زاد دي زاد - الخبر مقدس والتعليق حر

ملاحظة: يمكنك استعمال الماركداون في محتوى مقالك.

شروط إرسال مقال:

– النشر في “زاد دي زاد” مجّاني
– أن يكون المقال مِلكا لصاحبه وليس منقولا.
– أن يكون بعيدا عن الشتم والقذف وتصفية الحسابات والطائفية والتحريض.
– الأولوية في النشر للمقالات غير المنشورة سابقا في مواقع أو منصات أخرى.
– الموقع ليس ملزما بنشر كل المقالات التي تصله وليس ملزما بتقديم تبرير على ذلك.

بومدين الديكتاتور

بومدين الديكتاتور

ان بومدين الديكتاتور في نظر البعض , جاء الى الحكم ليس من باب الصدفة , ان بومدين العسكري الثوري الذي تسلق الرتب عن جدارة واستحقاق حتى أصبح عقيدا ووزيرا للدفاع في عهد الرئيس احمد بن بله وحسبما قرءنا وسمعنا عن المجاهد أنه عبقري الفكر ولم يستسلم لهوى النفس بل كان وطنيا نزيها يسعى اى خدمة بلده من أجل أن تصبح في مصاف الدول الراقية , ان اقدامه على عملية التصحيح الثوري كانت تاج تفكير طويل , من أجل توظيف استراتيجية معينة في تسيير البلاد , وقد كان له ذلك 19/06/1969 حيث اعتلى سدة الحكم في الجزائر وشرع في تنفيذ برنامجه السياسي على المستوى الداخلي والخارجي .

السياسة الخارجية :

لقد أعلن الرئيس هواري بومدين أن التوجه السياسي للبلاد يدخل في اطار المنهج الاشتراكي والانتماء الى كتلة دول عدم الانحياز , ودفع الرئيس بدول عدم الانحياز إلى الواجهة الدولية بقوة ، وكان لمؤتمر الجزائر آنذاك سنة 1973 صدى دولي فعال و وجدت هذه الدول مكانتها في هذا العالم المتمثل في المعسكرين الاشتراكي و الرأسمالي ، وكان اختيار الرئيس للمنهج الاشتراكي على أساس إيديولوجية تتطابق و الظرف الزمني الذي تعيشه الجزائر ، ولم يكن على أساس الانتماء للمعسكر الاشتراكي و كلمة الرئيس توضح ذلك :

(( أما بالنسبة للانفراج السوفياتي الأمريكي فعلى الرغم من أنه يمثل خطوة لتلاقي المجابهة النووية فإنه لم يؤدي إلى وقف الحروب المحلية و المحددة ، و إن علاقاتنا طيبة مع الشرق و الغرب و نحن نتعامل تجاريا مع كلا المعسكرين على أسس تجارية و ليس هناك من يقدم لنا الهدايا .

و نرى أن المصانع الأمريكية في طريقها لاستخدام الطاقة السوفياتية و أن السوفيات يكلون القمح الأمريكي ))

و كان للرئيس هواري بومدين استراتيجية مبنية على نظرة مستقبلية لبلده و للعالم أجمع ، إن الخطاب التاريخي للرئيس أمام هيئة الأمم المتحدة و الذي جاء على شكل منهاج اقتصادي جديد ، الذي طالب به الرئيس للمساواة بين الدول في المجال الاقتصادي هذا الطلب المستجد في نظام اقتصادي دولي جديد – هز به الرئيس أركان السياسة الدولية ، و كان له وقع كبير لدى الدول العظمى .

و قد جاء في خطاب الرئيس في الدورة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1974 – ما مفاده :

(( تزايد عدد الدول المستقلة بدلا من أن يؤدي إلى مشاركة عادلة في مسؤوليات الحياة قد صاحبه على العكس من ذلك تركيز منوط للسلطات في أيدي مجموعة محدودة من الدول ، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أخطاء اقتسام جديد للعالم و إلى تغلب الأطماع الامبريالية على متطلبات ديمقراطية حقيقية في العلاقات الدولية ))

إن مثل هؤلاء الرجال لا بد و أن نذكرهم بأعمالهم ، التي رسخت مسيرتهم تاريخيا و لا يمكن أن نكون من الذين يدوسون تاريخ أمجادهم .

كذلك القرار التاريخي للرئيس بتأميم المحروقات و الذي نزل كالصاعقة على الدولة الفرنسية خاصة و الشركات الرأسمالية عامة و نتج عن ذلك شركة * سوناطراك* التي أصبحت تسير و تنقب و تسيطر في مجال المحروقات حتى خارج الوطن .

و في السياسة الخارجية و المواقف و القرارات التاريخية التي لا يمكن لأحد نكرانها و على سبيل الحصر موقف الجزائر عندما جد الجد فكانت كلمة الرئيس الشهيـرة  * نحن مع فلسطين ظالمة كانت أو مظلومة *

أما في مجال الساسة الداخلية :

فسياسة الرئيس انصبت في تجسيد الصناعة الثقيلة على غرار معمل الحجار ، و مصفاة سكيكدة و أرزيو ، و كذا تنشيط الصناعة الإلكترومنزلية و معمل رويبة للشاحنات و الحافلات و الجرارات التي أصبحت تصدر فيما بعد إلى الخارج إلى دول إفريقية و عربية و ظهر نشاط اقتصادي قوي على الساحة الداخلية مما أعطى قوة للسياسة الخارجية ، و لم يقتصر دور السياسة الداخلية على جانب الصناعة الثقيلة بل كانت بالموازاة ثورة زراعية أعطت كل الإمكانيات الفلاحية للفلاح الجزائري و ظهر الريف الجزائري بمظهر جديد ، إلى العراقيل و الانحرافات التي عطلت مسيرة الثورة الزراعية التي كانت في نظرنا السلاح الوحيد للخروج بالطبقة الاجتماعية الفقيرة إلى المستوى المعيشي اللائق بها و من جهة أخرى تقدم هذه الطبقة منتوجا فلاحيا يدعم الاقتصاد الوطني .

و قد كان للجانب التعليمي نصيبه في اهتمامات الرئيس ، إذ التزم في برنامجه بمجانية التعليم و حق التعليم مضمون ، ما كان القطاع الصحي في خدمة المواطن بالمجان ، ودعم القطاع بمتعاونين أجانب في جميع الاختصاصات مما أعطى للأطباء الجزائريين فرصة للاحتكاك بهذه الخبرات الطبية المتنوعة و شهدت الجزائر أثناء مرحلة حكم الرئيس هواري بومدين ازدهارا كبيرا ترسخت فيه الوطنية و لغة الشعب و تمكنت من قفزة نوعية جعلتها تتبوء مكانتها على الصعيد العربي و الدولي .

هكذا حكم الدكتاتور بومدين الجزائر ، فماذا فعل الديمقراطيون لهذا البلد سوى الدخول به في دوامة دامت ما يقارب 13 سنة سالت فيها الكثير من الدماء و خربت فيها مؤسسات الدولة ، هذا الانفتاح العالم لم يأتي بطريق الصدفة بل كان محل دراسة من دول الغرب و تمكنت هذه الدول من تنفيذ مخططاتها عن طريق العمالة العربية .

كيف هو نجم الديكتاتور ؟

إن تنفيذ المخطط الغربي جاء عن طريق نشر الديمقراطية في هذا العالم و كانت الجزائر حقل تجارب لهذه المخططات ، فأول الخطوات بدأت في إفشال مسيرة المخطط الاقتصادي و ذلك بالتواطؤ مع المعارضة الخفية التي كانت تعمل على عرقلة كل المشاريع و المخططات التنموية للبلاد ، و سارت في ركابها الطبقة الشغيلة التي منيت في الأخير بهزائم نكراء في مكتسباتها و خدمت بذلك المعارضة المندسة في دواليب الدولة و التي كانت تعمل لمصالح خارجية .

هذه الأسباب التي نتجت عنها سياسة التآمر الخارجي للإطاحة بالرئيس هواري بومدين ، ضف إلى ذلك المواقف السياسية للرجل ضد الامبريالية العالمية و كذا موقفه بجانب القضية العربية التي كان ضحيتها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، فكان لزاما على هذه القوة الصهيونية أن تزيح كل من يقف أمامها ، فكان الرئيس هواري بومدين الضحية الثانية للقضية العربية ، بعدما نشطت لذلك جميع أجهزة المخابرات الأجنبية و العمالة العربية .

إن هذا الدكتاتور قال – لا – لقوى الشر و الطغيان ، وقال نعم لتحرير فلسطين ، و قال نعم لدفع الجزائر إلى مصاف الدول الراقية و قال نعم لبناء دولة لا تزول بزوال الرجال و الحكومات ، هكذا كان الدكتاتور .

ads-300-250

المقالات المنشورة في هذا الركن لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

7 تعليقات

تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.

  • تعليق 4823

    ناصر

    “ان اقدامه على عملية التصحيح الثوري كانت تاج تفكير طويل، من أجل توظيف استراتيجية معينة في تسيير البلاد . . .” يا سلام . . . يعني أنك توافق على قلب الطاولة على الحكومة القائمة لكل من يحمل مشروعا تنمويا للبلاد ؟ ثم أين هي هذه البراعة و الإستراتيجية و المخ الرئيسي لما بات يعرف بجماعة وجدة السيد شريف بلقاسم رحمه الله يعترف بعظمة لسانه بفشل سياستهم. فكيف تأتي بعد 34 سنة لتمجد وهما و الخراب يعم ربوع هذا الوطن الجريح.
    باختصار فإن كل ما تعانيه الجزائر اليوم من خراب و دمار سببه الرئيس بومدين.

    • -2
  • تعليق 4821

    سمير ناصر

    “إن تنفيذ المخطط الغربي جاء عن طريق نشر الديمقراطية في هذا العالم و كانت الجزائر حقل تجارب لهذه المخططات ، فأول الخطوات بدأت في إفشال مسيرة المخطط الاقتصادي و ذلك بالتواطؤ مع المعارضة الخفية التي كانت تعمل على عرقلة كل المشاريع و المخططات التنموية للبلاد ، و سارت في ركابها الطبقة الشغيلة التي منيت في الأخير بهزائم نكراء في مكتسباتها و خدمت بذلك المعارضة المندسة في دواليب الدولة و التي كانت تعمل لمصالح خارجية .”
    ما هذا الكلام الغريب؟؟ هل السيد يعمل في صحية البرافدا ام قادم من المحافظة السياسية؟؟ أين تعيش و اين تلقيت تعليمك…؟؟؟

    • -1
  • تعليق 4826

    allaoua

    وقد كان له ذلك 19/06/1969 حيث اعتلى سدة الحكم في الجزائر bravo mr khalifa

    • 3
  • تعليق 4827

    نجيب قاسم

    شكرا لك أخي أحمد
    فالقادة العظام ” العمالقة”
    يستحقون منــــا وقفة تــــأمل ودراسة ومراجعة للمرحلة التي قادوا الأمة من خلالها
    وأن ننحني لذكــــراهم العطرة ، ويقضي الوفاء منا أن نضع كل شخص في الإطـــار الذي يستحق وأن نترحم عليهم وأن نمطرهم بدعواتنا لهم بأن يكونوا مكرمين عند الباري عز وجل لما قدموه لأمتهم وشعبهم

    • -3
  • تعليق 5253

    oomar

    يا أخى خليفة بارك الله فيك
    ولا تأبه لكلام الجهالة المتعصبين الناكرين للخير والذين يزعمون فهم كل شيء؟؟؟
    تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب
    فالعمالقة العظام لهم من الناقدين والحاسدسن مالا يعدوا ولا يحصو..
    كما قال فيهم الشاعر
    ما أكثر الحاسدين على العظماء والحاقدين عليهم وما أقل الواصلين الى رتبتهم وعولي همهم.
    رحمة الله عليك ياشهيد الوطن والدين والوحدة العربية والعروبة محمد بوخروبة.
    جازاك الله خيرا يا بومدين عنا وعن الوطن والعروبة كلها كل خير

    • 0
  • تعليق 6202

    shafandi

    كنت اظن ان الشياتين انقرضوا مع هلاك الطاغية بومدين

    • 0

فضلا.. الرجاء احترام الآداب العامة في الحوار وعدم الخروج عن موضوع النقاش.. شكرا.