زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

تامالت.. من اليأس من إطلاق سراحه إلى اليأس من إنقاذ حياته

الخبر القراءة من المصدر
تامالت.. من اليأس من إطلاق سراحه إلى اليأس من إنقاذ حياته ح.م

أبلغني شقيق الصحفي المسجون تامالت أن شقيقه أصبح في حكم الميئوس من عودته للحياة، فهو يعيش اصطناعيا بالآلات في مستشفى مايو بباب الواد، والأطباء أصبحوا عاجزين عن فعل أي شيء لإنقاذ حياته، فهو يتنفس اصطناعيا وفي غيبوبة عميقة ولا يفتح عينيه ولا يسمع من يحدثه! والآن انتقل اليأس من إطلاق سراحه إلى اليأس من إنقاذ حياته، وبذلك وقع المحظور الذي كنا نحذر منه.

علمت أن محامي تامالت في لندن يتأهب لإعداد ملف للرأي العام يخص الطرق التي استخدمها المسؤولون الجزائريون لاستدراج المسجون إلى الجزائر وإيداعه السجن. وأن هذه المعلومات إذا خرجت للرأي العام ستحدث زلزالا في أجهزة الحكم!
المحامون يقولون إن الملف القضائي الذي أعدته النيابة وحوكم على أساسه تامالت وسُجن قد أعده جهاز الدياراس” الذي قالوا إنه حُلَّ.!
في البداية حوكم تامالت بجنحة القذف حسب ما تقدمت به النيابة للمحكمة، لكن خلال الجلسة أعاد القضاة تكييف القضية في الجلسة من جنحة إلى جناية السب والشتم! ومعنى هذا الكلام أن القضاة حكموا ضده بما هو أقسى من مطالب النيابة التي حركت الدعوى.. وهذا ما جعل المحامين يقولون إن القضاة ذبحوا تامالت بالحكم القاسي تقربا إلى الوزير والرئيس زلفى! وهو الحكم الذي جعل هذا الشاب الثائر يزهد في الحياة ويتجه إلى الانتحار بالإضراب عن الطعام إلى حد الموت.

هل كان الرئيس بوتفليقة أو وزير العدل أو من سَجن هذا المسكين باسم الرئيس، هل كانوا في حاجة إلى مثل هذه المهزلة؟!

ويمكن أن تتنصل السلطة من حكاية ما حدث لهذا الشاب الصحفي، لأن السلطة مسؤولة عن حياته في السجن في جميع الحالات، حتى الانتحار البطيء الذي اعتمده بالإضراب عن الطعام.. السلطة والعدالة بالخصوص مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حياته.. فإذا كانت العدالة لا تستطيع توفير الأمن الحياتي للمسجون فلا ينبغي أن تسجنه، خاصة إذا كانت حكاية سجنه “هايفة” كما هي قضية تامالت.
الآن لا يمكن إطلاق سراح هذا الشاب لأن حالته الصحية لا تسمح بذلك، والأمور تتجه بجدية إلى المصير المرعب الذي تسببت فيه السلطة لهذا الصحفي الشاب.
أجواء البوعزيزي الثاني تحوم الآن على حي باب الواد، الذي يرقد فيه تامالت بين الآلات الصناعية!
هل كان الرئيس بوتفليقة أو وزير العدل أو من سَجن هذا المسكين باسم الرئيس، هل كانوا في حاجة إلى مثل هذه المهزلة؟!
صفعة الشرطية التونسية للبوعزيزي كانت شرارة أحرقت نظام بن علي، وأحرقت معه ليبيا ومصر وسوريا، وصدق من قال: معظم النار من مستصغر الشرر! فهل ننتظر زيارة السلطات لبيت تامالت قبل أن يفارق الحياة، كما فعل بن علي مع البوعزيزي قبل أن يلفظ أنفاسه؟!

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

كن أوّل من يتفاعل

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.