لن تستغرق وقتا طويلا لترى أمارات القيادة تطفَح من عيني جمال بلماضي.. إنك تراها في ابتساماته وعبوسه أيضا.. في حزمه وعزمه مع اللاعبين وفي عدم رضاه عليهم..
بلماضي قائد يسُوس مجموعة أفراد تخصصهم كرة.. هو وهم يشتركان في التخصص والهدف، لكنه هو الذي يرسم خطط الوصول إلى الهدف.
هو يعرف رجاله فردا فردا.. يعرفهم نفسيا وبدنيا وعقليا ويضع كل رجل في موقع معيّن، يضعهم كأنه يركّب آلة النصر قطعة قطعة.. لتعمل الآلة بطريقة صحيحة من أجل الهدف.. النصر..
ولكن عندما يأتي النصر دون أن تعمل الآلة كما أراد لها هو أن تعمل، فهنا يطرح القائد ألف سؤال.. ويعبس ويسخط فيما يفرح المتفرجون وربما يفرح رجاله معهم أيضا..
هكذا القائد.. يرى ما لا يراه الآخرون.. يفكر مرتين حين يفرحون.. ويفكر ملايير المرات حين يهزَمون.. قلبه يشتغل مرات قليلة (العواطف).. لكن عقله لا يكاد يغفل..
إنها القيادة.. بل الغيرة على القيادة.. كأن القيادة خلقت له وخُلق لها..
بدا بلماضي اليوم عبوسا رغم الانتصار، هذا الرجل ليس عاديا.. هذا لا يريد انتصارا وكفى.. بل يريد طريقة الانتصار.. روح الانتصار.. إنه يسأل دوما: هل نصرُك مُقنع أم هو انتصار من أجل أن يكتُب عنك الكتَبة بأنك انتصرت.. أم إنك انتصرت لأن خصمك ضعيف.. أم تراها ضربة حظ!
في شريعة القائد بلماضي ومن هم مثله وخير منه، هذا ليس نصرا.. سمِّه ما شئت إلا نصرا!
إن قائدا متميزا، حقيقيا، مخلصا.. لا يريد أي نصر.. إنه يريد أن يغرس روح النصر في رجاله..
ترى، كيف يفكر السياسيون الذين “يقودون” أوطانا ثرية كل الثراء.. باطنا وظاهرا.. وهل يعرفون معنى كلمة “قيادة”.. هل يغارون عليها!؟
تعليقات القراء تعبر عن رأيهم فقط، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع أو خطه التحريري.