، خاصة مع الظهور المتكرر لشقيق الرئيس ومستشاره الخاص السيد السعيد بوتفليقة، الذي أصبح يتدخل في كل شاردة وواردة، وكأنه الرئيس!
سأنهي من حيث أنهى الأستاذ سعد بوعقبة مقاله، عندما كتب “إنني تعبان ومع ذلك أحس بأنني بحاجة الى خرق قانون الطبيعة وليس الدستور وأمدد تقاعدي لـ80 سنة!”.
فعلى ما يبدو أن أخونا سعد، بحاجة فعلا، إلى نقطة نظام، لتقدمه في السن، فقد أصبح يشعر بالتعب والإرهاق، وهو بحاجة كذلك إلى راحة وليس أن يمدد تقاعده لـ80 سنة كما يظن، فقد آن الأوان أن يتقاعد فعلا من هذه المهنة التي سببت له نقصا في التركيز.
أما الحديث عن العهدة الخامسة كما كتب حضرته فهو “غباء ما بعده غباء”، وأقول له كما قال هو نفسه “اذا ابتليت يا سعد فاستتر”!.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.
تعليق 6470
ىافىصل الكاتب الجىد هو الدى يحسن القراءة وملاحظاتك على ماكتبت أنا تدل على أنك لست كذالك فقد قبذلت في العمود لو قال هؤلاء نحضر عهدة أولى على اعتبار أن غلق العهدات في الدستور حدث بعد العهدة الرابعة لكان لكلامهم معنى، أين هو الفرق بين ه>ا وما كتبت أنت؟
لمعلوماتك، أنا قرات القانون الدستوري والاداري لمدة سنتين على يد الدكتور طعيمة الجرف رحمه الله، صاحب نظرية “نشوء الدولة في القانون الدستوري” في جامعة السربون.
وناقشت فيلسوف القانون الدستوري عبد المالك بن حبيلس رحمه الله، رئيس المجلس الدستوري في عهد الشادلي، ووزير العهد في عهد بومدين، في قضية منع الرئيس من الترشح إذا كانت زوجته اجنبية.
الخطأ ليس عيبا، والاعتراف به فضيلة.
مع تحياتي
سعد بوعقبة