"إقرأ".. هي أول كلمة نزل بها الوحي، هي أمر إلهي ونصيحة لكل إنسان يسعى للبناء والنماء، فبكل ما تحمله هذه الكلمة العظيمة من معاني سامية علينا تطبيقها، وهذا ما يسعى إليه مشروع تحدي القراءة العربي، وهو حسب ما يعرفه القائمون عليه أنه أكبر مشروع عربي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهذا لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.
وقد فاز العام الماضي بالجائزة الأولى في هذا التحدي الطفل الجزائري محمد عبد الله فرح جلود، بعدما أبهر الجميع بفصاحة لسانه وثقافته الواسعة، فحق تكريمه بعد قراءته وتلخيصه لخمسين كتاب.
وهاهي المنافسة تعود من جديد حيث تشهد المدارس فترة منافسة لانتقاء الفائزين الذين سيتأهلون للمراحل القادمة والتي عددها خمسة مراحل حيث تبدأ على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات التي تُعقد شهر أكتوبر من كل سنة في دبي.
إن إنشاء جيل متعلم محب للقراءة يسعى لاكتساب المعرفة وتوسيع معلوماته، هو ما تناشده كل أمة لذا علينا تشجيع مثل هذه المبادرات والاشتراك بها ومساعدة أبنائنا وحثهم على الاهتمام بمثل هذه المنافسات الهادفة، وخصوصا وقد انشغلت وسائل الإعلام للترويج لبرامج هي معاول هدم للمجتمع وقيمه، كالمنافسات الغنائية الباحثة عن النجوم مثل ستار أكاديمي أراب أيدول ذا فويس وغيرها من البرامج المنحطة، ولكنها للأسف وجدت الكثير من المصفقين والمهللين فقد تجاوز عدد المتصلين بها الثمانين مليون متصل كإحصائيات أولية، وكأن هذا هو هدف الأمة الأسمى والحقيقة أنه مخطط لأعدائها لصرف شبابها عن الأهداف النبيلة وجعله يهتم بمحقرات الأمور.
كثيرون هم من لم يسمعوا عن تحدي القراءة العربي وأنه مفتوح لجميع أطفالنا وشبابنا المتمدرسين، رغم الإشهار له لكن ليس بالقدر الذي يتم به الإشهار لبعض برامج الطرب واللهو، بيد أن هذا التحدي غراس طيب فضلا عن أنه يوفر فضاء تفاعليا بين أفراد الأمة العربية، فلا تفوتوا الإعتناء به لقطف ثماره الطيبة.
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.